الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

من وحي الثّورة..

المصدر: النهار
سيلينا بريدي
من وحي الثّورة..
من وحي الثّورة..
A+ A-

مجرم، ضحيّة، جاهل، إرهابيّ، مضطّرب نفسيًّا، الجهة الأخرى، حرّ... كلّها تعابير وصفات يحتار بينها المراسل الموجود على أرض الحدث عند بثّ الرّسالة المباشرة أو الصّحافي عند كتابة الخبر أو المقال.

يقول الكاتب والفيلسوف الفرنسي إدغار موران إنّ على الإنسان أن يتمتّع بالتّفكير المركّب وينمّي هذه "القدرة" إذا صحّ التّعبير. فهذا النّوع من التّفكير يأخذ بالاعتبار الظّروف المحاطة "بحقيقة" معيّنة وبالأشخاص الّتي لها علاقة بها وخلفيّتها السّياسيّة أو الدّينيّة أو العقائديّة أو الاجتماعيّة. الحقيقة نسبيّة، فتتبدّل من مجتمع إلى آخر. على سبيل المثال، عندما وقعت حادثة 11 أيلول 2001، اجتمع عدد كبير من الصّحافيّين وعلماء النّفس والّلغويّين لاختيار التّعابير المناسبة لوصف الحادثة وتسميتها إذ إنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة أرادت نسب هذا الحدث إلى المسلمين عمومًا فواجهت اعتراضات عدّة ليتمّ اختيار وصف آخر.

من هنا، ننطلق إلى فكرة وجوب تمتّع الإعلاميّ أو الصّحافي بمعرفة واسعة ووعيٍ كبيرٍ. فالإعلامي لا يلعب دور المحلّل السياسيّ على أرض الحدث بل ينقل الحدث كما هو واصفًا ما يراه. عند حصول اشتباك على أرض الحدث من جهتين مختلفتين بالرّأي ممنوع على الإعلاميّ أن يعطي تسمية مجدّدة لجهة وليس للأخرى، على سبيل المثال المتظاهرون والآخرون، وذلك لأنّ كلّ جهة تعتبر نفسها صاحبة الحقّ تدافع عن مبادئها. يكون هنا الإعلامي يمارس مهنته باحتراف من دون الإبداء برأيه. أيضًا على الصحافيّ كما الإعلاميّ أن يختار التّعابير المناسبة ودرسها قبل نشرها لأنّ بعض التّعابير قد تؤذي مجتمعاً معيّناً أو شريحة معيّنة من النّاس وذلك حسب الخلفيّات الثقافيّة.

أخيرًا، رسالة إلى الإعلاميّين والصحافيّين على أرض حدث "الثّورة" اليوم: انقلوا الحدث بكلّ موضوعيّة واحترافيّة ومهنيّة، وصونوا مشاعر كلّ فئات المجتمع الّلبنانيّ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم