الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

كلانا الآن يسري في الآخر

علاء زريفة
كلانا الآن يسري في الآخر
كلانا الآن يسري في الآخر
A+ A-

لا أنا الضحيةُ ولا أنتِ

كِلانا الآن

يَنتحر.

رصاصةٌ طائشةٌ لم تُطلق

على أحدنا أن يموت،

مُربعٌ واسعٌ في الصدى

ولا مكان.

غُرفةٌ صغيرةٌ صفراء

تئنُّ من سُعال

يهطل مَطُرُ النهايةِ

أمضي وحيداً

بلا عنوان محدّدٍ

أو حيّزٍ من نهارْ،

أمضي ولا ألتفت.

***

لا أنا الدليلُ ولا أنتِ

يكفي أن تسألَ:

- كيف حالك؟

بخير وأكثر!

على جمرٍ باردٍ

فوق وسادةٍ خاويةٍ من حُلمٍ

تُنصتُ إلى صوتي البعيد،

في الأمس البعيدْ

أسبحُ في الضوء المشتعل

بين كفّها وسيارةِ الاسعاف.

أحمر وبطيئاً كان نومي،

لم أدرك الشبه المُقيم بين هاويتي

ومصير اليمام

على رصيفٍ

لا ينتظر أحداً.

***

وحدها الرسائل التي لا تصلْ،

لا تستحق أصحابها.

لم أبكِ، كُنتْ أنزف،

كان شرياني فارغاً

إلا من صوتها

وصرير الليل القائم

في حتفي

وخيالها المُفارقِ.

لا شيء واضحاً،

كُرةُ ثلج فوق جبيني،

خيطٌ صناعي في ذراعي المثقوبة

وبقايا دم في الوريدْ.

لم أجد لغة إليها،

ولم ألجْ صهيلاً على الطريق السريع.

***

وحدها إشارات المرور

كانت تُسعفني.

وحده (سارتر) كان يقرأ وعاءه الجامد في رحم الغيب ويقول:

- وهمٌ هو الحب.

لم أعرف خيولاً أقل جموحاً لتخبرني أين أنا؟!

قال الطبيب:

- إنه يموت وبعد

-ماذا بعد؟

أمسك قلبي من عنقه

أشّدُّ على يديه،

لا تتوقف؛

أخرج من طاووس عزفي المنفرد

أقول للماضي اقترب برهة،

لأحيا هُنيهةً.

أتحدث إلى وجهها المُشّع

في الصدى الهامشي

بين مقعد الإسفنج

ورائحة الندى المملح على شفتيها.

-ابتعدي،

لا تنظري إلى جهاز القلب إلى جانب السرير

أومئ برأسِك أنتَ بخير وأكثر.

ولننفجر فوق هذه الجثة الممددة بيننا،

تحت هذا القبر الرابض فوقنا كالقبعة

قدرنا المُحبطُ من قدره

يشاء معصية

خروجاً من عَدمٍ لم تُكّحله شُهلٌ

يُربي شبقه الحياة

شبراً فشبراً بضوئه.

ظلها على يميني

يأمرني أن أنتظر

فأُلازم فراشي.

تصعد روحي راحة كتفيها

تُمسكُ شيئاً من ضفيرتها،

تُقبّلُ حافة قرطها المُعلق.

تأتي بسُمّها دافئاً

تقولُ:

-اشرب،

وتشربُ من فمي.

تسند رأسها الصغير على صدري

وتهمس باسمةً:

-كِلانا الآن يخسر،

كِلانا الآن

يسري في دم الآخرِ

وينتحر.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم