الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كيف يمكن الحدّ من الانتحار في زمن التحديّات النفسية المتزايدة؟

المصدر: "النهار"
نور مخدر
نور مخدر
كيف يمكن الحدّ من الانتحار في زمن التحديّات النفسية المتزايدة؟
كيف يمكن الحدّ من الانتحار في زمن التحديّات النفسية المتزايدة؟
A+ A-

في السنوات الأخيرة، حاول المواطن اللبناني التأقلم مع الوضع الاقتصادي المتردّي، والتعامل معه بطاقةٍ إضافيةٍ، إلا أنّ العبث بلقمة عيشه والضغط النفسي الناتج عن تراكم المتطلبات الاجتماعية أوقعاه ضحية أزمة اقتصادية طويلة الأمد. لا يتطلب الأمر الكثير من التعقيد للمس نتائج هذه الأزمة، إذ إنّ أعراض أزمة اليونان الاقتصادية عام 2010 وما رافقها من تأثيرات اجتماعية، بدأت تظهر في لبنان من فقدان عمل، أو اقتطاع راتب، وحالات من العوز واليأس والاكتئاب.

وبعد قصة جورج زريق وناجي الفليطي، داني أبي حيدر ضحية جديدة تنضم إلى لائحة الأشخاص الذين قرروا وضع حدّ لحياتهم بعدما عاشوا وجع القهر والدين والعوز. حالتان في غضون 72 ساعة. مشهد يبعث الخوف في وضع معيشي متأزم، وقلق نفسي يتضاعف مع الأيام لتأمين القوت اليومي. فهل تتكفّل الأزمة المعيشية بالقضاء على حياة شبابنا؟ 

"ليس بالمال وحده يحيا الفرد، والفقر وحده أيضاً ليس مسبِّباً للانتحار"، هكذا تختصر  الأستاذة في علم النفس العيادي في الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتورة بريجيت خوري، ظاهرة الانتحار التي يشهدها لبنان، مضيفةً أنّه بالرغم ممّا تشكله الحالة المعيشية من ضغوطات ترهق كاهل المواطنين، يعيش اللبنانيون جميعاً ظروفاً معيشيةً صعبة، ومنهم مَن أصبح تحت خط الفقر، لكنّهم لم يقدموا على هذه الخطوة. 

وفي الجانب الذي تؤكد خوري أنّ وفرة المال تؤمّن الشعور بالطمأنينة والاستقرار  في القدرة على تغطية متطلبات الحياة من الأقساط المدرسية والقروض وإيجار البيت ومصاريفه، تشدد على أنّ أي خلل يحصل فيها لا يبرر الإقدام على إنهاء الحياة. وبالتالي، إنّ المعادلة التي تقوم على ربط خسارة الوظيفة وشحّ السيولة بالانتحار هي خاطئة. وذلك يعود إلى أنّ الأفراد الذين يتخذون هذا القرار قد يعانون من يأس وإحباط واكتئاب، بمعنى آخر، إنّ الحالة النفسية إضافة إلى ظروف أخرى أوصلتهم إلى هذه المرحلة. 

وفي هذه الظاهرة المطروحة والجدل القائم حولها، توضح الأستاذة في عالم النفس العيادي إلى ضرورة الانتباه إلى العلامات التحذيرية أو التصرفات التي يقوم بها الفرد المصمم على الانتحار من بيع أشيائه الخاصّة، وتوديعه المقربين إليه، والتغيير في المزاج. من هنا، يجب أخذها على محمل الجدّ وعدم الاستهتار بها. 

ونظراً لأنّ الحياة الاجتماعية والرابط العائلي في المجتمعات العربية يأخذ حيزاً كبيراً، يجب إحاطة الناس الفاقدين للأمل، وتقديم الدعم النفسي لهم بتوجيههم إلى اختصاصيين لمساندتهم في تخطي هذه المحنة وعدم النظر إلى النقطة السوداء في حياتهم والبناء عليها، إضافة إلى أهمية الدعم الاجتماعي من خلال الشبكة العائلية والأصحاب لاحتضانهم وسماع مشاكلهم. 

ولأنّ طلب الدعم النفسي ليس بخطيئة، 1564 الخط الساخن الأول للوقاية من الانتحار في لبنان، فلا تتردد بالاستعانة به عند الإحساس بإحباط أو أفكار سوداوية من أجل تلقي المساعدة اللازمة.  




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم