الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كتب غسان تويني - هديّة العيد لو أراد الرئيس!

غسان تويني
Bookmark
كتب غسان تويني - هديّة العيد لو أراد الرئيس!
كتب غسان تويني - هديّة العيد لو أراد الرئيس!
A+ A-
..."والحكم استمرار. لقد ورثنا عمّن سبقنا أعمالاً ومشاريع، وسأترك بإذن الله لمن سيخلفنا أعمالاً وخططاً. وهناك انتقادات وشكاوى. إن هذا أمر طبيعي ما دام في الناس عقل يفكر ولسان يعبّر".هذا ما قاله الرئيس في مطلع رسالته للوزراء في جلسة مساء أمس. ولكن الانتقاد يكتسب حجماً أكبر من حجمه عندما يصدر عن رئيس الجمهورية بالذات، وفي عيد انتخابه عندما يكون كذلك كلاماً مشفوعاً بالاطمئنان إلى النفس والشعور بالثقة. ويزداد هذا الحجم أهمية ويكتسب أبعاداً ليست للانتقاد العادي عندما يستتبع - ومن جانب الرئيس بالذات - برنامج عمل يقترن بجردة للإنجازات موضوعية واضحة مخلصة.ولكن، ما لنا وللإنجازات، وما لنا وللانتقادات. حسب هذه وتلك، كل الذي قيل في مناسبة المناسبة. ماذا كان يمكن أن يتم عملياً؟كان يمكن، يا فخامة الرئيس، أن تكون هدية العيد حكومة جديدة.لا لأن "حكومة كل لبنان" قد فشلت في كل شيء، بما في ذلك تمثيل "كل لبنان"، ووزراؤها بالكاد يمثلون زعماءهم، فكيف بتمثيل القاعدة، بل القواعد الشعبية؟إنما لحاجة لبنان، كل لبنان، إلى الجديد في الحكم، رجالاً ونهجاً، لحاجة لبنان إلى ذلك، ولأن اللبنانيين، كل اللبنانيين، من أصغر مواطن إلى أكبر مواطن، قد تعبوا من الحكم التقليدي إلى حد يقارب اليأس، وهم يتوقون إلى نهج ورجال يعيدون إليهم ثقتهم بالدولة والوطن، فضلاً عن الاطمئنان الضائع إلى أبسط قواعد السلامة والأمن.عملياً، كيف تكون الحكومة؟أولاً: في الرئاسة:في الجو الذي نعيش، والقضية الطائفية في لبنان كالنار تحت الرماد، فضلاً عن كونها مطروحة من حولنا، بل في العالم أجمع، من الخطأ محاولة اختراع رئيس وزراء أو استنباط رجل للمركز لا تتوافر فيه الصفة التمثيلية التي تمكّنه من المشاركة الحقيقية في تحمل التبعات التي يلقيها الدستور غير المكتوب على عاتقه.والنهج الديموقراطي في هذا الصدد يفرض - حتى لا نخترع اصطناعاً ولا نستنبط اعتباطاً - أحد اختيارين: إما شخصية تقليدية قوية تؤمّن للحكم "تغطية" جماعتها تغطية صحبة سليمة، وإما شخصية حديثة متسمة بالصفة التمثيلية للجماعة، بحيث تجد في صفتها هذه تعويضاً لحداثتها وضمانة ضد المزايدات.ثانياً: في التأليف:لقد درج الرؤساء على تأليف الحكومة من الوزراء الذين لا بد من توزيرهم لسبب أو لآخر، ثم توزيع الحقائب عليهم بالتي هي أحسن، إلى حدّ الاضطرار أحياناً إلى استحداث حقائب جديدة، حتى إذا ما نفدت هذه، أُنشئت وزارات الدولة للوزراء الذين لا عمل دائماً لهم!والحاجة الآن هي إلى عكس القاعدة، الحاجة إلى وضع جدول بالقضايا المطروحة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم