الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

حليمة تعرض كليتها للبيع... "يا ريت المسؤولين يتركوا الكراسي ويعيشوا عيشتنا"

المصدر: "النهار"
حليمة تعرض كليتها للبيع... "يا ريت المسؤولين يتركوا الكراسي ويعيشوا عيشتنا"
حليمة تعرض كليتها للبيع... "يا ريت المسؤولين يتركوا الكراسي ويعيشوا عيشتنا"
A+ A-

بالأمس، أنهى #ناجي_الفليطي حياته، بعدما ضاقت به سُبل العيش، وعجز عن تأمين ألف ليرة لابنته وعلاج لزوجته المريضة والحليب لابنه الرضيع. اليوم هدّد مواطن بإحراق نفسه في حال لم تتم الاستجابة لمطالب الشعب، وأعطى مهلة 24 ساعة لتنفيذ تهديده... لكنّ الصورة التي تصدرت شاشاتنا واهتزّت معها أوجاعنا ووجداننا، كانت لحليمة فوزي معلم، هذه الأم التي قرّرت عرض كليتها للبيع "بسعرٍ مغرٍ"، والتي تقف الى جانب ابنها، والإعلان المرعب في يدها، مختزلة المشهد كلّه. كيف وصلنا الى هنا، ومن المسؤول عن وجع الناس وإذلالهم حتى الموت؟ عرضُها كليتها للبيع، صرخةٌ في وجه الفقر، هزّت مشاعرنا، عساها تهزّ ضمائر المسؤولين الذين لم يصدروا حتى الساعة أي كلمة عزاء أو رحمة على نفس ناجي، أو قطع وعد بعدم تكرار ما يجري اليوم بفصول مختلفة ووجوه أخرى.

لم تجد حليمة مَن ينتشلها من فقرها وعوزها. تتخبط وحيدة مع والدتها المريضة وزوجها الموقوف بسبب دعوى، وابنها، عاجزةً عن دفع قسطه المدرسيّ منذ السنة الماضية. وحين طلبت الإدارة منها مراجعتها، لم تجد أمامها سوى المساومة على ما تملكه، فعرضت كليتها للبيع لتسديد مستحقاتها التي باتت تفوق قدرتها بكثير. 

تشرح حلميه لـ"النهار" الأسباب التي دفعتها الى عرض كليتها للبيع، قائلة: "وصلت الى طريق مسدود. اليوم هدّدني صاحب المنزل بالطرد، بسبب عجزي عن دفع الإيجار الذي بلغ مليوناً و200 ألف ليرة. والدتي مريضة وابني يعاني مشاكل في القلب، وأنا عاجزة عن استشارة الطبيب بسبب الضائقة المادية. ما يُرهق حليمة هو غياب زوجها،، بعدما تمّ توقيفه في مخفر الضاحية إثر رفع دعوى اختلاس بحقه من قِبل عامل من الجنسية السورية: "كان زوجي يملك مكتب مقاولات مع شريك له، وبعد خلاف معه، تفاجأنا أن هناك عاملاً من الجنسية السورية رفع دعوى لاسترداد مبلغ 3200 دولار، بعدما اكتشف أنّ المكتب لم يُحصّل له أوراقه، ويرفض التنازل عن الدعوى قبل الحصول على أمواله. لذلك أمام هذا الواقع الميؤوس، واستحالة تأمين كل هذه المبالغ، لم أجد وسيلة إلا بعرض كليتي للبيع لإخراج زوجي من السجن، فهو معيل العائلة وسندنا في الحياة".

بعد مناشدتها اليوم، وصلت صرخة حليمة الى محافظ بيروت زياد شبيب، الذي تكفّل بدفع إيجار المنزل، كما تكفّل طبيب في مسشتفى "أوتيل ديو" بمعاينة ابنها المريض. لم تكن حليمة تتوقع أن تصل الى هذه المرحلة، فتضطر الى بيع كليتها لتأمين لقمة عيشها وتُنقذ عائلتها من الفقر والموت. تتوجه الى المسؤولين برسالة تختم فيها قصتها: "يا ريت المعنيين بحسّوا فينا شوي. يا ريت بيعرفوا كيف منعيش ومنتبهدل. يا ريت بينسوا الكراسي وبيجوا بيقعدوا معنا وبيعرفوا الوجع والذلّ يلي عايشين فيه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم