الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اي ابعاد داخلية وخارجية لحكومة سلام؟\r\nوماذا تعني عودة 14 آذار الى السلطة؟

المصدر: خاص – " النهار"
A+ A-

ماذا في الابعاد الكبرى غير التكتيكية والتفصيلية لولادة حكومة الرئيس تمام سلام اليوم؟


استهلكت هذه الحكومة احدى اطول المدد التي شهدتها ازمة حكومية لبنانية من قبل اذ امتدت طوال عشرة اشهر وعشرة ايام منذ تكليف الرئيس سلام اي انها الازمة الحكومية الاطول في تاريخ لبنان . ويتمثل البعد الرئيسي لولادة الحكومة اليوم بعودة قوى 14 آذار الى السلطة بعدما شكل تأليف الحكومة السابقة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي قبل نحو ثلاثة اعوام انقلابا موصوفا على حكومة الرئيس سعد الحريري كان من شأن تداعياته ان تولت السلطة منذ ذاك الحين اقصاء فريق عريض كان يتمتع بالاكثرية النيابية عن الحكومة والسلطة بكل مفاصلها وقطاعاتها ونفوذها . وهو بعد يتخذ دلالة بارزة ومهمة للغاية عقب الانهيارات التي ضربت البلاد في ظل السلطة السابقة سواء من حيث النواحي الامنية والسياسية او من النواحي الاقتصادية والاجتماعية خصوصا ان لبنان شهد في ظل السنوات الثلاث الاخيرة زحف اشد الاخطار التي تهددته وتتهدده مع اكبر ازمة مصيرية للجوء ما يناهز المليون ومئتي الف سوري الى لبنان ومسألة تورط "حزب الله " العمود الفقري للحكومة السابقة في الحرب السورية وتعرض لبنان للانزلاق الى تلقي انعكاسات الحرب السورية عليه عبر ظاهرة التفجيرات الارهابية والانتحارية للتنظيمات الاصولية المتشددة .


ويتضح من هذا السياق ان وضع السلطة الجديدة في لبنان عاد الى تصويب لميزان القوى المختل من خلال عودة الثقل السني الاكثر تمثيلا عبر الرافعة التي يشكلها تيار المستقبل بزعامة الرئيس سعد الحريري من جهة ومسيحيي 14 آذار عبر حزب الكتائب والمستقلين علما ان تمثيل هؤلاء بقي مشوبا بغياب "القوات اللبنانية " عن التمثيل الحكومي بعدما رفضت القوات المشاركة في الحكومة .


اما الوجه الاقليمي الذي يمكن استشرافه من خلال هذا التطور فيتمثل في ما يمكن اعتباره ايضا اعادة تصويب لميزان مختل اذ ان الحكومة الجديدة لم تعد تعكس آحادية النفوذ السوري – الايراني الذي طبع وضعا تمادى لثلاثة اعوام ولا يمكن تجاهل حضور النفوذ السعودي مجددا عبر الحكومة الجديدة بما يرتب قراءة مختلفة ومحدثة للمشهد الاقليمي من خلال الولادة الحكومية . وثمة من لا يقلل اهمية توقيت الولادة الحكومية اليوم غداة استقبال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز للرئيس سعد الحريري وخطاب الاخير امس وما تضمنه من ابعاد في رفض الفتنة المذهبية والاصرار على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها .


اما في الادوار السياسية الاخرى التي ساهمت في استيلاد الحكومة فلا يمكن تجاهل ثلاثة ادوار اساسية : الاول لقناة التواصل الاول التي انخرط فيها كل من الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط الى جانب الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام من اجل ما وصف بتدوير الزوايا بعد التوافق على صيغة الثلاث ثمانيات . ثم ان الدور الجنبلاطي برز بقوة اخيرا من خلال الدور المكوكي النشط للوزير وائل ابو فاعور الذي خصه النائب جنبلاط اليوم باشادة بارزة نظرا الى جهوده المتواصلة في طرح الاقتراحات التوفيقية وتدوير الزوايا .اما الدور الثالث فتمثل في التطور اللافت الذي شكله التواصل بين الرئيس الحريري والعماد ميشال عون والذي ادى الى حل عقدة المطالب العونية بعد طول تعقيد . وهي ادوار ستكون محور تحليل بارد ومتأن لاحقا نظرا الى ما يمكن ان تتركه من انعكاسات على اللعبة الداخلية في حقبة لا تزال مشوبة بكثير من التساؤلات والغموض على رغم الانفراج الذي لا يمكن التنكر له الذي صاحب ولادة الحكومة والذي شكل في اوسع اطر ابعاده عنوانا لمنع سقوط لبنان في تهلكة الفوضى مما يترجم ارادة دولية واقليمية وداخلية في الحفاظ على الاستقرار ولو بحدوده المعقولة .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم