الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

وجوه مميزة في انتفاضة صيدا... المتمرّسة هدى حافظ من صنّاع الساحة

المصدر: "النهار"
أحمد منتش
وجوه مميزة في انتفاضة صيدا... المتمرّسة هدى حافظ من صنّاع الساحة
وجوه مميزة في انتفاضة صيدا... المتمرّسة هدى حافظ من صنّاع الساحة
A+ A-

ليس مستغرباً أو مفاجئاً لابنة صيدا والتنظيم الشعبي الناصري، هدى حافظ، أن تكون في طليعة صنّاع ساحة الانتفاضة والثورة عند تقاطع إيليا في صيدا، والذين كان عددهم عند اندلاع شرارة الاحتجاجات الغاضبة في 17 تشرين الأول الفائت لا يتعدى أكثر من 20 سيدة وفتاة وشاباً.

هدى حافظ (41 عاماً)، مدرِّسة مادة الرياضيات في ثانوية القلعة في صيدا منذ 23 عاماً، وهي أمّ لثلاثة أولاد (ليلى 15 سنة ومجد 11 سنة والتوأم سما 3 سنوات، ومدى توفيت وهي صغيرة)، متزوجة من الزميل المصور علي لمع، ارتبطت به بعد أن تعرفت إليه خلال وقوفه إلى جانبها بعد تعرضها للضرب وبعد أن أوقفتها القوى الأمنية خلال مشاركتها في بيروت في اعتصام تضامني مع "المناضل الأممي" كوزو أوكوموتو العام 1999.


[[embed source=vod id=11455 url=https://www.annahar.com/]]

ترى أمّ مجد نفسها، كما قالت لـ"النهار"، "ناشطة سياسية واجتماعية في الشأن العام وبالأخص في كل أمر يمسّ بوحدتنا الوطنية والدفاع عن سيادة البلد ومصالح الناس الفقراء، أتبنى نهج وفكر التنظيم الشعبي الناصري من دون أن يكون لدي بطاقة حزبية على الرغم من أنني عضو ناشط في التنظيم وفي لجنة مركز معروف سعد الثقافية، ودائماً أجد في كل المواقف الوطنية التي يعلنها أمين عام التنظيم النائب أسامة سعد وخصوصاً في الأمور المتعلقة بالسياسات التي تنتهجها الحكومة وبرموز الفساد ودعمه لانتفاضة الناس في الشارع ما يرضي قناعاتي وطموحي من أجل أن نبني وطناً تسود فيه العدالة ونعيش فيه بكرامة، ويحفظ مستقبل أبنائنا والأجيال الصاعدة".

كثيرة هي المحطات الاحتجاجية الوطنية والمطلبية التي ساهمت وشاركت فيها هدى حافظ قبل اندلاع الانتفاضة الأخيرة، وأبرزها، كما تقول، تطوعها لمساعدة أبناء الجنوب خلال الاعتداءات الإسرائيلية الذين كانوا يلجأون إلى صيدا، وخصوصاً أثناء عدوان ما سمي بـ"عناقيد الغضب" العام 1996 وعدوان تموز العام 2006 .أما في ما يتعلق بالتظاهرات المطلبية والاحتجاجية، فقد شاركت في كل التظاهرات التي كانت تدعو لإسقاط النظام في بيروت العام 2011 والعام 2015، وتضيف: "حقيقةً، في ذلك الوقت شعرت بخيبة أمل بالرغم من تصاعد ظاهرة المجتمع المدني الذي لم يتمكن من إحداث أي تغيير كنا ننتظره".


كنا 20 شخصاً في التظاهرة الأولى التي أشعلت انتفاضة صيدا في 17 تشرين الأول.

بشغف تروي حافظ تفاصيل الليلة الأولى لاندلاع الانتفاضة في صيدا، وقالت: "مساء يوم الخميس في 17 تشرين الأول الفائت، تجمعنا في ساحة الشهداء في صيدا وكان عددنا 20 شخصاً من الأحزاب الوطنية، بدأنا نفكر ماذا يجب علينا أن نعمل. البعض اقترح القيام بمسيرة إلى ساحة النجمة والاعتصام فيها. وقال البعض الآخر إنو راح يقولوا عنا زعران، إلى أن استقر الرأي على أن نتوجه بمسيرة إلى المدخل الرئيسي لمبنى أوجيرو في صيدا باعتباره ركناً من أركان الفساد وله علاقة بالضريبة التي حاول تمريرها وزير الاتصالات محمد شقير على "الواتساب". وعلى الفور توجهنا قرابة الساعة السادسة مساء من ساحة الشهداء إلى مبنى اوجيرو وسط هتافات تدعو لإسقاط النظام ومحاسبة رموز الفساد. وأثناء تواجدنا أمام المبنى، وجدنا أن كثراً من الناس بدأوا بالتوافد والمشاركة في اعتصامنا أمام أوجيرو. وعندما كبر وازداد عددنا انتقلنا إلى ساحة إيليا التي أصبحت تُعرف اليوم بساحة الانتفاضة والثورة، واختيارنا لهذه الساحة كان بسبب مساحتها وأهمية المكان الموجودة فيه كصلة وصل بين صيدا والجنوب وبيروت، وبين صيدا وجزين، وتشكل نقطة وصل وتواصل بين أحياء صيدا ومحيطها. ومع تزايد عدد المحتجين في الساحة وسط هرج ومرج وكانوا من كل الفئات والاتجاهات، تمّ إقفال كل الطرق المؤدية إليها، وفي هذه اللحظات شعرت مع بعض المنتفضين أن 17 تشرين ليس كما قبله، واتفقنا عندها على البقاء في الساحة طوال الليل والنهار. وفي اليوم الثاني استطعنا تنفيذ إضراب عام في المدينة شلّ كل مرافق الحياة فيها وسط تجاوب الأهالي وخصوصاً الفئات الشعبية المقهورة والموجوعة والمحرومة من أبسط الحقوق لديها".

ومنذ 17 تشرين ولغاية اليوم أصبحت ساحة الانتفاضة بالنسبة لأمّ مجد بمثابة بيتها المنزلي، ويتمحور عملها على كل الصعد تقريباً؛ تشارك في التظاهرات والهتافات وإلى جانبها تقف أحيانا ابنتها ليلى تساندها في إطلاق الشعارات. وفي الساحة وحديقتها تتنقل من تفاهمات مع لجان الحراك إلى جلسات حوار ونقاش مع أخصائيين يدعوهم الحراك إلى الساحة، إضافة إلى مشاركتها في أعمال تنظيف وتنظيم الساحة، وأحيانا في تحضير الطعام للذين يتواجدون لفترة طويلة في الساحة.


وبرأي حافظ، "إن الانتفاضة استطاعت حتى الآن تحقيق بعض المكاسب ومنها إسقاط الحكومة التي أوصلت البلد للانهيار، ليس فقط بشخصها وإنما بالمنظومة الفاسدة التي أوصلت البلد للانهيار، كما جعلت الانتفاضة أركان السلطة يتخبطون ومربكين، والطريقة التي كلف بها حسان دياب تشبه الطرق التي اتبعتها السلطة منذ 30 عاماً.

والأهمّ أن غالبية الناس باتت واعية وعلى معرفة بحقوقها، وبأن هناك مالاً منهوباً يجب استعادته، وباستطاعتها أن تقف بوجه الظلم والفساد والمفسدين".

وتشدد حافظ على ضرورة البقاء في الساحة، وعلى أهمية تنظيم حراك المنتفضين "حتى نتأكد ونشعر بشيء جديدأاقله في موضوع محاسبة الفاسدين ومحاكمتهم على أفعالهم واستعادة الأموال المنهوبة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم