الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - بالعلم اللبناني كفّنوه وبالورود الحمر زفّوه عريساً إلى "القيامة"

المصدر: أرشيف"النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - بالعلم اللبناني كفّنوه وبالورود الحمر زفّوه عريساً إلى "القيامة"
أرشيف "النهار" - بالعلم اللبناني كفّنوه وبالورود الحمر زفّوه عريساً إلى "القيامة"
A+ A-
نستعيد في #نهار_من_الأرشيف تقريراً كتبته هيام القصيفي في "النهار" بتاريخ 15 كانون الأوّل 2005، حمل عنوان "بالعلم اللبناني كفّنوه وبالورود الحمر زفّوه عريساً إلى "القيامة"... جبران بين نقولا وأندره في الكاتدرائية مغموراً بنهر من البشر".بالورود الحمر والأوركيديا البيضاء زف جبران تويني امس عريسا الى القيامة التي عبقت كاتدرائية القديس جاورجيوس بتراتيلها. بصرخات الاستقلال وقسم اليمين، ودعه ألوف الشباب من جيل احبه جبران فبادلوه المحبة والوفاء، واحتشدوا ليواكبوه في رحلته الاخيرة. بالدموع المنهمرة من العيون الضائعة، المنسكبة بصمت مؤلم على الوجوه التعبة، ودعنا جبران تويني. بالعلم اللبناني كفناه. برائحة البخور وارتجاف نور الشموع الصغيرة ودعناه، كطفل يحنو عليه محبوه يمسحون نعشه كأنهم يمررون ايديهم على وجهه.فتى الاستقلال والانتفاضة التي "ذهب ضحيتها" على ما قال والده غسان تويني، القتيل " اللي ما بيموت" على ما قالت ابنته نايلة، كدنا نصدق امس انه غاب بعدما اصطف نعشه ونعشا مرافقيه نقولا فلوطي واندره مراد، على الطاولات المكللة بالورود امام المذبح. وحدها دموع زوجته وابنتيه، وحده صوت غسان المتهدج المجرّح بغصة فراق اهل البيت ، اعادا صياغة الحقيقة التي ، لا هم ولا نحن، قادرون على تصديقها.بين باقات الزهر التي تحمل محبة والده غسان وزوجته شادية، وحب سهام، و نايلة وميشيل وناديا وغابرييلا، واخواله واعمامه وابنائهم واصدقائه نام جبران تويني مطمئنا بين مرافقيه، مستمعا الى انجيل الفصح وتراتيل المجد في يوم يصح فيه ما رتله المنشدون" هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنتهلل به"، منصتا الى فرح القيامة التي نؤمن ويؤمن بها جبران. رقد جبران مصغيا الى غسان تويني يدعو الى دفن الاحقاد، الى نايلة تقسم باسم فرسان الكلمة في "النهار" ان "النهار" لن تصير ليلا، الى صرخات الشباب داخل الكنيسة وخارجها يرددون قسم اليمين الذي تحول خاتمة مسار طويل لانتفاضة شاب ابى الا ان يستمر في معارضته حتى الاستشهاد.وعلى وقع الترتيلة البيزنطية ، باللغة اليونانية، "المسيح قام من بين الاموات ووطىء الموت بالموت"، عاد غابي الى حضن ناديا ، الى ذراعي مكرم ونايلة الطفلة رجع الشاب الوسيم والانيق، مزهوا، ضاحكا، بعدما طاف في بيروت التي عشقها، من الاشرفية التي شب فيها، الى ساحة البرج التي صدح صوته فيها ، الى " النهار" التي يكتب صحافيوها اليوم عن جبران الحاضر ابدا بينهم، الى البرلمان الذي لم يكد صوته يلعلع فيه حتى غاب الى الابد، الى الكاتدرائية التي خرج منها في تموز قبل 3 اعوام عريسا لا تسعه الدنيا.من الصباح بدأت الكاتدرائية تستعد لاستقبال اولادها الثلاثة،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم