الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تصوّري ماذا سيحدثُ لو أنّ يدك امتدت كي ترفع نخب هذه العوالم

المصدر: "النهار"
نادر القاسم
تصوّري ماذا سيحدثُ لو أنّ يدك امتدت كي ترفع نخب هذه العوالم
تصوّري ماذا سيحدثُ لو أنّ يدك امتدت كي ترفع نخب هذه العوالم
A+ A-

حلم

يفتحُ علبةَ السردينِ الوحيدةْ

يرى السمكةَ ممددةً كأنّها نائمةٌ

لا يحركُ ساكناً

يرفعُها للأعلى

ويدعها على حلمِها بالبحر.

نخب

النبيذُ في الكأسِ

حقلُ عنبٍ سائلٍ

هو إبداعُ الطبيعة

تصوري ماذا سيحدثُ

لو أن يدكِ امتدتْ

كي ترفعَ نخبَ هذه العوالم.

آخر المقبرة

نحن مخلفاتُ هذه الحربُ

فوارغُ رصاصٍ على الطرقاتِ

أبنيةٌ مائلةٌ إثرَ كلِّ قصفٍ

غبارُ المعاركِ

وعلى صدرِ القائدِ النياشينُ النائمة

هي نفسُها من حلمتْ بالموتِ

وبهذا العددِ الكبيرِ من القتلى

أحذيةُ الجنودِ المعلقةِ على ظهورهم

مخلفاتُ الحربِ أرواحُنا ذات صباحٍ خريفيٍّ

الأوراق الصفراء على عددنا تماماً

تحركُها الريحُ

نعجبُ بها وهي تحلقُ في الهواء

نقولُ ما أجملَ المشهد

وهي تحملُ بذات الوقتِ نعواتَنا

نحن لم نخسرْ أي حرب

نحن لم ندخلها

فقط رتبنا أرواحَ المخلفاتِ التي تشبهنا

لم نرَ وجوهَنا في المرآة

ضحكنا على أنفسِنا كثيراً

اقتربَ أحدهم وهمسَ

نحن المخلفات

نحن في العتمةِ كنا في الضوءِ

لم نرَ أي شيء

فقط هناك آخر المقبرة

هناك شواهدٌ تنتظرُ

كأنّها في عرضٍ عسكريٍّ

شواهدٌ تنتظرُ

شواهدٌ مصطفةْ.

صوفٌ أحمر

على كرسي قشٍ قديمٍ

تجلسُ قبالة البحر

السيخان المتداخلان بشغفٍ فولاذي

الحركةُ السريعةُ كوميضٍ

بكرةُ الصوفِ الحمراء التي انزلقتْ بعيداً

والتي شارفتْ حدودَ الزبدِ

راسمةً

خطَ

أفقٍ

جديدٍ

الرداءُ الذي تجهزينُهُ لهذا المساءِ

لهذا الحلمِ

وهو يبدأ من بين يديكِ

وينتهي

بي

وبالماء. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم