الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

سيداتي...

سمير عطاالله
Bookmark
سيداتي...
سيداتي...
A+ A-
أوائل الستينات خرج المسرح اللبناني من التمثيلية الشعبية وأعمال الهواة المتقطعة، إلى نهضته الأولى. وصار له مؤسسون وأساتذة ومتكرسون، لا عمل آخر لهم: لطيفة وأنطوان ملتقى، منير أبو دبس، أنطوان كرباج. رضا خوري، وسائر الكوكبة التي لا تُنسى، بدل الإطلالة بتجربة غير مضمونة النتائج، على جمهور غير موحّد الثقافة، لجأوا جميعاً إلى مسرح الإغريق، يقتبسون درامياته التي لا يزول زمنها الإنساني. لا أذكر من قدّم يومها "أندروماك" كما وضعها راسين، لكنني لا أنسى مشهد زوجها هكتور يقول لها: "عودي إلى المنزل الآن، إلى النول والمغزل، وانصرفي إلى عملك، وقولي للخادمات الانصراف إلى عملهن أيضاً. الحرب ليست شغل نساء".من شاهد جويس عقيقي أو رنين إدريس تواجه مفترياً متوحشاً في "الرينغ" أو ساحة الشهداء، أدرك كم تغيّر الزمن من زمن الإلياذة إلى زمن الثورة في لبنان: الجبهة الأمامية للنساء. الدور العملي الأول للمرأة. من طرابلس بالحجاب الأبيض، إلى صيدا بالحجاب المنتور، نزلت المرأة اللبنانية تخوض حروبها جميعاً: الحرب على فساد الرجال، والحرب على عالمهم الفاشل، وحرب الأمّ من أجل حضانة الرحم، وحربها صاحبة حق لإعطاء أطفالها الجنسية.نصف الثورات، على الأقل، تصنعها النساء. ونصف الأحكام أيضاً. ليست سانا مارين فقط أول امرأة ترأس حكومة فنلندا بل الأصغر سنّاً في العالم. وحتى الآن كانت نيوزيلندا في خريطة العالم جنّة المراعي وفردوس الأجبان. بعد مجزرة المسجدَين في كرايستشرتش، وضعتها جاسيندا أردرن على خريطة الدول الأكثر نبلاً وشجاعة وشعوراً بالسكينة العالمية. المرأة هي الشجاعة، كما رأينا جويس عقيقي ورنين إدريس في مواجهة قليلي الأدب. والجينز هو أناقة الليل والنهار. تعبت الكاميرات ولم تتعب...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم