الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مقاربة مختلفة للانتحار ربطاً بالواقع المعيشي... "جميعنا نحتاج أملاً"

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
مقاربة مختلفة للانتحار ربطاً بالواقع المعيشي... "جميعنا نحتاج أملاً"
مقاربة مختلفة للانتحار ربطاً بالواقع المعيشي... "جميعنا نحتاج أملاً"
A+ A-

طغت التحليلات حول الأسباب المباشرة المؤدية الى الانتحار على المشهد اللبناني في الأيام الماضية ربطاً بحالتي انتحار ربطا بالواقع المعيشي المذري. ففي حين يعتبر اختصاصيون أن الأسباب النفسية قد تكون وراء حالات الانتحار هذه، يرى آخرون أن الوضع المعيشي المتردي وحده كفيل بدفع أي فرد إلى فقدان الأمل بالحياة والتوجه إلى الانتحار. في هذه المحطة، نعرض لرأي رئيس الجمعية اللبنانية للطبّ النفسي الدكتور سامي ريشا.

يوضح ريشا أنه "بعكس ما يتجه البعض إلى تأكيده حول الأسباب الأساسية للانتحار وحول أن من يقدم على الانتحار يعاني حكماً مشاكل نفسية حتى يقدم على هذه الخطوة، تعتبر المشاكل النفسية الأسباب الرئيسية لكن في الوقت نفسه يمكن أن تسبب ضغوط معيشية أو اقتصادية أو غيرها من تلك التي يرزح تحتها المواطن اليوم حالة نفسية تقود الشخص إلى الانتحار". 

فعلى الرغم من ان وجود مشكلة نفسية يعتبر سبباً رئيسياً، لكن يمكن أن تنشأ مشكلة نفسية نتيجة وضع صعب كالوضع المعيشي المتردي أو الوضع الاقتصادي، كما يحصل حالياً في لبنان ما قد يوصل الفرد إلى الانتحار مع فقدان القدرة على التحمل والسيطرة. "هذا يعتبر ممكناً وشهدنا هذه الحالات في العالم وبشكل خاص في فرنسا قبل سنوات عندما حصلت أزمة اقتصادية وزاد معدل البطالة ما ساهم في خلق مشاكل نفسية وارتفاع معدلات الانتحار بسبب الضغوط الاقتصادية والمعيشية. وفي هذا النوع من الحالات تتأزم حالة الفرد تدريجاً وتتزايد الأفكار السوداء لديه والقلق ما قد يوصل الفرد إلى الانتحار بحسب ظروفه وبحسب قدرته على التحمل. مع الإشارة إلى أن هذا التطور لا يحصل سريعاً إنما مع تراكم المشاكل والضغوط"، وفق ريشا.

مَن قد يُقدم على الانتحار؟

لكل إنسان قدرة معينة على التحمل وظروف شخصية معينة، بحسب ريشا الذي يؤكد أنه "في حالات الانتحار لا تشبه حالة أخرى، فلكل حالة خصوصياتها ولا يمكن التعميم. ولا شك أن كل انسان ينظر إلى الأمور بطريقة مختلفة ويتعاطى مع المشاكل بطريقة خاصة. ففي مواجهة المشاكل يضع الانسان عامةً أمامه اختيارات عديدة وحلولاً حتى يجد مخرجاً من المأزق أو المشاكل التي هو فيها. أما من يصل إلى حد الانتحار فهو الذي لا يجد مخرجاً إلا في الانتحار رفضاً للألم الذي يعانيه. ومن الطبيعي أن يكون الوضع أكثر صعوبة بعد مع المريض النفسي. لكن لا بد من التوضيح أنه ليس لدى أحد رغبة في الموت في الواقع، لكن قد يقدم فرد على هذه الخطوة ليتخلص من الألم الذي يعانيه. لدى الوصول إلى طريق مسدود وبغياب الحلول وازدياد الضغوط نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية والقلق الزمن الذي يعيشه والخوف من المجهول، ثمة اشخاص لا يجدون سبيلاً إلا في الانتحار. إذ لا يتفاعل الكل مع المشاكل والضغوط بالطريقة نفسها وهذا ما لا بد من توضيحه".

في الإيجابية حل

انطلاقاً من هذا الواقع المرّ الذي يجد البنانيون أنفسهم غارقين فيه في الوقت الحالي بسبب الظروف القاهرة، يدعو ريشا إلى التركيز على المبادرات الانسانية الإيجابية التي تزايدت بشكل لافت في الأيام الأخيرة. فتسليط الضوء على هذا النوع من المبادرات كفيل اليوم بتقديم الدعم المادي والمعنوي للبنانيين بعيداً من الأجواء السلبية السائدة. من هنا دعا ريشا وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الى التركيز على تشجيع الايجابية وبث الأمل الى النفوس حتى لا تقفل الأبواب أمام اي محتاج، والى التعاطي بدقة مع قصص الانتحار. ففي الخلاصة، "جميعنا نحتاج أملاً لنستمر ونجتاز العقبات". 

*خط الحياة (1564) هو الخط الوطني الساخن للوقاية من الانتحار في لبنان بالتعاون مع وزارة الصحة. يتلقى الخط الساخن الاتصالات بسرية تامة بين الساعة 12 الظهر و2 صباحاً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم