الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

العنصرية إلى الواجهة مجدداً... "المباراة كانت ملوثة"

المصدر: "أ ف ب"
العنصرية إلى الواجهة مجدداً... "المباراة كانت ملوثة"
العنصرية إلى الواجهة مجدداً... "المباراة كانت ملوثة"
A+ A-

عادت العنصرية في ملاعب كرة القدم لتلقي بظلالها بعد الحادثة التي شهدتها مباراة الأحد في الدوري الإنكليزي بين #توتنهام وجاره اللندني #تشيلسي (0-2)، حيث تعرض مدافع الأخير الألماني أنطونيو روديغر لإهانات عنصرية من الجمهور، مما دفع رابطة اللاعبين المحترفين إلى المطالبة بتحقيق حكومي.

ورأى مدرب تشيلسي فرانك لامبارد، الذي تفوق على "معلمه" البرتغالي جوزيه مورينيو بإسقاط توتنهام في معقله، أن "هناك حاجة للتعامل مع المشكلة بحزم"، فيما وعد توتنهام بـ"تحقيق شامل" بعدما وجد الحكم أنتوني تايلور نفسه مجبراً على إيقاف المباراة في شوطها الثاني عندما اشتكى روديغر من سماع صيحات قردة صادرة من مدرجات جمهور سبيرز.

وبدأت الحادثة بعدما تسبب روديغر نفسه بطرد نجم توتنهام الكوري الجنوبي سون هيونغ-مين بسبب "سلوك عنيف" أكدتها تقنية الاعادة بالفيديو (فار)، إثر ركله المدافع الألماني على صدره بعد أن عرقله الأخير دون أن يحتسب خطأ للكوري الجنوبي، مما أثار حفيظته.

وتعرض روديغر، صاحب البشرة السمراء، بعد ذلك للإهانة العنصرية من مدرجات توتنهام، مما دفع بالقيمين على الملعب إلى اطلاق ثلاثة نداءات على مكبرات الصوت قالوا فيها ان "تصرفاً عنصرياً من قبل المشجعين يؤثر على المباراة".

وكشف مدافع وقائد تشيلسي الإسباني سيزار أسبيليكويتا أنه لم يتردد في تبليغ الحكم عما حصل بحق زميله الألماني، موضحاً: "طوني (روديغر) جاء الي وقال انه سمع أغان عنصرية موجهة ضده، فأبلغت عنها للحكم".

وتابع: "علينا جميعا أن نعمل على إيقاف هذا الأمر. هذه مشكلة ليست في كرة القدم وحسب بل في الحياة".

من جهته، قال روديغر عبر حسابه في "تويتر": "أمر مخز أن تكون العنصرية موجودة حتى الآن في 2019. متى سيتوقف هذا الهراء؟"، مضيفاً: "آمل حقاً في أن يتم العثور على الجناة ومعاقبتهم قريباً. وفي ملعب كرة قدم حديث مثل توتنهام ستاديوم مع عشرات الكاميرات التلفزيونية والأمنية، يجب أن يكون من الممكن العثور عليهم ومعاقبتهم على ذلك".

وأردف: "إذا لم يكن الأمر ممكنا، فيجب أن يكون هناك شهود في الملعب رأوا الحادث وسمعوه".

وعلقت رابطة اللاعبين المحترفين على ما حصل في بيان قالت فيه: "نشعر بالاشمئزاز والخوف لأن، مرة أخرى، مباراة في الدوري الإنكليزي كانت ملوثة بسبب سوء المعاملة من المدرجات تجاه اللاعبين. أصبح جليا بأن لاعبي كرة القدم هم الطرف المتلقي للعنصرية الصارخة التي تنتشر حالياً في المملكة المتحدة، لكنهم ليسوا وحدهم".

وتابعت: "أن الإساءة العنصرية في كرة القدم ليست مجرد قضية لاعبين من الأقليات السوداء والإثنية، بل إنها قضية كل من يحب اللعبة. تدعو رابطة اللاعبين المحترفين الى تحقيق حكومي في العنصرية وفي ازدياد جرائم الكراهية داخل كرة القدم".

مشكلة متفاقمة

وقبل أسبوعين، قامت الشرطة الإنكليزية بتوقيف شخص لقيامه بتصرفات عنصرية خلال دربي مدينة مانشستر بين سيتي وضيفه يونايتد.

وظهر أحد مشجعي سيتي وهو يقوم بـ "حركات عنصرية" في شريط مصور تم تداوله على مواقع التواصل، في أعقاب المباراة التي انتهت بفوز الضيوف 2-1.

وأعلنت شرطة مدينة مانشستر انها استُدعيت للتحقيق في "قيام مشجع بما بدا أنها حركات عنصرية وأصوات (صيحات القردة) تجاه اللاعبين خلال دربي مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد".

وأضافت: "تم توقيف شخص يبلغ من العمر 41 عاما، بشبهة مخالفة قواعد النظام العام بشكل عنصري، ولا يزال قيد التوقيف للاستجواب".

وتوقفت المباراة لبعض الوقت في الشوط الثاني، عندما تقدم لاعب يونايتد البرازيلي فريد لتنفيذ ركلة ركنية، لكنه تعرض لمقذوفات من المدرجات حيث تواجد مشجعو سيتي، أصابه بعضها بشكل مباشر في ظهره. وأظهرت أشرطة متداولة عبر مواقع التواصل، أحد المشجعين وهو يقوم بحركات القردة تجاه اللاعب الأسود البشرة.

"الوضع في أوروبا يزداد توتراً"

وقد اجتاحت الملاعب الأوروبية في الآونة الاخيرة موجة من الحوادث العنصرية بما فيها تعرض لاعبي منتخب انكلترا لهتافات من بعض الجماهير البلغارية خلال مباراة البلدين في تصفيات كأس أوروبا 2020، وأخرى للبلجيكي روميلو لوكاكو مهاجم إنتر ميلان وماريو بالوتيلي مهاجم بريشيا في ايطاليا.

ووجه رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم السلوفيني ألكسندر تشيفيرين في أوائل الشهر الحالي انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، متهما اياه بتأجيج العنصرية، ومؤكداً أن اتحاده يعمل جاهدا لمعالجة هذه المشكلة التي تعاني منها اللعبة.

وأدان جونسون بقوة ما تعرض له لاعبو بلاده في العاصمة صوفيا في تشرين الأول الفائت، واصفا الهتافات العنصرية بالـ "خسيسة" ودعا الاتحاد الاوروبي لاتخاذ الخطوات والتدابير اللازمة.

ويبدو الاتحاد الاوروبي عازما على إجراء بعض الاصلاحات والتعديلات حيث أكد تشيفيرين "نريد أن نكون أكثر دقة. لذا نعمل على ذلك. سنغير قوانيننا حول الموضوع في اجتماع آذار المقبل".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم