الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

قوة النص أبقى وأفعل من قوة السلاح

عماد جودية
Bookmark
قوة النص أبقى وأفعل من قوة السلاح
قوة النص أبقى وأفعل من قوة السلاح
A+ A-
عرفت الطائفة الشيعية الكريمة بداية انطلاقتها ومشاركتها وبروزها الفعال والفعلي داخل الحياة السياسية العامة في لبنان لحظة ظهور الامام المغيب موسى الصدر؛ هذا الرجل الاستثنائي الذي استطاع ان يشكل املاً للبنانيين بغد مشرق عبر خطابه الروحي الجامع البعيد عن منطق فساد المحاصصات المذهبية والطائفية والاقطاعية والعائلية داخل سلطات الدولة وأجهزتها واداراتها. وعندما اطلقوا عليه لقب "امام المحرومين" والذي كان الاحب على قلبه وعقله لم يكن يقصد بان يكون امام المحرومين الشيعة بمعنى الفقر المادي بل كان يقصد ان يكون امام كل اللبنانيين المحرومين من وطن راق وحضاري ينعم اهله في ظله بنظام عادل يكون المواطن اللبناني عبره محترماً ومقدراً بحيث تكون دولته في خدمته تؤمن له العيش الكريم بعيدا عن الذل؛ دولة تكرّس الشخص المناسب في المكان المناسب في كل المواقع الرئاسية والوزارية والإدارية والعسكرية والقضائية. ولهذا جاء تغييبه ليكون ذروة التآمر على لبنان ومقدمة لبدء تغييب رجال الدولة الكبار عن سدة المسؤولية والقرار الرسمي تباعا.بعد انتخاب النائب حسين الحسيني رئيسا لمجلس النواب عام 1984 شهدت الطائفة الشيعية دورا مؤثرا وفاعلا داخل تركيبة النظام اللبناني حيث سجلت له انه انقذ الدولة من الانهيار وحفظ مؤسساتها. وكل ذلك حققه في ظل حكم ما قبل دستور الطائف أي في ظل الحكم الرئاسي حيث الصلاحيات كانت محصورة بمعظمها في يد رئيس الجمهورية وهذا اكبر دليل على ان الموقع ليس المهم بل المهم هو من يشغله. فكان من موقعه رئيسا لمجلس نواب كل اللبنانيين ولم يميز بين منطقة وأخرى او بين طائفة وأخرى؛ تصرف بوطنية عالية ولم يكن لديه لا سلاح وراءه ولا ميليشيا على الأرض تؤازره ؛ كان معه فقط شخصيته القوية وصلاحياته الدستورية التي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم