السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

وضع حجر الأساس لإطلاق مشروع الكونسرفاتوار في ضبيه... داود: لبنان مستمر في مسيرته الثقافية

وضع حجر الأساس لإطلاق مشروع الكونسرفاتوار في ضبيه... داود: لبنان مستمر في مسيرته الثقافية
وضع حجر الأساس لإطلاق مشروع الكونسرفاتوار في ضبيه... داود: لبنان مستمر في مسيرته الثقافية
A+ A-

اعتبر وزير #الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد داود أن "لبنان نموذج حضاري للمنطقة والعالم"، مشيراً الى أنّ "لبنان يعيش اسوأ ازمة مالية وسياسية"، مؤكدا ان "مسيرته الثقافية مستمرة بايمان ابنائه وعنادهم".

مواقف داود جاءت خلال رعايته وضع حجر الاساس لإطلاق أشغال مشروع إنشاء المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفاتوار) في ضبيه، والذي تموله جمهورية الصين الشعبية بهبة عينية تقدر بـ 60 مليون دولار على مساحة تقدر بـ 28 الف متر مربع، على ان يتم الانتهاء من تنفيذ المشروع خلال مدة لا تزيد على الـ 3 سنوات.

وحضر الاحتفال، الى داود، وزيرا الدفاع والسياحة في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب وأواديس كيدانيان، سفير الصين وانغ كيجيان وأركان السفارة، الوزير السابق عدنان القصار، النائب السابق غسان مخيبر، رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر، المدير العام للمعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتور بسام سابا وأعضاء مجلس إدارة الكونسرفاتوار، ممثل المدير العام للشركة المنفذة للمشروع لي جي تشين، المدير العام لوزارة الثقافة الدكتور علي الصمد النائب السابق رئيس بلدية إنطلياس - النقاش إيلي أبو جوده، وحشد من الشخصيات الثقافية والموسيقية والمهتمين.

وشكر  داود "جمهورية الصين الشعبية لتمويلها لهذا المشروع"، آملا "المزيد من التعاون بين البلدين"، وقال: "ان اقصر السبل الى السلام هي الانماء، وخير وسيلة للانماء هي التواصل والتعاون بين شعوب الارض لردم الهوة وبناء الجسور الانسانية".

وقال: "أقصر السبل الى السلام هو الإنماء وخير وسيلة للإنماء هي التواصل بين شعوب الأرض لردم الهوة في جسور الإنسانية وأن نلتقي اليوم لإطلاق أشغال مشروع إنشاء مبنى المعهد الوطني العالي للموسيقى، فتلك مأثرة للبنان، ونموذج حضاري لنا وللمنطقة والعالم. ففيما يعيش الوطن أسوأ أزمة سياسية واقتصادية ومالية، فإن مسيرة لبنان الثقافي مستمرة بإيمان وعناد. وفيما نرصد تحولات وطن يستشرف انبعاثا آخر نضع في عهدة أجيالنا بذرة فن وجمال عساها تزهر في القادم من المواعيد".

أضاف: "هذا المعهد الموسيقي، الذي نطلق اليوم أشغال مبناه، هو امتداد لمسار عقود طويلة، تعود لعشرينيات القرن الماضي، ولمرحلة تأسيسه تحديدا. لقد أدى الكونسرفاتوار الوطني دورا رائدا طليعيا في تخريج أجيال من الموسيقيين، اضطلعوا بأعباء تكوين الحيا الموسيقية في لبنان والعالم العربي ليبقى لبنان الوطن باعثا لمسارات التجدد والإرتقاء في محيطيه القريب والأبعد".

وتابع: "وكان لانتشار فروع الكونسرفاتوار في المناطق اللبنانية كافة، دور أساسي في رفد الموسيقى بطاقات مهمة من ذوي الاختصاص والمواهب، في مجال التأليف الموسيقي والعزف وإدارة الفرق الموسيقية. لقد شكل العام 2000 محطة تاريخية، يوم تأسستْ الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، والأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية... ومنذ ذلك التاريخ، تشهد الصروح الأكاديمية والمسارح أمسيات موسيقية ، كلاسيكية، غربية وشرقية، يتوافد لحضورها جمهور واسع من اللبنانيين، في بيروت والمناطق".

واردف: "ولا يخفى على أحد أن شكلت الموسيقى منذ أقدم العصور، وفي أصقاع الأرض كافة، ميزة حضارية لشعوب العالم على تنوعها، وأداة لارتقاء إنسانييتها، عبر عطاءات عباقرة، مؤلفين وعازفين، جملوا الحياة والعصور".

وقال: "إننا نتطلع إلى تطوير مهام الكونسرفاتوار وأهدافه التربوية الموسيقية، ونسعى كوزارة وصاية بالتعاون مع مجلس إدارته، إلى دعم المركز الوطني للمحفوظات والأبحاث الموسيقية، وتزويد الأوركسترا الغربية والشرقية بكل المستلزمات لأداء مهامها الفنية-الثقافية".

وتوجه الى السفير كيجيان قائلاً: "باسم لبنان حكومة وشعبا ووزارة ثقافة، نشكر ونحيي بادرتكم الكبيرة، عبر الهبة العينية المقدمة من حكومتكم لإنشاء هذا المبنى، ونتطلع إلى مزيد من التعاون، من خلال الثقة والصداقة القائمة بين لبنان والصين"، مثمنا "الجهود والتعاون البناء بين وزارة الثقافة ومجلس الإنماء والإعمار، بهمّة رئيسه الأستاذ نبيل الجسر"، وموجها "التشجيع والدعم لجهود رئيس مجلس إدارة الكونسرفاتوار د. بسام سابا، وأعضاء المجلس والأساتذة والإداريين"، داعيا إياهم إلى "مزيد من العطاءات إيمانا بهذا الوطن العظيم".

سابا

ثم تحدث سابا فقال: "تأتي هذه المناسبة المهمة اليوم لتؤكد من جديد أن الموسيقى هي أيضا في الأساس اختصاصا اكاديميا متشعب الأوجه يتطلب بذل جهد كبير من الطالب كأيِ اختصاص أكاديمي آخر، فلولا هذا البعد الأكاديمي لما كانت الموسيقى حققت معظم لوظائف المذكورة أعلاه. فبعض الأبحاثِ العلمية تبين مثلا أن العزف الجماعي في الأوركسترا يساعد على تحقيق وظيفة دمج أفراد من خلفيات و بيئات مختلفة معززة التعاون بينهم ضمن قواعد سلوكية مشتركة تساعد في تعزيز الروابط الاجتماعية".

وأشار إلى أن "الأبحاث في العلوم الموسيقية خاصة موسيقى الشعوب منها، ساهمت أيضا و بشكل كبير في الحفاظ على تراث موسيقي عريق ساهم بنمو الشعور بالهوية والانتماء الوطني و حتى القومي"، متوقفا عند الجدوى الإقتصادية للدراسة الموسيقية الأكاديمية، حيث أن "خريجي الموسيقى من المؤسسات الموسيقية الأكاديمية كالكونسرفتوار غالبا ما يدخلون إلى سوق العمل بسرعة، نسبة إلى إختصاصات أكاديمية أخرى".

وشدّد على أن "لهذا الصرح أهمية استراتيجية كبرى لنا حيث نجتمع اليوم للاحتفال بافتتاح مراحله الأولى، ونوجه الإمتنان والتقدير لجمهوريةِ الصين الشعبية الممثلة اليوم بسعادة السفير السيد وانغ كيجيان التي تقدمت بهبة لاقامة مبنى عصري جديد للكونسرفاتوار الجامعي وقاعتين مخصصتين لحفلات الأوركسترا العربية والسمفونية، وذلك بحسبِ أرفع المعايير التقنية والتكنولوجية، ولدولة رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السيد سعد الحريري و وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور محمد داود لاهتمامهما بهذا المشروع وتأمينِهما لجميع عناصر نجاحه، ولكل من ساهم في المشروع".

الجسر

بدوره قال الجسر: "بينما تخيم على الوطن الغيوم السوداء، نلتقي اليوم لنبعث برسالة أمل ورجاء ولنؤكد أن لبنان سيتجاوز هذه الأزمة الوطنية الكبرى بتضافر جهود أبنائه وبوقوف أصدقائه إلى جانبه.نلتقي لنحتفل بإطلاق مشروع رائد سيشكل أحد مرافق الوطنِ الثقافية والفنية ويساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي والوطني".

ثم أشار إلى أن "الفضل الأول في هذا المشروع يعود لدولة الصين التي وافقت، مشكورة، على تقديم عدد من الهبات العينية لتصميم وتنفيذ هذا المشروع".

ولفت إلى أن "العلاقات بين لبنان والصين تطورت خلال السنوات الأخيرة بشكل ملموس. فبالإضافة إلى التبادل التجاري ووجود الشركات الصينية في بلدنا، تلقى لبنان أربعة قروض بدون فائدة بقيمة اجمالية بلغت 250 مليون يوان صيني أي حوالي 36 مليون دولار أميركي يجري سدادُها عبر توريد منتوجات لبنانية إلى الصين، وعدد من الهبات العينية من الصين خاصة بعد عدوان تموز 2006، وبعد تفاقم أزمةِ النزوح السوري، حيث بلغ مجموع هذه الهبات العينية 828 مليون يوان صيني أي نحو 118 مليون دولار اميركي. خصص أكثر من نصف هذه الهبات أي 433 مليون يوان صيني أي نحو 59 مليون دولار أميركي لتنفيذ مبنى الكونسر?توار لتتوج هذه العلاقة المتينة بين البلدين".

وأشار إلى أن "هذا المشروع جرى تصميمه من قبل استشاري صيني بنتيجة مسابقة شاركت فيها عدة مكاتب هندسة صينية. وقد جرى اختيار التصميم الفائز بمشاركة وزارة الثقافة اللبنانية،إدارة الكونسرفاتوار ومجلس الإنماء والإعمار والى أن المشروع الذي سيضم المعهد العالي للموسيقى وصالتين للأوركسترا اللبنانية تقارب مساحته المبنية حوالي /28,500/ متر مربع".

وختم: "إن الجهات التي ساهمت في انطلاق العمل في هذا المشروع وتستحق كل الشكر والتقدير، هي وزارة الثقافة ممثلة بالوزير محمد داود الذي يكمل المساعي التي بدأها كل من الوزيرين روني عريجي و غطاس خوري، إدارة المعهد الوطني العالي للموسيقى ممثلة بالدكتور بسام سابا الذي يكمل ما بدأه المدير السابق الدكتور وليد مسلم، وزارة المالية لتعاونها في تخصيص ِالعقارات التي تملكها الجمهورية اللبنانية لهذا المشروع، وزارة الداخلية والبلديات التي أعطت التوجيهات للقوى الأمنية لتسهيل عمل المتعهد الصيني ، المديرية العامة للأمن العام التي واكبتنا في تسهيل معاملات الحصول على إجازات الإقامة لفريق العمل الصيني، اتحاد بلديات المتن الشمالي وبلدية انطلياس وفصيلة درك انطلياس لتقديمها كل الدعم اللازم، فريق مجلس الانماء والاعمار الذي عمل على تأمين التمويل ومتابعة الدراسات والتنسيق مع كلّ الجهات المعنية للوصول بالمشروع الى مرحلة التنفيذ".

السفير الصيني

من جهته رحب السفير كيجيان بالحضور في "حفل إطلاق أشغال بناء مشروع المعهدالوطني اللبناني العالي للموسيقى الجديد الممول من الحكومةالصينية"، وقال: "يسرني أن أشهد معكم هذه اللحظة التاريخية من التعاون بين الصين ولبنان. تم اعتماد هذا المشروع بشكل رسمي في كانون الثاني من العام الماضي. وقام فريقا العمل من الجانبين بالتنسيق الوثيق والتعاون المخلص لدفع الأعمال المختلفة بخطوات ثابتة ومنتظمة حسب الجدول الزمني. وبهذه المناسبة يطيب لي أن أتقدم باسم الحكومة الصينية بخالص الشكر للذين شاركوا وساهموا في هذا المشروع وكثير منهم حاضرون اليوم على ما قدموه من الدعم القوي والجهود المبذولة".

أضاف: "يعتبر هذا المشروع أول مشروع متكامل تنفذه الحكومة الصينية كهبة للبنان، كما أنه مشروع نموذجي للعمل المشترك لبناء "الحزام والطريق" بين البلدين وتعزيز التفاهم بين الشعبين وعلامة بارزة لتعزيز الصداقة الصينية اللبنانية وتعميقها. يواجه العالم اليوم مشاكل مختلفة لا يستطيع أي بلد التعامل بها بمفرده ولا يمكن خلق مزيد من المشاكل أو تعقيدها من قبل دولة بعينها بسبب أنانيتها. فالخيار الصحيح الوحيد هو الحوار والتعاون والطريق العملي الوحيد هو المساواة والمنفعة المتبادلة والنمو المشترك".

ورأى أن "التعبير الفني يكون محدودا مهما كانت روعة العزف المنفرد أما عزف السيمفونية العظيمة يعتمد اداؤه على التنسيق بين آلات موسيقية وعازفيها. فلا تقدم للحضارة الإنسانية دون التعلم والاستفادة المتبادلة والتواصل والتكامل بين ثقافات مختلفة".

وقال: "إن مبادرة "الحزام والطريق" هي طريق يتميز بالسلام والتسامح والتعاون والتنمية. وفي اطار تعزيز بناء "الحزام والطريق"، تستعد الصين لتقدم الدول الأخرى الخبرات والتجارب التي اكتسبت الصين في التنمية وتتقاسم مع هذه الدول ثمار التنمية وتعزيز التعاون على أساس المنفعة المتبادلة وتحقيق التنمية المشتركة وذلك تأكيدا لدور الصين كمساهم في الاقتصاد العالمي ومدافع للنظام الدولي".

وأردف: "على الرغم من الظروف المعقدة التي يعيشها لبنان حاليا يلتزم الجانب الصيني بتعهده ببذل قصارى جهده للتغلب على الصعوبات وإكمال هذا المشروع بجودة عالية وفقاً للخطة المتفق عليها وبالتعاون مع الجانب اللبناني بشكل وثيق".

وختم: "نتطلع إلى أن نجتمع مرة أخرى عند اكتمال المشروع ونستمتع بألحان الصداقة الصينية اللبنانية التي تردد في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط" متمنيا "للفريق التنفيذي لهذا المشروع التوفيق والنجاح وبمناسبة حلول عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة أتمنى للحضور الكرام الصحة والعافية وللبنان الاستقرار والتنمية".

وفي الختام أزيح الستار عن اللوحة التذكارية لوضع حجر الأساس وأخذت الصورة التذكارية كما أقيم كوكتيل للمناسبة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم