الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

من هو "إنسان الغاب" الذي نتشارك معه 97٪ من الحمض النووي؟

جاد محيدلي
من هو "إنسان الغاب" الذي نتشارك معه 97٪ من الحمض النووي؟
من هو "إنسان الغاب" الذي نتشارك معه 97٪ من الحمض النووي؟
A+ A-

كثيرون منا سمعوا بالقرود الضخمة التي تُعرف باسم إنسان الغاب، وتوجد هذه الحيوانات الرائعة فقط في جزيرتي سومطرة وبورنيو في آسيا. وهناك أنواع متعددة منها، فقد تم تحديد ثلاثة أنواع مختلفة من إنسان الغاب: البورني والسومطري والتابانولي، والذي تأكد تصنيفه كأحد الأنواع فقط في 2017. ويأتي الاسم الإنجليزي لإنسان الغاب "orangutan" من دمج كلمتين بلغة الملايو أو اللغة الماليزية، وهما: أورانغ والتي تعني شخص، وهوتان والتي تعني غابة. والترجمة الكاملة لهذا الاسم إلى "إنسان الغاب" ملائمة، إذ نشترك نحن البشر مع هذه القرود الرائعة بنسبة 97٪ من الحمض النووي. قرود إنسان الغاب ماهرة وذكية بشكل لا يصدق، وتنتقل بأقدامها التي تشبه اليد بسهولة بين الأشجار. وهي كبقية القرود الكبيرة، لها أدمغة كبيرة الحجم. وبالجمع بين ذلك وبين أصابعها البارعة، تبدي قرود إنسان الغاب سلوكاً ربما نعتبره "بشرياً". ويستخدم إنسان الغاب العصي، لإخراج النمل الأبيض والنحل من جحوره في الأشجار. كما لوحظ صنعه لما يشبه القفازات من ورق الشجر، لحماية يديه من الأغصان الشائكة والفواكه التي تكسوها أشواك، بل إنه يضع على رأسه مظلة بدائية من أوراق الشجر لتحميه من المطر.

رغم كل ذلك، إلا أن أعداد هذه القرود في تناقص نظراً لتدمير البيئات التي تعيش فيها. ويقدر عدد حيوانات إنسان الغاب ما بين 57 ألفاً و100 ألف من فصيلة البورني، وأقل من 14 ألفاً من فصيلة السومطري، وأقل من 800 من التابانولي. وهي تواجه تهديدات كثيرة أبرزها التصحر وانحسار الغابات، والصيد غير المشروع للحصول على اللحوم وتجارة الحيوانات الأليفة. وهناك أسباب كثيرة للتصحر وانحسار الغابات في المنطقة، بما فيها قطع الأشجار وإنتاج زيت النخيل، والتنجيم والتوسع الزراعي الذي يتم على نطاق مدمر. وخلال 40 عاماً فقط، فقدت جزيرة بورنيو 10 ملايين هكتار أو ما يوازي 39٪ من غطاء غاباتها الأصلي. لكن تدمير بيئاتها لا يرجع فقط إلى النشاط الإنساني، فنظراً للتغير المناخي باتت حرائق الغابات ظاهرة متكررة، وتدمر سكانها من إنسان الغاب. ومن المتوقع أن يتقلص عدد إنسان الغاب من فصيلة البورني بنسبة 86٪ من عام 1950 إلى عام 2025، بسبب فقدان أماكن سكناها. يشار الى أن هناك منظمات على قدر من الأهمية تكافح من أجلها، وإحدى هذه المنظمات هي "مؤسسة إنسان الغاب" التي تأسست عام 1990، وتعمل مع كل من وزارة البيئة والغابات الإندونيسية والمجتمعات المحلية، لدعم جهود الحماية والبحوث إضافة إلى نشر وتعميم فهم أكبر لحياة وظروف إنسان الغاب، بين أولئك الذين يتعاملون مع هذه الكائنات. 

إنسان الغاب هو أضخم الثدييات التي تعيش في الغابات، حيث تقضي 90٪ من وقتها في ظلال الغابة تنام وتبحث عن الطعام. ومكان سكنها المفضل هو المستنقعات المنخفضة للغابات الاستوائية، ونظراً لما تفضله من طعام، يمكن أن تجدها على ارتفاع يزيد عن 500 متر. وهي تحتاج إلى غابات واسعة وممتدة للتزاوج والعثور على طعام كاف. وأثناء تنقلها عبر الغابة، يمكن أن تقصف وتكسر الأغصان مخلفة ثغرات وفجوات في ظلال الأشجار. ومن شأن ذلك أن يسمح للضوء بالوصول إلى أرضية الغابة، ما يحفز نمو النباتات من جديد ويؤدي إلى تجدد الغابة بشكل طبيعي. كما أنها عندما تتنقل في الغابة تقوم بنشر البذور التي تعلق في فرائها وربما في برازها وبصاقها، وقد أكسبها ذلك لقب "بستاني الغابة".  وتمثل الفواكه ما نسبته 60٪ من طعام قرود إنسان الغاب، ويفضل من بينها فاكهة دوريان كريهة الرائحة. ومن المعروف عن تلك القرود أنها تأكل ما يزيد على 400 نوع مختلف من الأطعمة، وعندما تشحّ الفاكهة يلجأ إنسان الغاب إلى تناول لحاء الأشجار وأوراقها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم