السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

راقصون أجانب يشقّون طريقهم في فرقة "أوبرا باريس" للباليه: الأمر يستحقّ التضحيات (صور)

المصدر: (أ ف ب)
راقصون أجانب يشقّون طريقهم في فرقة "أوبرا باريس" للباليه: الأمر يستحقّ التضحيات (صور)
راقصون أجانب يشقّون طريقهم في فرقة "أوبرا باريس" للباليه: الأمر يستحقّ التضحيات (صور)
A+ A-

كان حلم مستحيل يراود بيانكا سكودامور (19 عاما) في بلدها الأم أوستراليا الإنضمام إلى فرقة أوبرا باريس للباليه وقد تحقق مناها هذا وباتت ضمن جيل متعدد الجنسية، يحقق شهرة ضمن هذه المؤسسة العريقة.

فخلافا لفرقتي "رويال باليه" البريطانية و"أميريكن باليه ثياتر" الأميركية، نادرا ما تستعين فرقة اوبرا باريس براقصين من خارج فرنسا. فمن أصل 154 فنانا، ثمة 25 أجنبيا فقظ.

إلا أن الأجانب هؤلاء نجحوا في السنوات الأخيرة في الارتقاء إلى مواقع رفيعة المستوى في الفرقة من دون أن يمروا بالضرورة بمدرسة الرقص التابعة لها وهو أمر ما كان ليحصل في السابق. هذه هي حال الأرجنتينية لودميلا باغليرو التي باتت أول راقصة نجمة من أميركيا اللاتينية في الفرقة العام 2012.

وخلال ولايته القصيرة (2015-2016)، دعا المدير السابق للرقص في الفرقة بنجامان ميلبييه الذي حقق مسيرته الراقصة في الولايات المتحدة، إلى مزيد من التنوع في الفرقة.

والتقت وكالة فرانس برس أربعة من هؤلاء الراقصين الأجانب الأعضاء في الفرقة التي أسسها لويس الرابع عشر.

بسبب موهبتها المبكرة لقبت سكودامور بـ"بايبي باليرينا". وهي باتت في سن التاسعة عشرة على بعد مرتبتين من اللقب الأعلى في الفرقة.

في سن الثالثة بدأت بيانكا سكودامور ترقص في بريسبان مسقط رأسها قبل أن تخوض غمار الرقص الكلاسيكي على الطريقة الإنكليزية للأكاديمية الملكية للرقص. لكن كانت دائما تضع باريس نصب عينيها. وأوضحت في هذا الإطار "كنت أشاهد فيديوات عن فرقة أوبرا باريس عبر يوتيوب".

في سن الرابعة عشرة خضعت لتجربة اداء في مدرسة الأوبرا رغم شكوك معلمتها بإمكانية القبول بأجانب في هذه المدرسة.

إلا أنها كسبت الرهان وبات عليها بعد ذلك التكيف مع المدرسة الفرسية للرقص وهو أقدم تقليد في هذا المجال.

وقالت بيانكا: "حركات القدمين أسرع وأصعب بكثير".

لكنها ستصمد غم صرامة الاستاذة والابتعاد عن العائلة. بيد أنها أقرت "كنت أبكي كل ليلة تقريبا. لكن الباليه جعلني أحافظ على حماستي".

وهي تنتمي إلى جيل الألفية ولديها 16 ألف متابع عبر "إنستغرام" ولا تزال تتابع الرقص عبر "يوتيوب" لكنها تقول "لا أقلد أحدا لأن الرقص يأتي من الداخل".

وصول هذه الراقصة الكورية البالغة 29 عاما إلى باريس كان قاسيا. وتقول الشابة بصوت خجول "مع فرقة البالية الوطنية الكورية كنت راقصة منفردة وأؤدي الأدوار الرئيسية. وعند دخولي فرقة أوبرا باريس كان عقدي لفترة مجددة زمنيا وامضي وقتي في الكواليس بيد أنني تعلمت الكثير".

ثمة أنماط رقص مختلفة مرتبطة بدول غربية أو روسيا لكن ما من مدرسة آسيوية مرجعية. وتدربت بارك على يد راقصات روسيات على أسلوب فاغانوفا في مسقطها سيول.

وفازت في سن السابعة عشرة بجائزة لوزان ونالت الجائزة الذهبية في فارنا وهي اكتشفت الأسلوب الفرنسي خلال صف نظمه راقص كوري سابق في فرقة أوبرا باريس. وقالت بارك المولودة لأم عازفة بيانو وأب موظف لدى سامسونغ، "أدركت عندها أن هذا ما أريده".

وأوضحت: "أسلوب فاغانوفا يركز على أعلى الجسم. مع الأسلوب الفرنسي الذي يركز أكثر على حركة القدمين تأقلمت مع التقنية بشكل طبيعي أكثر". لكنها لا تزال تذكر ما قالته لها معلمة رقص روسية "على رغم اختلاف الأنماط والأساليب المهم هو ما نعبر عنه من الداخل".

أثار دخول شون-وينغ لام إلى الفرقة الباريسية اهتماما فهو أول صيني ينضم إلى الفرقة التي أسست قبل أكثر من 300 سنة، في العام 2015 وقد تحمست لذلك الصحف ووسائل إعلام في هونغ كونغ مسقط رأسه.

وأوضح الراقص البالغ 22 عاماً: "قصتي لافتة لأنني كنت صبيا يرقص الباليه الكلاسيكي".

ودفعته والدته إلى سلوك هذا الطريق وهو في سن السابعة. وأوضح "في استوديو الرقص أصبت بصدمة بسبب اقتصار الحضور على فتيات صغيرات مع تنانير الرقص".

معلمته كانت تعتبر أن "أفضل مدرسة رقص هي تلك التابعة لأوبرا باريس". وأرسلت مقطعا مصورا لتلميذها الموهوب إلى مديرة المدرسة الباريسية العريقة.

وقال الراقص الذي وظفه ميلبييه: "في المدرسة كان الأستاذة يصححون حركاتي ولا سيما على مستوى الذراعين إذ ان وضعيتهما مختلفة في هونغ كونغ منها في باريس. وقد احتجت إلى وقت لأغير هذه العادة"، مضيفاً: "رفعة الرأس أكثر دقة كذلك".

وأضاف: "الاندماج في الفرقة كأن صعبا. لكن الأمر يستحق كل التضحيات".

قالت هانا أونيل إنها أرادت الانضمام إلى الفرقة مذ شاهدت شريط فيديو لعرض "ساندريلا" مع الراقص الأسطوري نورييف والنجمة الفرنسية سيلفي غيليم وشارل جود.

وأكدت الراقصة النيوزلندية: "منذ تلك اللحظة باتت أوبرا باريس رمزا للباليه بالنسبة لي".

تعلمت الرقص في طوكيو وخصوصا في أوكلاند (نيويلندا) حيث ترعرعت. وهي تمكنت من الاطلاع على الأسلوب الفرنسي الذي حدثه نورييف. فمعلمتها مارلين رو عملت مع المدير السابق للرقص في اوبرا باريس.

في سن الرابعة عشرة فشلت في المسابقة الخارجية للانضمام إلى المدرسة فالتحقت بصفوف "مدرسة الباليه الأوسترالية" وفازت بجوائز عدة منها لوزان والجائزة الكبرى للشباب الأميركي.

لم تتخلَّ عن حلمها وانضمت إلى الفرقة الباريسية في سنة الثامنة عشرة كراقصة احتياطية. ولم تكن يومها تتقن الفرنسية.

وقالت الراقصة وهي من أب لاعب ركبي نيوزلندي سابق وأم يابانية "لم أكن أفهم شيئا لكن بما أنني مقلدة جيدة فقد ساعدني ذلك كثيرا".

وأضافت: "كل شيء في المدرسة الفرنسية أكثر ناقة. فكل شيء موزون ولا يزيد عن الحد. في أوستراليا الرقص متفجر أكثر".

واكتشف ميلبييه موهبة أونيل ومنحها الدور الرئيسي في "بحيرة البجع" المكرس عادة للراقصات النجمات.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم