كلّن يعني كلّن... في باريس FactCheck#

#كلن_يعني_كلن... في #باريس. صورة أُرسِلت الى قسم "النهار تتحقق" للتدقيق في صحتها، بعدما "ظهر" شعار "كلن يعني كلن" في لافتة كبيرة تطالب بـ"تقاعد النظام" في فرنسا، وتقدمت تظاهرة "للنقابات في باريس"، على ما زُعم في الشرح المرفق. FactCheck#

النتيجة: الصورة حقيقية، ولا تلاعب فيها، وقد كتب بالفعل على اللافتة كلن يعني كلن، احد الشعارات التي يهتف به ثوار لبنان. وقد التقطت خلال تظاهرة حاشدة في باريس في 17 كانون الاول 2019، احتجاجا على اصلاح نظام التقاعد. وقد شاركت فيها مجمل النقابات الفرنسية، وفقا لما اوردت وكالة فرانس برس. 

"النهار" دققت من أجلكم 

الوقائع: منذ ساعات، بدأ تناقل الصورة. حشود وسط الشارع، تتقدمها لافتة بيضاء كبيرة، كتب عليها بالفرنسية بخط أسود عريض: LE PEUPLE VEUT LA RETRAITE DU RÉGIME اي الشعب يريد تقاعد النظام. وقد اضيف تحتها كلن يعني كلن بالعربية. وقد ارفقت الصورة بالشرح الآتي: نقابات باريس تستعير "كلن يعني كلن" في تحركها في العاصمة الفرنسية #باريس #كلن_يعني_كلن. وقد تكثف تناقلها على حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، على سبيل المثال) في الساعات الماضية.   

التدقيق: 

-بحثا عن الصورة عكسيا، وباستخدام كلمات المفاتيح، أمكن ايجاد صورة أخرى مماثلة، من مصدر موثوق به: Le Monde (هنا، 18 ك1 2019، أ ف ب). في شرح الصورة أدناه، كتب موقع الصحيفة الفرنسية العريقة: "تظاهرة ضد إصلاح نظام التقاعد في 17 كانون الاول في باريس". المصوّر: بنجامان جيريت لـ"لو موند". وكما يتأكد، شعار كلن يعني كلن واضح.

كذلك، يمكن ايجاد اللافتة عينها، وكلن يعني كلن، والاطار ذاته الذي التقطت فيه الصورة المتناقلة، في تسجيل مصوّر ينشره موقع Ruptly France الاخباري على حسابه في يوتيوب، في 17 كانون الاول 2019. في ذلك اليوم، "دعا معارضو إصلاح نظام التقاعد، مجددا، الى التظاهر والتوجه إلى شوارع باريس لإجبار الحكومة على التخلي عن مشروعها"، وفقا لشرح ارفق به التسجيل. 

التوقيت: من 2,16,00 الى 2,19,18. 

في واقع الأمر، ما عُجِز عن قراءته على اللافتة المجاورة للافتة التي ندقق فيها، في الصورة المتناقلة، يتّضح في التسجيل المصوّر، بحيث كُتب عليها بالفرنسية: Support international uprising# 

مصدر آخر وجدنا لديه اللافتة ذاتها، خلال تظاهرة باريس في 17 منه: المصور رافايل ياغوبزادي على موقع hanslucas (هنا). 

 -ما الذي نشاهده في الصورة المتناقلة؟ 

في 17 كانون الاول 2019، نزل عشرات آلاف الفرنسيين الى شوارع باريس، وايضا مدن فرنسية اخرى، للاحتجاج على مشروع اصلاح نظام التقاعد التي تقدمت به حكومة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. 

وفي تقرير نشرته وكالة "فرانس برس" عن احتجاجات 17 كانون الاول 2019، "سجلت تظاهرات حاشدة الثلثاء في فرنسا ضد اصلاح نظام التقاعد تلبية، للمرة الاولى، لدعوة مجمل النقابات، العازمة في اليوم الثالث عشر من الاضراب على دفع الحكومة الى تقديم تنازلات. وافادت السلطات ان عدد المتظاهرين في انحاء البلاد بلغ 615 الفا، في حين اشار الاتحاد العام لنقابات العمال الى 1,8 مليون شخص.

وشارك في التحرك عمال السكك الحديد ومعلمون وموظفون ومحامون وقضاة في محاولة جديدة لدفع حكومة الرئيس ايمانويل ماكرون الى التنازل عن مشروعها، بعدما استقال الاثنين مهندس هذا الاصلاح جان بول دولوفوا على خلفية شبهة بتضارب المصالح.

وهو يوم التظاهر الثالث منذ بداية الشهر. وفي الخامس من كانون الاول، اليوم الاول من الاضراب، تظاهر اكثر من 800 الف شخص في البلاد. لكن العدد تراجع الى اقل من النصف في الحادي عشر منه.

وللمرة الاولى الثلثاء (17 ك1 2019)، تظاهرت كل النقابات. وينص المشروع المثير للجدل على تحويل 42 نظاما للتقاعد إلى نظام شامل يقوم على النقاط مع مقياس للعمر، هدفه التوفير لضمان التوازن المالي للنظام. ويحدد مشروع تعديل النظام التقاعدي "السن التوازني" عند 64 عاما، مع إتاحة خيار التقاعد قبل عامين أو بعد السن المحدد. وهذا الأمر يتيح لأي شخص التقاعد في سن الثانية والستين، لكنه يقلّص راتبه التقاعدي، بينما يستفيد الذين ينسحبون بعد هذا السن من زيادة".

وللقراءة ايضا، ماكرون "مستعد لتحسين" مشروع إصلاح أنظمة التقاعد (18 كانون الاول 2019، أ ف ب).

-ملاحظة: لافتة LE PEUPLE VEUT LA RETRAITE DU RÉGIME كلن يعني كلن سبق ان شاركت في تظاهرات سابقة لتظاهرة باريس في 17 ك1 2019، وفقا لما يظهره البحث. ونجدها في تظاهرة في 5 ك1 2019 (هنا، الصورة لمارتان نودا).