الصين الجديدة في سبعينها، قوّة صلبة وناعمة تتطلّع إلى المئويّة

في الأول من تشرين الأول، أزاحت بيجينغ الستار عن أنظمة صاروخية حديثة ومتطورة، قد تضاهي ما تملكه أميركا وروسيا، القوتان العسكريتان الكبريان في العالم، من تكنولوجيا عسكرية متطورة. ومع أن ذلك العرض في ساحة تيان أن مين أضفى ثقلاً عسكرياً على الوزن السياسي والاقتصادي الذي باتت الصين تتمتع به على الساحة الدولية، بعد أربعين سنة من النمو الاقتصادي المتواصل، يتمسك العملاق الآسيوي بتسويق صورته قوة ناعمة سلمية.في عيدها السبعين، عرضت الصين الجديدة أقوى ما عندها، موجهة رسائل الى الداخل والخارج على حدّ سواء. وكان نجم العرض العسكري بلا منازع ذلك الصاروخ العابر للقارات القادر على حمل عشر رؤوس نووية والذي يقول خبراء إنه يستطيع نظرياً ضرب الولايات المتحدة في 30 دقيقة. غير أن ما شهده "ميدان السماء" ذلك اليوم ليس إلا عينة من انجازات 70 سنة أتاحت للصين إنزال اليابان عن عرش ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لتستحق عن جدارة لقب المعجزة الاقتصادية.مر وقت طويل منذ لم تعد الصين الرجل المريض لآسيا. في السنوات الاربعين، استطاع أحد أفقر البلدان في العالم انتشال نحو 800 مليون نسمة من تحت خط الفقر، وها هو يستعد لاستئصال وباء الفقر نهائياً بنهاية 2020، الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. وعام 2018، كان الناتج المحلي الاجمالي يفوق 175 مرة ما كان عام 1952، مع 13,6 تريليون دولار، أي ما يعادل 15 في المئة من الاقتصاد العالمي، ويساهم بـ28 في المئة من نمو هذا الاقتصاد.كذلك تضاعف نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي عام 2018، نحو 59,2 مرة مقارنة بعام 1949، وبلغ 9732 دولاراً.ليست الأرقام تفصيلاً في بلد بحجم قارة ويعد ملياراً و400 مليون نسمة، فهي تحكي قصة نجاح مذهل لبلد كان فقيراً وصار قوة اقتصادية. ويتداول الصينيون حالياً أن برجاً يرتفع في الصين كل ثلاث دقائق ليعكسوا وتيرة التطور السريع في البلاد. وفي زياراتي لتلك البلاد أدركت أكثر ما يعنيه ديبلوماسيون صينيون عندما يقولون إنهم يكادون لا يعرفون مدنهم عندما يعودون اليها. التنقل في بيجينغ العريقة أصلاً هو...