الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

داني أبو حيدر أيضاً اختصر عمره انتحاراً لأنه مديون

اسرار شبارو
داني أبو حيدر أيضاً اختصر عمره انتحاراً لأنه مديون
داني أبو حيدر أيضاً اختصر عمره انتحاراً لأنه مديون
A+ A-

ضحية جديدة سارت بقدميها إلى الموت بعدما ضاقت أمامها سُبل العيش. فبعد جورج زريق وناجي الفليطي وغيرهما، ها هو داني أبو حيدر ينضم إلى لائحة الأشخاص الذين قرروا وضع حد لحياتهم بعدما عاشوا وجع القهر والدين والعوز. امس خطّ ابن الثالثة والأربعين سنة السطر الأخير من مسيرته على الأرض، رحل، بعد قرار من المؤكّد أنّه ليس الحلّ مهما بلغت الأمور سوداوية ومهما ضاقت السُبل بالإنسان.

"في الأمس أطلعت شركة دباس (في منطقة المكلس) داني الموظف لديها، أنها اتخذت قرار حسم راتبه إلى النصف. لم يستطع فلذة كبدي تحمل المزيد من الضغوط، لا سيما وأنه مديون بثلاثة ملايين ليرة، عدا عن أن عليه أقساطاً للإسكان ومصروف ثلاثة أبناء"، بحسب ما قالت والدته خضره درويش لـ"النهار" وهي تبكيه بحرقة . وأضافت: "صباح اليوم، توجه داني إلى عمله ليعود إلى منزله في سن الفيل ـ مقطع السكة قبل انتهاء دوامه الذي كان في العادة حتى الخامسة مساء، كنت في المنزل مع زوجته، حين غافلنا عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، وصعد إلى السطح حاملاً بارودة صيد، سمعنا صوت طلقة نارية، سارعنا لمعرفة ما جرى، وإذ بي أرى مَن ربّيته بدموع العين، غارقاً بدمه، لا بل إن وجهه مقسوم إلى نصفين".

ضاقت سبل العيش بداني، فراتبه الذي كان بالكاد يكفيه، كما قالت والدته، "حُسم إلى النصف، وهو المديون بثلاثة ملايين ليرة. وفي الأمس طالبوه بالمبلغ، عندها لم يجد أمامه سوى خيار الموت". واتهمت السياسيين في لبنان بأنهم خلف ما جرى لابنها، فقالت: "لم نصل إلى هذا الوضع الاقتصادي المتردي إلا بسبب إصرار السياسيين على البقاء في الحكم. أدعو إلى محاسبتهم، كما أدعو الله أن ينتقم منهم، فدم ابني في رقبتهم، خسرت بسببهم روحي وقلبي ونبضي، كيف لي أن أصبر على فراقه؟ كيف لأولاده الثلاثة (ولدان وفتاة) أكبرهم يبلغ من العمر 14 سنة وأصغرهم ست سنوات، أن يكملوا حياتهم من دون سندهم؟ كيف لي أن أطلعهم على أن والدهم انتحر لأنه لم يعد بإمكانه تأمين قوت يومهم؟ مع العلم أني ووالده وشقيقه نسكن معه في المنزل، حِمله كان كبيراً أثقل كاهله إلى حد أنه فضّل الانتحار على إكمال مشوار الحياة".

فتحت القوى الأمنية تحقيقاً بالحادث. وبحسب ما قال مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار": "لا يزال التحقيق في بدايته، ننتظر التقارير العلمية ليبنى على الشيء مقتضاه. فحتى الآن لا يمكننا الجزم بأن داني أقدم على الانتحار".

ردّ الشركة

ولاحقاً، ردّت شركة "دباس" ببيان جاء فيه: "تلقت مجموعة شركات دباس ببالغ الأسى والحزن خبر وفاة أحد أجرائها المرحوم داني ابو حيدر، الذي لطالما اتسم بحسن السيرة والسلوك بشهادة كل الذين عرفوه وعملوا معه. إن المرحوم داني ابو حيدر عمل ومارس مهامه لأكثر من اربعة وعشرين عاماً لدى مجموعة شركات دباس، وهو من أكفأ وأخلص الأجراء الذين عرفتهم المجموعة، وقد استمر بقبض كافة أجوره ومخصصاته بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها بلدنا لبنان؛ كما حضرصباح اليوم كالمعتاد الى العمل الا أنّه طلب أن يتغيّب لبقية اليوم بسبب ظرف عائلي.

تأسف مجموعة شركات دباس لما يتم تداوله في بعض وسائل الاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بأن المرحوم داني ابو حيدر قد صرف من عمله، وتؤكد أن هذا الخبر عار عن الصحة، وتدعو الى توخي الدقّة قبل اطلاق او نشر اية شائعات بهذا الشأن.

إن مجموعة شركات دباس، إذ تتقدم من اسرة الفقيد داني ابو حيدر بأحر التعازي، تشارك عائلته ومحبيه في الصلاة عن راحة نفسه". 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم