الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مقصلة لبنان لن ترحمهم

عقل العويط
مقصلة لبنان لن ترحمهم
مقصلة لبنان لن ترحمهم
A+ A-

لا تأخذوا بالشائعات. لا تأخذوا بالدسائس. لا تأخذوا بالفتن. لا تأخذوا بالألاعيب الجهنّمية. ولا يغشّنّكم الرماد الذي يُذَرّ في العيون والعقول والضمائر.

لقد انهزمت السلطة شرّ انهزام.

لقد انتصر الناس الأحرار على رؤسائهم وحكّامهم ونوّابهم ووزرائهم وسارقي أموالهم ومجوِّعيهم ومفقِّريهم وميئِّسيهم ومهشِّليهم.

لقد انتصر الثوّار المنتفضون المتمرّدون على طوائفهم ومذاهبهم وأحزابهم و"مخوخهم" وبائعي جلودهم وكراماتهم والمتاجرين بأحلامهم.

لكنّ أحدًا من هؤلاء المهزومين لا يريد أنْ يتخلّى. ولا أنْ يعلن التوبة. ولا أنْ يعترف. ولا أنْ يطلب المغفرة. ولا أنْ ينحني أمام شعبه الأبيّ النبيل. ولا أنْ يذهب إلى بيته، من الأبواب الخلفيّة أو من الباب الرئيسيّ، مطأطئ الرأس. لا يريد أنْ يذهب إلى السجن. ولا خصوصًا إلى المقصلة.

لا أحد من هؤلاء يريد أنْ يقبل بالحقيقة. بهذه الحقيقة الصافعة. الجارحة. المدوّية. الناصعة. المزلزِلة.

لا أحد. لا أحد من هؤلاء على الإطلاق يريد الاعتراف بالحقيقة.

هؤلاء كلّهم – كلّن يعني كلّن – يكافحون من أجل الحفاظ على كرسيّ، على كرسيٍّ مخلّع، وإنْ معفّري الوجوه والعيون والجباه والكرامات.

لقد انتصر الناس باللحم الحيّ على ذوي الأنياب الكاسرة.

لكنّ أصحاب الأنياب الكاسرة لا يريدون الاعتراف بالنتيجة. بالهزيمة.

أصحاب الأنياب الكاسرة يواصلون قتل الروح. يواصلون ذبح الشرف. يواصلون ترويع الضوء. يواصلون تيئيس الأمل. يواصلون تسميم الينبوع. يواصلون تمريغ الأرز. يواصلون دعس العلم والدستور والقانون والحقّ. ويواصلون تشريد الحرّيّة.

لكنّهم مهزومون.

لقد انهزم رعاع الاستبداد والاستكبار والازدراء والاحتقار، أصحاب الأنياب الكاسرة.

إنّهم منهزمون. لكنهم لا يريدون الإقرار بالهزيمة.

لا يريدون أنْ تُصادَر أموال أحدٍ من هؤلاء. ولا ممتلكاته. ولا قصوره. ولا حصصه.

لا يريدون أنْ يفقد أحدٌ من هؤلاء مناصبه. ومراكزه. ومرتزقَته. وجواسيسه. وزعرانه. وقطّاع طرقه. وعملاءه. وأزلامه. ومندوبيه. وممثّليه. وغاسلي أمواله.

أصحاب الأوسمة والنياشين هؤلاء، الرؤساء والحكّام والمسؤولون هؤلاء، لن يقبلوا. لن يقبلوا. لن يقبلوا.

أنظروا إلى لبنان – الدولة، شلوًا رهينًا بين أنيابهم.

أنظروا إلى الناس المواطنين اللبنانيّين الأحرار المتألّمين الموجوعين أشلاء رهائن بين أنيابهم. فكيف لا يكون هؤلاء النيرونيّون مطمئنّين إلى أحوالهم ومصائرهم؟

يقفون وراء المنصّة، يدرسون الموازين الماثلة أمامهم، فيستنتجون أنّ الكفّة لا تزال تميل إلى صالحهم.

يقهقهون. يتلمّظون. ثمّ يواصلون اللعبة الدنيئة نفسها. يبثّون جواسيسهم في كلّ مكان، لتخريب كلّ مكان. وكلّ شيء.

يقهقهون. يتلمّظون. ثمّ يواصلون القتل الدنيء نفسه. بلا خجل. بلا ورع. وبلا تردّد.

ثمّ يمسحون الدماء بطرف ردائهم. ويواصلون الذبح.

القاتل ينال أجره. السلطة هي الأجر.

القاتل بلا قلب. بلا ضمير. بلا إحساس. ولا يرى.

القاتل لا يرى شعبه يئنّ. ينوجع. يتمرّد. يثور باللحم الحيّ.

القاتل لا يريد أنْ يرى.

القاتل. أو القَتَلَة. لا فرق. كلّهم قَتَلَة.

المنتصرون لن ينتصروا. وإنْ كانوا لا يزالون في السدّة.

المنتصرون مهزومون. وإنْ كانوا يكمشون لبنان من عنقه، ويلوّحون به على مذبح القتل.

السلطان لن يفوز. السلاطين لن يفوزوا.

تذكّروا جيّدًا: السلاطين، أيًّا هي أسماؤهم، لن يفوزوا.

السلاطين سيذهبون إلى مقصلة التاريخ.

سيذهبون إلى مقصلة لبنان.

لبنان لن يرحمهم.

مقصلة لبنان تسنّ نصلها.

تذكّروا جيّدًا:

مقصلة لبنان لن ترحمهم.

[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم