السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - الأغنياء والفقراء

المصدر: "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - الأغنياء والفقراء
أرشيف "النهار" - الأغنياء والفقراء
A+ A-
نستعيد في #نهار_من_الأرشيف مقالاً كتبه المطران جورج خضر في 7 كانون الثاني 1995، حمل عنوان "الأغنياء والفقراء".اقمنا امس عيد الغطاس في الكنائس ذكرى لاصطباغ السيد في نهر الاردن والصبغة عندنا هي صورة للموت الذي تطوع له المعلم حبا وبعد اتمام رمز الاستغراق في المياه اعلنه الله ابنا حبيبا. وهكذا كل من دعي الى الحب لا يحققه الا اذا فَنِيَ فيه شغفا واخلاصا. انت تحب اذا كنت لا تملك احدا ولا تملك شيئاً. اذ ذاك يعشقك ربك "ويقبلك قبلات فيه". واذا غرقت في مياه هذا الفناء تطلع ضوءا، قامة ضوء يتلاشى امامها في عيني الله كل من حسب نفسه شيئا لكونه غطى عراءه بحجب الزيف. واما من تعرى من كذب الدنيا فيجعله الله في مدى عينيه كما يقول الشاعر ريمون عازار ويسكب عليه دفء انعطافه. وعندما نسمي الغطاس عيد الظهور الالهي في المصطلح الكنسي نكاد نذكر ان الآب والروح لم يظهرا على الابن المتجسد الا من بعد خروجه من الماء اي من بعد تحقيق تواضعه بما يشبه الموت واننا في تفسير دقيق للنصوص لن نستطيع ان نسبر اغوار كلام الاب: "انت ابني الحبيب الذي به سررت". هل يعني هذا مجرد كشف لبنوة المسيح الازلية ام يعني انه امسى ابن البشر المختار - ولفظة المختار واردة عند مرقس - ام يعنيهما كليهيما بسبب من هذا التوافق السري او التداخل بين البنوة الالهية والبنوة الناسوتية. مهما يكن من امر هذا التساؤل الشرعي يبقى ان ثمة بنوة بالآلام وان الذي طلع من الماء هو اياه الذي سوف يصعد الى الصليب ومنه الى المجد. ما قلت هذا الا لاوحي بأن هذا العيد العميقة معانيه انما هو عيد لفقراء الارض الذين لم يتطوعوا للموت ولكن اغرقهم فيه جشع المستولين على الدنيا. والصائرون الى الموت أحبة يسوع الناصري لأنهم وحدهم شركاؤه في الشقاء. هؤلاء يستطيع عظماء الدنيا انقاذهم من الغرق. ومضت الفا سنة وقلة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم