الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - إنحطاط الديموقراطية اللبنانية وضرورات تجديدها

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - إنحطاط الديموقراطية اللبنانية وضرورات تجديدها
أرشيف "النهار" - إنحطاط الديموقراطية اللبنانية وضرورات تجديدها
A+ A-
نستعيد في #نهار_من_الأرشيف مقالاً كتبه سليمان تقي الدين في "النهار" بتاريخ 23 آذار 1995، حمل عنوان "إنحطاط الديموقراطية اللبنانية وضرورات تجديدها".لم تكن الديموقراطية يوماً من الايام خالصة وصافية وعلى خير ما يرام. ولعلها كانت ديموقراطية الضرورة اكثر منها ديموقراطية الاختيار. لقد انبثقت عن تنوّع طائفي غير قابل للاختزال سياسياً. في الخمسينات، يوم كانت صورة لبنان تبدو فريدة في محيط تسوده الانقلابات والحكومات العسكرية، وضع الاستاذ غسّان تويني الديموقراطية اللبنانية "على المحك" فوجدها "وهماً لا حقيقة"، لانها مسروجة الى الطائفية والعشائرية. ودعا الى اتحاد الجيل الجديد ضد الجيل القديم من اجل التغيير. كانت الديموقراطية في لبنان في يد حفنةٍ من العائلات النافذة تتداول السلطة، وفي ما بينها نوع من التوافق الضمني على مشاركة الحزبيات التقليدية. فلم يكن في الحياة السياسية احتكار، بل ان اقطاب الطوائف سمحوا تدريجاً بتوسيع رقعة التمثيل السياسي وافسحوا المجال للقوى الاقتصادية الحديثة ولسلطة المال ان تتمثل مباشرة على لوائحهم وكذلك لممثلي الطبقة الوسطى ورموزها من اصحاب المهن الحرّة. وفي الستينات فتحت الشهابية الباب واسعاً امام تمثيل النخب الحديثة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فعزّزت من الطابع التمثيلي الشمولي لمجلس النواب ومواكبة اتساع حجم الطبقة الوسطى ودورها وقد كانت ركيزة الاستقرار الاجتماعي والسياسي. ثم كان الانقلاب المسلّح على التجربة اللبنانية، يغذّيه انقلاب في الحياة الاجتماعية كسر الكثير من الامتيازات السابقة وبدّل الكثير من التوازنات وترافق مع عواصف سياسية اجتاحت المنطقة، واشاعت اجواء القلق من زعزعة النظام الاقليمي والمحلّي، فتصاعد العنف في الخطاب السياسي واستُحضرت له كل القيم والمفاهيم العصبية، وباتت الحياة السياسية تتجه اسيرة التكتل والتعصب والانغلاق بدلاً من الحوار واخذت المؤسسات تتفكك تحت وطأة التجاذبات المتطرفة لشعارات الخوف والحرمان. وفعلت الحرب فعلها على مدى عقدين من الزمن فانقرضت سلالة البيوتات السياسية او انحطت مكانتها ليحل محلها اقطاب الحزبيات التي تصدّرت الدفاع عن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم