السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

قيامة الوجدان في لبنان

سمير عطاالله
Bookmark
قيامة الوجدان في لبنان
قيامة الوجدان في لبنان
A+ A-
آسف وبي خيبة، أن أكرّر مرة أخرى خلال عقد، استذكار حكاية "الديكاميرون". ليست مسألة تعب ذاكرة، والحمد لله، ولا نقص في الأمثال، لكنني عجزت عن العثور على نموذج أقرب إلى هذه الكارثة المستفحلة في كل ما قرأت على مرّ السنين. البعض اختار المقارنة مع "التيتانيك"، لكن المشابهة لا تتضمن سوى عنصر واحد هو الغرور بكونها الباخرة التي لا تغرق، أما في رواية الإيطالي جيوفاني بوكاشيو عن الطاعون الذي ضرب فلورنسا، فإلى جانب الغرور، هناك مكملاته الأخرى، القسوة والازدراء والإهمال."الديكاميرون" قصة عشرة أشخاص، سبع نساء وثلاثة رجال، تركوا فلورنسا إلى فيلّا قريبة يمضون فيها الوقت إلى أن تكون موجة الطاعون قد انتهت في المدينة ومن أجل تمضية الوقت يروي كل واحد من العشرة قصة يسلّي بها الآخرين. ما مجموعه مائة قصة فيها ما لذّ وطاب: مرح، فرح، جنس وأما "الموت الأسود" فهو عند الآخرين فقط. ليس تماماً. سوف يضرب ضواحي فلورنسا أيضًا. بالحكايات أيضاً، ألف منها، أنقذت شهرزاد نفسها كل ليلة من شهريار المولع بأعناق النساء. كان يخطر له أنه يستمتع بخداعها رغم معرفته أنها تقدّم له المخيّلات والكذب، ليس من أجله بل من أجلها."التيتانيك" أو طاعون الموت الأسود أو سيف شهريار، حكاية واحدة عن عدم الشعور بالكارثة. أو الاعتقاد أنها تقع دائماً في مكان آخر. سافرت مرة على باخرة مصرية وكان الفيلم الوحيد الذي تعرضه لتسلية الركاب عن مركب يغرق. العوض بسلامتكم.تساءل سامي الجميل أين يعيش أهل السلطة. هذا ليس مهماً. المهم أنهم يعيشون في بلدنا وفي باخرتنا. فلورنسا القرن الرابع، للجميع. وهم يعتبرون أنّ الوباء لا يستطيع صعود التلال. فتبقى المدينة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم