الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سينما - "برليناله 64": الطفولة تدفع الثمن

A+ A-

الويك اند الأول للمهرجان بدا باهتاً، فاقداً للروح والحماسة، كما يحصل عادة في المهرجانات السينمائية، عندما لا تكون الأفلام الدسمة مبرمجة في مطلعها. الأيام الاولى بدت مملة تدور بنا في حلقة مفرغة لولا "نمفومنياك" وحضور لارس فون ترير الصامت على هامش المؤتمر الصحافي لفيلمه "الاسطوري" حيث جاء بقميص يحمل "سعفة" كانّ وعليه "شخص غير مرغوب فيه"، ثم مغادرة شيا لابوف ذلك المؤتمر الى السجادة الحمراء واضعاً على رأسه كيساً يرفع شعار "لم اعد مشهوراً". وحده الدانماركي الكبير، المستبعد من كانّ بسبب مزحة عن هتلر، كان يمكنه رفع حرارة البرليناله على هذا النحو، وإن كانت الحرارة (بالمعنى الحرفي للكلمة) رؤوفة بنا هذه السنة، اذ اتيحت لرواد المهرجان في دورته الرابعة والستين فرصة الاستمتاع بمقاهي ساحة بوتسدامر.


منذ اعلان التشكيلة الرسمية، كان واضحاً ان المدير الفني ديتر كوسليك يراهن على الطاقات الشبابية الناشئة، لكن المغامرة لا تكون دائماً مضمونة النتائج. ثم جاءنا جورج كلوني من خلف المحيط بفيلم خفيف كاد "يخنق" أحد الصحافيين في الصالة، الأمر الذي استوجب وقف العرض ونقل "الضحية" الى المستشفى. عندما ارتفعت فجأة الأصوات التي تطالب بقطع الفيلم، اعتقد بعضهم أن الصورة الكاريكاتورية التي يرسمها كلوني المخرج عن الألمان في "رجال التحف" (خارج المسابقة)، أغضب أحد الوطنيين. فالفيلم يقدّم صورة هابطة جداً عن الألمان باعتبارهم ناهبي ثروات ومدمّري تراث. بعد مرور حادث العارض الصحي، وجد كثيرون في هذا الاقتباس الأرعن والسطحي مادة للضحك. بعضهم ضحك على الفيلم وبعضهم الآخر ضحك مما يراه: مجموعة خبراء تحف من جنسيات عدة يُرسلون في مهمة الى أوروبا في آخر أيام الحرب العالمية الثانية لاستعادة ما سرقته جماعة الفوهرر من لوحات ومنحوتات من أهم ما كانت تقتنيه المتاحف الأوروبية.
هذا كله حوّله كلوني الى درس صبياني استحق ما استحقه من استقبال كارثي في برلين. في نهاية العرض، بدت الخيبة واضحة على الوجوه، خصوصاً ان كلوني اعطى السينما أفضل من هذا بكثير. قلة صفقت، والبعض منا صار ينظر الى الآخر: "ما هذا الهراء الذي شاهدناه؟". الفيلم يشبه، في لحظات، "النزهة الكبيرة"، لكن من دون لوي دو فونيس وبورفيل، وفي لحظات اخرى يتحول الى باروديا لـ"انقاذ الجندي راين"، لكن امام كاميرا كلوني يصحّ ان نعنونه "انقاذ السنيور ميكال أنجلو". لا يمكن التصديق للحظة ان جون غودمان ينزل في النورماندي (انزال مضحك) حرصاً على التحف وليس حباً بجبنة الكامامبير الفرنسية. كاريكاتورية السينما الأميركية عندما تحاضر في ضرورة حماية الانسان وتاريخه، والمحافظة على الفنّ الاوروبي وثرواته. هذه احدى زلات المهرجان البرليني الذي لم يترك فيلماً عن النازيين الا حشره في التشكيلة الرسمية، على الرغم من افلاس هذا الـ"جانر" - اذا صحّ اعتباره جانراً-منذ زمن طويل، وعدم قدرته على التعبير عن أيّ جديد.
لحسن الحظّ، كان هناك فيلم الافتتاح، "فندق بودابست الكبير" (مسابقة) لوس اندرسون الذي يجمع 16 من نخبة الممثلين في السينما الأميركية والأوروبية (رالف فاينز، أدريان برادي، ماتيو امالريك، بيل مواري، وليم دافو، جف غولدبلوم، ليا سايدو، الخ) وعدد منهم كان حاضراً في ليلة الافتتاح التي غلب عليها الطابع الهزلي مع تسلم المقدمة الظريفة مهام تقديم الحفل مستعينة بـ"هيومر" ألماني يجمع بين الغرائبية والكلام الصاخب. تخللت الحفل جولتان موسيقيتان لفريق روك، قبل صعود اعضاء لجنة التحكيم إلى المنصة يتقدمهم السيناريست والمنتج الأميركي جيمس شايموس. في العودة الى فيلم أندرسون، عمل متقن الصنع، اوريجينال وظريف، يعيد مخرجه الشاب الموهوب الى ساحة بوتسدامر للمرة الثالثة في مساره، علماً ان هذه هي المرة الثانية يفتتح فيها مهرجاناً سينمائياً، كان الأول مع "مملكة صعود القمر" في افتتاح كانّ 2012. تجري الأحداث في أحد بلدان أوروبا الخيالية بإسم زوبروفكا. نمضي في رحلة برفقة غوستاف اش (رالف فاينز)، كبير الحجّاب في فندق زهري اللون، وصديقه (طوني ريفولوري) اللذين سيعيشان مفارقات لها بداية وليس لها نهاية بعد سرقة لوحة من عصر النهضة لا تُقدّر بثمن. ألّف موسيقى الفيلم الكسندر ديبلا، المايسترو الفرنسي الكبير الذي دخل عالم اندرسون عام 2009، وتعمّق التعاون بينهما منذ ذلك الحين الى ان استقر هنا على معزوفات استعان ديبلا لتأليفها بآلات موسيقية مستخدمة في اوروبا الوسطى. نحن أمام قطعة فنية خالصة، معقدة في مضمونها وغرائبية في شكلها، مع هوس اندرسون منذ سنوات بالتفاصيل والديكورات وكل تلك العناصر التي تصنع خصوصية هذا المخرج الأميركي الممتاز الذي استوحى هنا من بعض كتابات ستيفان سفايغ لطرح رؤيته.
الخيبة الثانية بعد فيلم كلوني تمثلت أيضاً في فيلم رشيد بوشارب، "رجلان في المدينة" (مسابقة)، الذي حمل مخرج "بلديون" الى مغامرة اميركية، يسميها هو "ثلاثية"، كون الجزء الأول منها كان الفيلم التلفزيوني "كامرأة"، والحالي ثاني تلك الثلاثية. الفيلم ريميك لعمل سبق ان أخرجه خوسيه جيوفانيّ، وكان من تمثيل ألان دولون وجان غابان. غارنيت (فوريست ويتكر)، يخرج الى الحياة الطبيعية بعد 18 سنة خلف القضبان لارتكابه جريمة قتل. بمساندة الضابطة ايميلي سميث (بليندا بليثين)، عليه العودة الى ممارسة حقه الطبيعي في العيش، بعدما دفع دينه الى المجتمع. ولكن، هذا ليس رأي الجميع فيه، فالبعض يعتقد بأنه كان يستحق الاعدام. فنحن في ولاية أميركية على حدود المكسيك، والتسامح ليس ما يؤرق سكانها. ما ان يخرج غارنيت من السجن، حتى يجد نفسه امام بيئة عدائية وليس اقلهم عدائية شريف المنطقة، بيل اغاتي (هارفي كايتل) الذي يطارد غارنيت من مكان الى آخر، ويريده أن يدفع ثمن قتله لمعاونه غالياً. هناك تفصيل صغير لا يمكن تجاوزه: غارنيت اعتنق الاسلام خلال فترة سجنه. هذه احدى النقاط غير المفهومة في الفيلم. لا نعرف ما المقصود تحديداً منها. في البداية، نرى الشريف يهتم بمهاجرين مكسيكيين، مظهراً رأفة تجاههم، ثم يعنّف غارنيت. الشخصيات لا سوداء ولا بيضاء، ولكن بوشارب يبقى على سطحها ولا يخرق خصوصيتها. غارنيت سيلاحَق ويطارَد على مدار ساعة ونصف الساعة وسيُدفع الى ارتكاب جريمة في نهاية الجولة. نعلم جيداً ان الجريمة ستقع من شدة ما هي متوقعة في سياق التطورات الدرامية. الفيلم لا جيد ولا سيئ، قوي بصرياً وهشّ خطابياً، يأتي ويرحل كنسيم منعش من دون أن يترك أثراً كبيراً.
فيلم آخر قد ينال الاعجاب لخطه السينمائي ولاخراجه المتماسك ولبطله ايفو بيتسكر الذي هو أصغر بطل في أفلام برلين هذه السنة: "جاك" لادفارد برغر (مسابقة). هذا المخرج الالماني المتخرج في الولايات المتحدة، يذكّر فيلمه هذا بسينما الأخوين داردين نظراً لهمّه الاجتماعي وقدرته على التقاط تفاصيل الواقع اليومي بكاميرا محمولة ترافق الشخصيات أينما حلت. ما ينجزه برغر هنا هو الـ"روزيتا" الخاص به. هل تتذكرون حكاية تلك المراهقة المتروكة لمصيرها وعذاباتها في بيئة قاسية؟ هنا، النسخة الذكورية من ذلك الفيلم الشهير الذي نال "سعفة" كانّ، مع تعديلات عدة. جاك صبيٌ في العاشرة، ربّته أمّ لا تهتم لأمره كثيراً، كونها عزباء وتعمل نهاراً وتخرج ليلاً. جاك ليس مسؤولاً عن نفسه فقط، بل يهتم بشقيقه مانويل الذي يصغره سناً، وهذا ما يمنحه شعورا بالاعتزاز. ذات يوم، تحترق ساق مانويل وهو يضعه في المغطس الذي اعده له جاك. سبب كافٍ لمسؤول الشؤون الاجتماعية لارسال جاك الى مدرسة داخلية حيث سيعاني من الوحدة والاستبعاد. هو يريد أمه ولا يشعر بالراحة والطمأنينة الا في حضنها، أمّا هي فتجد دائماً الاعذار لإشباع رغباتها وانانيتها. ينطوي الفيلم على ديناميكية حركية مدهشة، فالكاميرا لا تتوقف عن الدوران والتحليق فوق رؤوس الشخصيات، مقتفية خطى جاك الذي يكاد يكون ممثل الفيلم ومخرجه. يعرف برغر كيف يتوحد مع ألم الطفلين الشريدين وكيف يخرج ألمهما ووحدتهما ونقصهما العاطفي الى العلن، مرتّباً الأحداث في قلب عاصمة (برلين) تنبض بالحياة ولكن يلوح فيها أيضاً الخوف مما يخفيه المستقبل!
أعلنها ديتر كوسليك في مقابلة قبل انطلاق المهرجان: هذه دورة فيها الكثير من الصغار سناً. كأن السينمائيين، من خلال جعل الأطفال والمراهقين في قلب التجاذبات الأخلاقية والسياسية والاجتماعية، ارادوا وضع الإصبع على الجرح لإلقاء نظرة على ما سيكونه المستقبل في ظل الاهمال الفظيع للطفولة المشردة والمعذبة التي تعكسها حكاية جاك وشقيقه مانويل. عدد كبير من أفلام داخل المسابقة فيها أطفال، ولو انهم يجسدون شخصيات ثانوية أحياناً، ولكن معبرة. فالطفولة موجودة في "فندق بودابست الكبير"، وفي "تاريخ الخوف" (الفيلم المدّعي والمفكك للأرجنتيني بنجامين نشتات الذي لم نفهم منه شيئاً)، وفي "ماكوندو"، وفي "دروب الصليب"، وفي "تدليك" للصيني لو يي (من أضعف أفلام المسابقة)...
الحديث عن الطفولة المعذبة او المستغلة أو المتروكة لشأنها او المحشورة بين نيران الكبار، يحملنا الى جديد المخرج النروجي القدير هانس بيتر مولاند (1955) الذي قدم عدداً لا بأس به من الأفلام المهمة في مهرجان برلين. مولاند واحد من اهم المخرجين الأحياء، وإن لم يكن السينمائي النجم الذي تغنجه المجلات المتخصصة على صفحاتها. منذ ان اكتشفناه في بيروت عام 2005 مع "بلاد جميلة" الذي انتجه وقتها تيرينس ماليك (كان الموزع جاء به من طريق الخطأ الى بيروت) ونحن نتابع ما ينجزه. فيلمه الجديد "بحسب اولوية الاختفاء" زينة مهرجان برلين هذه السنة. النروج: وسط طبيعة قاسية تغمرها الثلوج وتسيطر عليها العزلة، تتساقط الجثث واحدة بعد الاخرى في اسلوب يذكّر بتارانتينو لكن يتخطاه بأشوط من حيث الفرادة والسخرية الهدامة والايقاع المتواصل لفيلم يخطف الأنفاس بجماله الشكلي وبراعته السردية. ينطلق الفيلم ولا يبدو ان احداً قادر على توقيف هذا القطار الذي يسير على سكة جهنمية. فالحكاية بسيطة جداً: رجل (ستيلان سكارسغارد) سائق جرافة تفتح في الشتاء القطبي القارس الطرق المطمورة بالثلوج. عندما يقتل افراد عصابة خطرة ابنه، يتحول رجلنا آلة قتل بلا رحمة. ينطلق في رحلة القبض على المجرمين واحداً بعد آخر ليقتلهم ويرميهم في اسفل شلال ضخم. هو يقتل ومولاند يعدّ الجثث وفق أولوية اختفائها. يستغل المخرج حكاية هزلية جداً ــ على الرغم من قسوتها ــ ليطرح فيها كل شيء، من العنصرية الى المثلية فالموت والقتل المجاني والعنف والعلاقات الملتبسة، ولا يوفر حتى افلام العصابات من سخريته. لكن هذا كله بطريقته التي تبتعد كثيراً عن المنطق السياسي السليم. عند مولاند يمكن الضحك من كل شيء، وفي الفيلم الكثير الكثير من الطرافة "القطبية" التي لا تقلد. ضربة معلم.
عنوان قوي آخر ابهرنا ايضاً في هذه الدورة، هو "71" للمخرج الفرنسي البريطاني يان دومانج. تجري الأحداث، كما يشير اليها العنوان عام 1971. يُرسل الجندي الانكليزي المدعو غاري الى بلفاست (شمال ايرلندا)، مدينة تشهد صراعاً دموياً بين البروتستانت والكاثوليك. ولكن، بعد تعرضه لحادثة اثناء احدى التظاهرات، يقع غاري ورفيقه في يد احدى الفرق المحسوبة على الجيش الجمهوري الايرلندي. يحاول غاري الهرب والانخراط، لكن بذلته العسكرية تشير الى هويته. أجواء الفيلم مشحونة بالتوتر، وخصوصاً مع وقوع غاري بين سندان الجيش الذي ينتمي اليه ومطرقة الطرف الآخر! يقدم دومانج تشويقاً بارعاً وفعالاً ويثبت مواهبه (صوّر العديد من الفيديو كليبات) في اطعام الفيلم بحركة ومده بالمشاعر والانفعالات. التجربة ناجحة ايضاً في استعادتها حقبة السبعينات، علماً ان التركيز يجري أكثر على مستوى الحبكة اذ لا يذهب النصّ عمودياً في قلب الشخصيات ولا يقاربها نفسياً.
مع عرض الفيلم اليوناني القبرصي "ستراتوس"، بدأ يتأكد لنا ان المهرجانات السينمائية باتت تحسب حساباً مهماً للسينما اليونانية التي تعيش حراكاً مميزاً بعد سنوات من الضمور. فبعد "ميس فايلنس" لأفراناس في مهرجان البندقية الماضي، ها اننا امام عمل آخر يتناول الواقع اليوناني المعقد بأسلوب مضطرب وكئيب الى حد لا يُحتمل. هذا رابع فيلم ليانيس ايكونوميديس الذي يبحر هنا على أمواج السينما "السوداء" ومفرداتها وأجوائها الشاحبة ومواقع تصويرها ذات الظلام المشتد. وهذا لا شيء امام ما تعتمل به النفوس. فانجيليس موريكيس يضطلع هنا بدور قاتل مأجور سيجرنا معه من مهمة الى أخرى. ايكونوميديس مخرج مناخات أكثر منه مخرج حبكة. فالشريط من أوله الى آخره يلعب بأعصاب المشاهد حدّ اتلافها. رحلتنا معه طويلة وشاقة تجتاز بمراحل هبوط في الايقاع. لكن مجمل المشروع يقول الكثير عن حال اليونان وأزمتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي سلكت طريق اللاعودة الى السينما.


[email protected]


ماريا الممتلئة ايماناً!

نحو نصف عدد الأفلام المتسابقة على "الدب الذهب" عُرض لحظة كتابة هذه الأسطر، لكن فيلماً واحداً تقدمها جميعها، جمالياً وفكرياً، وهو الى الآن الأوفر حظاً لنيل الجائزة الكبرى: "دروب الصليب" للألماني ديتريتش بروغمان المولود عام 1976. هذه الاطلالة الرابعة لبروغمان عبر البرليناله، وهو اعرب عن سعادته المطلقة بأن يكون هنا عندما اعتلى خشبة المسرح، قائلاً ان السينما ديانته والصالة الكنيسة وكوسليك الحبر الأعظم. الفيلم يصوّر الغوص التدريجي لفتاة اسمها ماري (ليا فان أكن) في الفكر الكاثوليكي المتزمت، الذي سيقودها الى الموت بعبثية ومجانية لا يقبلهما أيّ منطق انساني. ابنة عائلة تتبع الدين على اصوله وحرفيته، ماريا ليست سوى ضحية تفخيخها بإيديولوجيا راديكالية ترى في الموسيقى شيطاناً وفي المتعة خطيئة وفي الحياة تضحية من اجل المصلوب. السبب خلف هذا كله، أمّ ماريا (فرانزيسكا فايتس) التي تربّيها على العذاب والقهر. الفيلم على عدد المراحل التي قطعها المسيح على درب الجلجلة. ببرودة تجمد الدماء في الشرايين، تعبر ماريا على مرأى منا مراحل تلقيمها أصول الديانة الى ان تصبح مقتنعة بأن التضحية من اجل الله هي ما يعطي حياتها المعنى المنشود. كاميرا بروغمان لا تكاد تتحرك، الا في لحظات قليلة، مقتصدة في المشاعر والموارد المستخدمة، مذكِّرة ايانا بأسلوب النمسوي اولريش زيدل. لكن لا سخرية هنا، بل نزول تدريجي الى جحيم الايمان. منذ الافتتاحية، يضع الفيلم النبرة الراديكالية التي يراها تليق به: مشهد من لقطة واحدة يشرح فيها الراهب (فلوريان ستاتر) لبعض التلامذة الذين يستمعون اليه بعناية، كيف ان لا حياة خارج الايمان. حقاً، هذا الفيلم ليس مزحة!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم