لا تكن قاسياً... فتهجر!

"لين القلب" كلمة السر التي تحاوط كل علاقة أصرت على النجاح، واستمرت بنفس القدر من التوهج الذي بدأت به، فما من أحدهم أدرك أن الآخر إنسان، وأنه ليس بملاك أو شيطان، إلا واستطاع أن يتغاضى عن الزلات، و يتجاوز عن الهفوات. حينما يغلب تسامحه على غضبه، وينتصر صفحه على نفاد صبره. علاقة تقوم على التماس الأعذار لا اصطياد الأخطاء، علاقة تعتمد أكثر على حسن السماع واتساع الصدر لا على إصدار الأحكام والتسرع في التقييم واتخاذ القرار، علاقة تدرك أن الملامح الباهتة وكثرة الزفرات وتعدد التنهيدات ليست بطبع، إنما حالة استثنائية تحتاج من الآخر الدعم والمساندة، علاقة تعالج تقلباتها بالرفق لا بالهجر، بالرأفة لا بالبعاد.

القسوة كفيلة أن تقضي على أي علاقة مهما كانت قوتها، فالاهتمام لا يمكن أن يكون عوضاً للجمود، وكلمات الغزل لا يمكن ان تحل محل الجحود، فقد يغض المرء طرفه عن الكثير من النواقص في علاقته بالآخر في سبيل أن يشعر بالمرونة واللين في العلاقة، أن تعتمد علاقتهما على البساطة لا على التعقيد، والوضوح لا الغموض. أن يكون الآخر ضنيناً بك أهم بكثير من أن يهتم بك، فالشعور بالرحمة أعمق بكثير من أية أمور سطحية يمكن الاستغناء عنها والعيش بدونها لا سيما عندما يتعلق الأمر بالعلاقات التي تقتصر على طرفين فحسب، حينها يتفقد كل منهما في الآخر لين القلب، متغاضيان عن سواها.