الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كيف يروي مراهقان فرنسيان تجربتهما مع "جبهة النصرة"؟

المصدر: ("الموند"، 12/2/2014)
A+ A-

يواجه مراهقان فرنسيان من تولوز 1 (16 سنة)، والثاني  2 ( 15 سنة)  تهمة انشاء علاقة مع تنظيمات ارهابية، وهما يخضعان للتحقيق من جانب شعبة الاستخبارات الفرنسية الداخلية، بعد ان امضيا 20 يوماً مع مقاتلي "جبهة النصرة" في سوريا. والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يدفع بمراهقَين فرنسيين الى ترك مدرستهما، والذهاب الى سوريا للمشاركة في القتال الى جانب المجموعات الجهادية؟
خلال التحقيق تبيّن ان المراهق الاكبر سناً (1) كان ملتزماً دينياً، وحين كان في سن الرابعة عشر امضى ستة اشهر في مصر حيث تعلم اللغة العربية. ومنذ بدء الحرب في سوريا كان يفكر في الانضمام الى المجاهدين هناك.
بينما تدل تجربة المراهق الاصغر سناً(2) على سرعة تأثره. فقد تحول من تلميذ خجول ومجتهد الى مشروع جهادي، فهو لم يكن يعرف من اركان الدين الإسلامي شيئاً سوى الصلاة والصيام. لكن لقاءه بـ (1) غيره، اذ تعرف من خلاله على الثورات العربية لا سيما الثورة في سوريا. فبدأ بالتردد على المسجد ومشاهدة أفلام اليوتيوب ومناظر تعذيب المدنيين. ووفقاً لما قاله كان يكفي ان يبحث في غوغل تحت كلمتي" القرآن بالفرنسية" كي يجد كل ما هو بحاجة اليه.
في 6 كانون الثاني، بدلاً من ان يذهب المراهقان الى المدرسة توجها نحو المطار. وكان سبق وتعرفا على شخص في سوريا من خلال فايسبوك اقنعهما بالمجيء الى سوريا، وساعدهما على كيفية الوصول الى هناك. في مطلع الشهر الماضي انتقل المراهقان من تولوز الى اسطنبول وبعد ان الغيت رحلتهما الى هاتاي استقلا طائرة متجهة الى أضنة، ومن هناك استقلا باصاً حتى الحدود السورية حيث كانت هناك سيارة في انتظارهما، اقلتهما الى قرية تقع بين إدلب وحلب حيث التقيا اخيراً بالقائد العسكري للثوار الذي شرح لهم المعركة التي تدور بين الجيش السوري الحر والتنظيمات الإسلامية.
حينها شعر المراهقان بالضياع ولم يدركا انهما اصبحا في جبهة النصرة القريبة من القاعدة الا بعد بضعة ايام. هناك التقيا بمقاتلين من جنسيات مختلفة وبعد تدريب على السلاح استمر اسبوعاً نقلا الى إدلب حيث كان هناك عشرات من الاجانب الذين يتحدثون اللغة الفرنسية، كما التقيا بمقاتلين من الشيشان ومن كازاخستان ومن تونس. وبدأ المراهقان يعانيان من صعوبة الحياة ومن النظام الصارم ولاقيا صعوبة في التأقلم مع ظروف الحياة. حينها انهار المراهق الاول (1) بعد ان وجد الجهاديين الفرنسيين أوغاداً ومنحطين، واعتبر الحرب بين تنظيمات المعارضة غير شريفة. من بعدها قرر المراهقان العودة الى فرنسا في 26 كانون الثاني بعد ان امضيا 20 يوماً في سوريا، حيث كانت اجهزة الامن الفرنسية في انتظارهما.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم