الصين الجديدة في سبعينها... قوة صلبة وناعمة تتطلع إلى المئوية

في عيدها السبعين، عرضت الصين الجديدة أقوى ما عندها، موجهة رسائل الى الداخل والخارج على السواء. وكان نجم العرض العسكري بلا منازع ذلك الصاروخ العابر للقارات القادر على حمل عشر رؤوس نووية والذي يقول خبراء إنه يستطيع نظرياً ضرب الولايات المتحدة في ثلاثين دقيقة. غير أن ما شهده "ميدان السماء" ذلك اليوم ليس إلا عينة من انجازات 70 سنة تاحت لها إطاحة اليابان عن عرش ثاني أكبر اقتصاد في العالم واستضافة دولية، لتستحق عن جدارة لقب المعجزة الاقتصادية.  مرّ وقت طويل مذ لم تعد الصين الرجل المريض لآسيا. في السنوات الاربعين، استطاع أحد أفقر البلدان في العالم انتشال نحو 800 مليون شخص من تحت خط الفقر، وها هو يستعد لاستصال وباء الفقر نهائياً بنهاية 2020، الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.وعام 2018، كان النانج المحلي الاجمالي أكثر بـ 175 مرة عنه عام 1952، مع 13,6 تريليون دولار، أي ما يعادل 15 في المئة من الاقتصاد العالمي، ويساهم ب28 في المئة من نمو الاقتصاد العالمي.وبالأرقام أيضاً، تضاعف نصيب الفرد من الدخل عام 2018، نحو 59,2 مرة مقارنة بعام 1949 ، وبلغ الدخل القومي الإجمالي 9732 دولاراً .ليست الأرقام تفصيلاً في بلد بحجم قارة ويعد مليار و400 مليون نسمة، فهي تحكي قصة نجاح صاروخي لبلد كان فقيراً وصار قوة اقتصادية. ويتداول الصينيون حالياً أن برجاً يرتفع في الصين كل ثلاث دقائق ليعكسوا وتيرة التطور السريع في البلاد. وفي زياراتي لتلك البلاد فهمت أكثر ما يعنيه ديبلوماسيون صينيون عندما يقولون إنهم يكادون لايعرفون مدنهم عندما يعودون اليها. التنقل في بيجينغ العريقة أصلاً هو بمثابة سفر عبر الزمن، والانتقال من شارع إلى آخر ينقلك أحياناً من قرن إلى آخر. لذا ليست تلك المدينة معياراً للنمو الاقتصادي الذي تشهده البلاد. فمن البديهي أن تكون عاصمة عمرها أكثر من 3 الاف سنة، وفيها مقر الحكومة الوطنية منذ أكثر من 800 سنة، بهذه الضخامة. ...