السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

صدم جورج شوا وهرب... والدته لـ"النهار": "أريد فقط إنقاذ يده من البتر"

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
صدم جورج شوا وهرب... والدته لـ"النهار": "أريد فقط إنقاذ يده من البتر"
صدم جورج شوا وهرب... والدته لـ"النهار": "أريد فقط إنقاذ يده من البتر"
A+ A-

لم يكن الشاب جورج شوّا، إبن 23 عاماً، يتوقع أن تتحول ليلته إلى كابوس لن ينتهي قريباً، المشهد أمامه مرعب، دماء، ويده انقسمت إلى نصفين لا يربطهما سوى بعض الجلد. لم يكن يتخيّل أن يمسكها كطفل ويحرص ان تبقى بقربه إلى حين وصول الصليب الأحمر. سيارة مسرعة صدمته فجر السبت وهو اليوم طريح الفراش في مستشفى رزق حيث تخلى عنه السائق وعائلته برغم التعهد الموُقع من قبل الشاب سائق السيارة في مخفر غدارة السير. 

ضجّت قصته على وسائل التواصل الاجتماعي، صحيح أن حادث الصدم قد يحصل مع أي شخص، ولن نخوض في الحديث عن الأسباب وأهمها السرعة الزائدة التي أدت الى حدوثه، لكن أن يتخلى المُسبب عن واجباته الإنسانية والوقوف إلى جانب جورج في هذه المحنة الصحية واجب إلزامي وأخلاقي. أجرى جورح لغاية اليوم جراحتين طارئتين لإنقاذ يده من البتر، ويحتاج إلى عدّة عمليات، ماذا تكشف والدته جورجيت وما هي الصرخة التي أطلقتها عبر "النهار". 

صوتها قوي برغم كل شيء، لديها الكثير لتقوله، لا تطلب سوى "أن تتحرك وزارة الاقتصاد مع شركة التأمين للسيارة التي صدمت جورج، المستشفى وقف إلى جانبنا ولم يطلب ليرة واحدة وأجرى له الجراحتين لإنقاذ يد ابني. مشكلتنا اليوم ليست في الجراحات التي ما زالت تتنظر جورج وإنما بضرورة إخراجه من المستشفى لتجنب التقاط عدوى. نحن متخوفون عليه ولا نطلب سوى الخروج لانقاذ يده التي تصارع البتر، لكننا اصطدمنا برفض شركة التأمين بدفع تكاليف الاستشفاء، لذلك لم يعد أمامنا سوى أن نطالب وزارة الاقتصاد بالتحرك والحديث مع الشركة لدفع مستحقاتها".

برأي جورجيت "لم نعرف هوية صاحب السيارة ويُدعى روبير إلا بعد 3 أيام، أنا أم وأعرف جيداً أن كل شخص معرض للخطأ وعند حضور والد الشاب الى المستشفى لم نطلب تعويضاً وسامحناهم وقلنا لهم لا نريد سوى التعاون ومد يد العون حتى نُنقذ يد جورج من البتر. تعهد والده بكلفة العلاج وكل التفاصيل الطبية قبل أن يغادر المستشفى ولم يعد منذ ذلك النهار. وبالرغم من التعهد الشفهي لوالده والتعهد الخطي للشاب في مخفر السير إلا انهما نكثا بوعودهما، لا يهمني التعويض، كل ما نطلبه أن يدفعوا ما عليهم حتى نخرج".

بالنسبة لجورجيت "يد ابني ما بتنطر، بس على ما يبدو ولادنا بهيدا البلد زبالة، لو حدا حكي كلمة بحق شي سياسي بجيبو بساعة بس انو يجيبوا شخص صدم شخص وهرب صعبة. جورج قوي كتير، ويلي جابو  عالمستشفى قلّي كيف كان ماسك إيدو المقطوشة وعم يصرخ خذوني عالمستشفى".

لحظة وقوع حادث الصدم  وفق جورجيت "صرخ جورج  يا عدرا ، لقد شاهد يده مقسومة الى نصفين وينزف بكثرة. 15 يوماً على سرير المستشفى بعد خضوعه لجراحتين، اليوم ننتظر قرار الإفراج عن الأموال من شركة التأمين حتى نتمكن من الخروج لفترة قبل أن نعاود مشوارنا مع الجراحات الأخرى. لا أفكر في شيء، ما يهمني اليوم إخراج جورج وإيصال صوتنا إلى المعنيين للعودة إلى شركة التأمين للقيام بواجباتها".  

وكانت جورجيت قد كتبت رسالة الى ابنها ونشرتها على صفحته على فايسبوك جاء فيها "لو بتعرف انا شو حسيت لما قالولي ابني صدمته سيارة بسرعة بتفوق الـ ١٣٠ كلم وهربت وتركت ابني مرمي عالطريق عم ينزف.

لو بتعرف أنا شو حسيت لما دولتنا القوية عالضعيف بس... اكتشفت المجرم بعد ٥ أيام من الحادث لأن في إجراءات.. وراح المجرم عالمخفر وعطي إفادته وتعهد خطياً بتكاليف طبابة جورج وما توقف ولا لحظة.... حجزوا سيارة المجرم ودفتره لحين خروج جورج ابني من المستشفى.... لأن ابني حياته أرخص من سيارة ودفتر..... وأنا بسأل المخفر ما في حق عام؟؟؟ مقابل شو تم التنازل عن الحق يا حضرات ؟؟؟ حتى الحق بطل اسمه عام؟؟؟ صار اسمه الحق على جورج لأنه انوجد عالطريق بمنطقته بالوقت الغلط؟؟...

لو بتعرف أنا شو حسيت لما تحرك المدعي العام من بعد (رسالة أم جورج) وطالب بإحضار المجرم الهربان... ولحد اليوم ما توقف حتى لو صار بحقه بحث وتحري وصرنا باليوم ١٣ ونحنا بالمستشفى وهو حر طليق.... كنت كل الوقت عم فكر كيف قدر ابن الـ ١٩ سنة ما يرد ولا يكترث ويتحدى قرار ومركز قاضي بحجمه وما حدا تحرك.

لو كان ابني هو المجرم شو كنت عملت يا حضرة المدعي العام؟ كانت عالأكيد إجراءاتك صارمة أكتر لأن نحنا مش زعران ولا مدعومين.... لو بتعرف أنا اليوم شو حاسة إنو إبني المفروض يرجع عالبيت مع كل أوجاعه وآلامه الجسدية والنفسية.... وحساب المستشفى ما بدك مين يقلك عن التكاليف الباهظة المتوجبة عليي بظل شركة التأمين اللي اسمها إلزامي عم تتهرب والمجرم اللي نكث بالعهد الموقع بالمخفر والأب اللي تعهد شفهياً أمامنا... مين بيتحملن؟؟؟؟ وما زلنا بأول الطريق وبعد طريق الجلجلة طويل أملا بعدم بتر إيد ابني...".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم