أرشيف "النهار" - ايران تجنح شرقا وتحبو شمالا

نستعيد في #نهار_من_الأرشيف مقالاً كتبه محمد صادق الحسيني في "النهار" بتاريخ 7 شباط 1995، حمل عنوان "ايران تجنح شرقا وتحبو شمالا".منذ تفكك الامبراطورية الروسية الشمالية الذي تلازم مع زيادة حركة الاساطيل الغربية في مياه الجنوب الخليجية الدافئة والقيادة الايرانية تبذل جهدا مضاعفا للجنوح شرقا و"الحبو" شمالا في عالم الاتصالات والمواصلات وتبادل العلوم المعرفية والتكنولوجية في الوقت نفسه الذي ابقت خيوطها مفتوحة مع الغرب في جميع الاتجاهات لتخفيف الضغط المقبل عليها من الجنوب العالمي الجديد. وفي هذا السياق اقدمت حكومة طهران على الدخول في مشاريع استراتيجية كبرى لتعزيز موقعها الجغرافي والسياسي ودورها التاريخي المذكور. فبعد كرّ وفرّ في ساحة عمليات الجمهوريات الآسيوية الوسطى الحديثة الاستقلال استطاعت ايران ان تبني قاعدة قوية لعلاقات نموذجية طويلة الامد مع تلك الجمهوريات تقوم على اساس مشروعين كبيرين في مجالي الطاقة والمواصلات والاتصالات. ففي مجال الطاقة تمكنت حكومة طهران من اقناع القيادة التركمانية بزعامة ضومراد نيازوف باختيار الاراضي الايرانية طريقا لعبور انابيب ضخ غازها الطبيعي الى الاسواق الاوروبية باعتبارها الخيار الاقصر والاقل كلفة والاكثر امنا من الخيارات التي تهددها المخاطر المتعددة عبر اراضي الاتحاد السوفياتي السابق. وبالفعل فقد تقرر البدء بالعمليات الانشائية الأولية اللازمة لانجاز هذا المشروع الذي تبلغ كلفته 7 مليارات دولار. وتكفلت طهران بتأمين ثلاثة منها فيما تكفلت تركمانستان بالتعاون مع روسيا وتركيا وكازاخستان واوكرانيا بتأمين المليارات الاربعة المتبقية. واذا عرفنا ان طاقة الضخ في الانبوب الذي يبلغ طوله نحو اربعة آلاف كيلومتر (قسمه الاعظم في ايران) هي بين 10 الى 12 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا وان الكونسورتيوم الخاص بهذا المشروع تحوّل الى كونسورتيوم عالمي يضم اكثر من 38 شركة عالمية تضم شركات غربية كبرى وان وزير...