الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الفارقُ بين تغييرِ نظامٍ وانبثاقِ سلطة

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
الفارقُ بين تغييرِ نظامٍ وانبثاقِ سلطة
الفارقُ بين تغييرِ نظامٍ وانبثاقِ سلطة
A+ A-
النظامُ اللبنانيُّ الأساسيُّ لا يحتاجُ إلى ثورةٍ ليتَطوّرَ، فهو نظامٌ قابلُ التطويرِ الدوريِّ والتكيّفِ مع المتغيّرات. لكنَّ أكثريّةَ الطبقةِ السياسيّةِ التي تَتحكّـمُ به منذُ سنواتٍ هي مَن يحتاجُ إلى ثورةِ لتُقتَلع. حضارةُ نظامِنا السياسيِّ هي حضارةُ تراثِنا الروحيِّ والمدنيّ وامتدادٌ لحضاراتِنا التاريخيّةِ القديمة، وهي حضارةُ صيغتِنا الميثاقيّةِ الباحثةِ عن شكلٍ دستوريٍّ يَنسجِمُ مع تحوّلاتِ تَعدُّديَّتِها. التفاعُلُ الطائفيُّ ليس شرًّا مُطلقًا، ولا التفاعلُ العَلمانيُّ خيرًا مطلقًا. يجب أن تكونَ لنا جرأةُ مواجهةِ الأفكارِ واختيارِ ما يُناسِبُ منها مجتمعَنا اللبنانيّ، فليس كلُّ تطوّرٍ تَقدّمًا، وليس كلُّ تغييرٍ إصلاحًا، وليس كلُّ مُستورَدٍ أفضلَ من أصالةِ التراث. إنّ بعضَ البِدعِ تَحتلُّ النفوسَ كما تَحتّلُ الجيوشُ الأراضي.إذا كانت الطائفيّةُ بتطبيقِها السيّئِ أساءت إلى اللبنانيّين، فالعَلمانيّةُ بتطبيقِها الإلحاديِّ أساءت إلى الإنسانِ إذ أقامَت منظومةَ قيمٍ مُضادّةٍ للدينِ وللطبيعةِ البشريّةِ وشَرَّعَتها. وحين تَلتقي العلمانيّةُ مع الديموقراطيّةِ تَضيع الضوابطُ ما لم يكن قادةُ الأممِ شُجعانًا في قولِ الحقِّ للشعب. فالاستحقاقاتُ الانتخابيّةُ في الدولِ الديموقراطيّةِ غالبًا ما تجعلُ السياسيّين يُماشون مجموعاتِ الضغطِ الناشطةَ - والفاجِرةَ أحيانًا -وهي لا تُمثِّلُ بالضرورةِ الرأيَ العامَّ الحقيقيّ ووِجدانَ الأمّة.دعواتُ فئاتٍ من الثائرين إلى إسقاطِ النظامِ اللبنانيِّ، وإلغاءِ الطائفيّةِ السياسيّةِ والطائفية -وهما أمران مختلِفان -سَبقَتها إليها جميعُ أجيالِ لبنان منذ الاستقلالِ إلى اليوم ولم تَتوفَّق. ما تَغيّر هي ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم