الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الجولة المقبلة من "جنيف 2" مرتبطة بصفقات نيويورك

موسى عاصي
A+ A-

انتهت الجولة الثانية من جنيف 2 باتفاق فارغ من أي مضمون حول استكمال المفاوضات، حتى من دون تحديد موعد للجولة المقبلة، وحدها صفقة جنيف في 14 أيلول 2013 بين وزيري الخارجية الروسية سيرغي لافروف والأميركية جون كيري في شأن الملف السوري بدءاً من تدمير الترسانة الكيميائية السورية لا تزال الضامن الوحيد لاستمرار المفاوضات، وخصوصاً لا بدائل منه حتى الآن، مع تكرار تشديد الطرفين الراعيين للمفاوضات على الحل السلمي، لأن "لا رابح في المعركة العسكرية" كما نقل عن مساعدة وزير الخارجية الاميركية ويندي شيرمان في نهاية المفاوضات يوم الجمعة الماضي.


لكن الاتفاق على استمرار المفاوضات تحول دون ترجمته بموعد محدد عقدة أساسية انتقلت من الأولويات، كما كان الحال في بداية المفاوضات، الى المهل الزمنية للتفاوض على كل بند من البنود الاربعة التي وضعها الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي ضمن اقتراحه الجديد في الجلسة الختامية. ويقضي هذا الاقتراح بمناقشة أربع نقاط بحسب الاولويات الآتية:
1 - وقف العنف ومكافحة الارهاب.
2 - تشكيل هيئة الحكم الانتقالي.
3 - وضع ومستقبل المؤسسات الرسمية وكيفية المحافظة عليها.
4 - الحوار الوطني والمصالحة بين السوريين.
ويبدو من هذا الاقتراح أن الفريق الحكومي قد حقق انتصاراً بفرض مناقشة البند الذي طالما طالب بإدراجه كأولوية في المفاوضات، وقد وافق النظام على هذا الاقتراح من حيث الشكل، قبل أن يرفضه بعد تحديد الابرهيمي يوماً واحداً لمناقشته قبل الانتقال الى البند التالي أي تشكيل الهيئة الانتقالية، عندها أسقط النظام الاقتراح واعتبره التفافاً على روحية وثيقة جنيف 1 "فتحديد يوم واحد لمناقشة ملف كملف الارهاب والوصول الى خواتيمه والاتفاق عليه أمر مستحيل ومن شأن ذلك ترحيل الأزمة فقط وليس حلّها"، كما قال رئيس الوفد السوري السفير بشار الجعفري الذي أبرز ضرورة اشباع هذا البند دراسة ومناقشة والاتفاق عليه قبل البدء بمناقشة البند التالي.
في مؤتمره الصحافي المعتاد، خلع الابرهيمي قفازي ديبلوماسيته المعهودة محملاً الوفد الحكومي مسؤولية ما آلت اليه المفاوضات قائلاً: رفض الوفد الحكومي ويا للاسف هذا الاقتراح وهذا ما يدفع الطرف الآخر الى التشكيك في نية السلطة السورية مناقشة البند الثاني المتعلق بتشكيل الهيئة الانتقالية". ويبدو أنه لجأ الى ممارسة لعبة الضغط على الطرفين معاً وعلى الدولتين الراعيتين ايضاً باستخدامه خطاب يميل الى حالة يأس من استمرار هذه المفاوضات على هذا الشكل، متوجهاً الى الشعب السوري "الذي كانت لديه طموحات قوية الى أن شيئاً ما سيتحقق" معتذراً منه على الاخفاق الذي وصلت اليه المفاوضات و"عدم القدرة على تقديم أي حل للمأساة المستمرة".
لكن الابرهيمي لم يقفل الباب خلفه، وهو المعروف بإصراره وعناده في عمليات المفاوضات التي قادها في السابق قبل تسلمه الملف السوري، ورهاناته متعلقة بمفاوضات منتظرة خلال الفترة المقبلة وفي مقدمها اللقاء الثلاثي بين الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون ووزيري خارجية روسيا وأميركا والإبرهيمي نفسه من أجل مناقشة الإخفاق الذي منيت به المفاوضات والمخرج الممكن الذي من شأنه دفعها الى الأمام وإدخالها في حيز الجدية.
وعلى رغم الابتعاد في وجهات النظر بين الطرفين الروسي والأميركي حيال الملف السوري، أكدت أوساط مقربة من الأمم المتحدة أن "هذه الخلافات لن تصل الى درجة اقفال الباب أمام مفاوضات جنيف 2، وألمحت أوساط ديبلوماسية الى أن المسألة مرتبطة بما سيجري في الامم المتحدة خلال الفترة المقبلة وفي مجلس الأمن الدولي الذي سيتوجه اليه الابرهيمي (من دون تحديد موعد حتى الآن) حيث "زحمة مشاريع ومشاريع مضادة حول الملف السوري وإمكان عقد الصفقات بين مقدمي هذه المشاريع والدول الكبرى كبيرة جداً ما سيفضي الى احتمال التوصل الى حلول وسط ولا سيما في الملف الانساني للاستناد اليه في دفع الجولة الثالثة من المفاوضات قدماً".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم