الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

"تطهير اتني" في افريقيا الوسطى؟ \r\n

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

توجه وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الى بانغي لتأكيد عزم باريس على العمل لوقف التجاوزات في افريقيا الوسطى المهددة بالتقسيم وتشهد بنظر منظمة العفو الدولية "تطهيرا اتنيا".


فبعد اشهر من اعمال العنف دق الامين العام للامم المتحدة ناقوس الخطر بقوله ان "التعصب الوحشي بدأ يغير ديمغرافية البلاد، وجمهورية افريقيا الوسطى تواجه خطر التقسيم بحكم الأمر الواقع".


في موازاة باشر برنامج الاغذية العالمي "بام" تنظيم جسر جوي بين دوالا بالكاميرون وبانغي لنقل 1800 طن من المواد الغذائية الى 150 الف شخص كما اعلنت هذه الوكالة الاممية.


وقال المتحدث باسم البرنامج الكسي ماسياريلي ان اول طائرة شحن محملة ب80 طنا من الارز حطت بعد الظهر في بانغي، موضحا ان 24 شحنة ستنقل يوميا الى عاصمة افريقيا الوسطى حيث يحتاج 1,3 مليون شخص لمساعدة غذائية، اي ما يعادل ربع سكان البلاد.


واثناء زيارة وزير الدفاع الفرنسي التي تستمر ساعات وتشكل المحطة الاخيرة من جولة قام بها في افريقيا الجنوبية، التقى لودريان الجنود الفرنسيين المشاركين في عملية سانغاريس ثم توجه مع رئيسة جمهورية افريقيا الوسطى الانتقالية كاثرين سامبا بانزا الى بلدة مبايكي على بعد 80 كلم جنوب غرب العاصمة، والتي تشكل مثالا على نزوح المسلمين من مناطق باكملها.


ولم يعد هناك سوى عشرات في مبايكي بعد هرب ما بين الفين وثلاثة الاف برا الاسبوع الماضي كما علم في المكان.


وقال الوزير الفرنسي حينها "يجب ان تتوقف كافة الميليشيات التي ما زالت اليوم تقوم بتجاوزات وعمليات قتل" طالبا من القوات الفرنسية والافريقية في افريقيا الوسطى "تطبيق قرارات الامم المتحدة ولو بالقوة عند الضرورة".


وقد غرقت البلاد في حالة من الفوضى منذ الانقلاب العسكري الذي قاده في اذار 2013 ميشال دجوتوديا زعيم ائتلاف متمردي سيليكا الذي يضم غالبية من المسلمين. واضطر دجوتوديا الذي اصبح رئيسا الى الاستقالة في العاشر من كانون الثاني لعجزه عن منع عمليات القتل بين ائتلاف سيليكا السابق وميليشيات الدفاع الذاتي المعروفة باسم "انتي بالاكا" (ضد السواطير) وغالبية افرادها من المسيحيين.


وتعمل القوات الفرنسية والافريقية "ميسكا" تحت رعاية الامم المتحدة التي منحتها في كانون الاول الماضي تفويضا يجيز لها استخدام القوة في حال واجه السكان المدنيون تهديدا مباشرا.


لكنها لم تتمكن حتى الان من وضع حد لاعمال العنف الدموية والنهب ما ادى الى حركة نزوح كثيفة للمدنيين المسلمين هربا من مناطق كاملة في البلاد بحثا عن ملجأ لاسيما في تشاد والكاميرون المجاورتين.


وتعد ميسكا حاليا 5400 رجل -من اصل 6000 وهو العديد المقرر- وعملية سانغاريس 1600 جندي.


ويترجم هذا التحذير البين تغييرا واضحا في اللهجة منذ بضعة ايام تجاه ميليشيات انتي بالاكا وعصابات النهب التي ما زالت تفلت من العقاب في بانغي.


واعتبرت منظمة العفو الدولية ان تجاوزات هذه الميليشيات بحق المدنيين المسلمين الذين يشكلون اقلية ترقى الى مصاف "التطهير الاتني".


وكتبت العفو الدولية ان جنود القوة الدولية لحفظ السلام لم يتوصلوا الى منع التطهير الاتني للمدنيين المسلمين في غرب جمهورية افريقيا الوسطى"، ودعت المجتمع الدولي "الى الوقوف في وجه سيطرة ميليشيات الانتي بالاكا ونشر قوات بعدد كاف في المدن التي يواجه فيه المسلمون تهديدات".


وذكرت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان حالة بوسيمتيليه (غرب) حيث خلف هجوم نفذه عناصر انتي بالاكا "اكثر من مئة ضحية في صفوف السكان المسلمين" في 18 كانون الثاني.


واضافت العفو الدولية ان "ميليشيات انتي بالاكا تشن هجمات عنيفة بهدف القيام بتطهير اتني للمسلمين في جمهورية افريقيا الوسطى"، وانتقدت "الرد الخجول جدا من المجتمع الدولي" معتبرة ان "القوات الدولية لحفظ السلام تبدو مترددة في مواجهة ميليشيات انتي بالاكا".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم