الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

العراق: آلاف يخرجون في موكب تشييع ضخم بالناصرية... عدد قتلى الاحتجاجات يرتفع إلى 25

المصدر: "أ ف ب"
العراق: آلاف يخرجون في موكب تشييع ضخم بالناصرية... عدد قتلى الاحتجاجات يرتفع إلى 25
العراق: آلاف يخرجون في موكب تشييع ضخم بالناصرية... عدد قتلى الاحتجاجات يرتفع إلى 25
A+ A-

شهدت مدينة #الناصرية مواجهات دموية بين المتظاهرين وقوات الامن العراقية، سقط خلالها 25 قتيلا بين المتظاهرين الذين شيعوا جثامين الضحايا، متحدين حظر التجوال الذي فرضته السلطات.

ويأتي ذلك غداة قيام متظاهرين باضرام النار في القنصلية الايرانية في مدينة النجف الشيعية المقدسة لدى الشيعة.

وبدأ إطلاق النار منذ الصباح الباكر في الناصرية، وأدى الى مقتل 25 شخصا واصابة أكثر من 200 آخرين بجروح وفق مصادر طبية، عند محاولة القوات الامنية تفريق التظاهرات.

وعلى اثر الأحداث الدامية، قرر رئيس الوزراء اقالة القائد العسكري الفريق جميل الشمري بعد ساعات من تعيينه مسؤولا عسكريا على هذه المدينة التي تشهد منذ ايام احتجاجات متواصلة.

وشيع المتظاهرون الغاضبون جثامين الضحايا، بعد ان تمكنوا من اضرام النيران بمقر قيادة الشرطة والسيطرة على جسرين رئيسيين.

وقد شارك آلاف الاشخاص الخميس في موكب تشييع ضخم في وسط الناصرية، رغم حظر التجول الذي فرض فيها قبل ساعات، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

بعد ذلك، حاصر المتظاهرون المقر العسكري الرئيسي في وقت انتشر أفراد مسلحون من أبناء القبائل المؤثرة في المنطقة على طول الطرق السريعة الرئيسية لمنع وصول تعزيزات عسكرية إلى المدينة.

وتأتي عملية القمع الواسعة التي شهدتها هذه المدينة مسقط رئيس رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بعد ساعات من اعلان تشكيل خلية أزمة عسكرية في المحافظات الجنوبية المنتفضة لإدارة الملف الأمني فيها، واستعادة النظام.

وتسلم الفريق جميل الشمري الذي كان قائدا لعمليات البصرة خلال تظاهرات صيف 2018 الدامية، مسؤولية الملف الامني في الناصرية.

وكان محافظ ذي قار عادل الدخيلي طالب رئيس الوزراء بابعاد الفريق جميل الشمري لإخلاله بأمن المحافظة، كما دعا الى "تشكيل لجنة تحقيق ومعاقبة كل من تسبب بسقوط دماء أبناء المحافظة".

وفي واحدة من أكثر دول العالم ثراءً بالنفط ومن أكثرها فسادًا، يطالب المحتجون منذ الأول من تشرين الأول، بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل طبقتهم الحاكمة التي يعتبرونها فاسدة. كذلك، يهاجم متظاهرون إيران التي يتهمونها بدعم الحكومة والطبقة السياسية.

وارتفعت حصيلة الضحايا في هذه التظاهرات منذ أوائل تشرين الأول إلى نحو 370 قتيلاً وأكثر من 15 الف جريح، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس، بينما لا تصدر السلطات أرقاما محدثة أو دقيقة.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن عناصر أمن انتشروا في محيط الناصرية، حيث نفذوا عمليات تفتيش لجميع السيارات والأشخاص الذين يحاولون الدخول.

ويقوم المحتجون بإحراق الإطارات وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على القوات العراقية التي ترد عليهم بقنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي وحي.

واندلعت الصدامات الأخيرة الخميس قرب ساحة الاحتجاج في الناصرية حيث قامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين وطردهم من جسرين رئيسيين كانوا يحتلونهما منذ أيام.

وبحسب شهود، فان المتظاهرين الغاضبين أضرموا النار، كذلك في فوج المهمات الخاصة بعد سقوط قتلى بين صفوفهم.

وبعد ساعات، أعلنت السلطات المحلية حظر تجول. وشوهدت تعزيزات عسكرية منتشرة حول أطراف المدينة فيما كان يجري تفتيش جميع السيارات والأشخاص الذين يسعون للدخول، على ما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.

وقامت السلطات باتخاذ خطوة مشابهة في مدينة النجف المقدّسة لدى الشيعة، حيث أحرق المتظاهرون القنصلية الإيرانية خلال الليل.

وقال مراسل فرانس برس ان شوارع النجف شبه مقفرة صباح الخميس، اثر الحظر المفروض فيما اعلنت الادارة المحلية عطلة رسمية للموظفين.

من جهة اخرى، طالبت إيران العراق الخميس باتخاذ "اجراءات حازمة ومؤثرة" ضد "العناصر المعتدية" على قنصليتها في مدينة النجف الشيعية المقدسة.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي "استنكاره الاعتداء" على القنصلية الإيرانية، موضحة أنه "تم ابلاغ السفير العراقي في طهران رسميا بشان احتجاج ايران الشديد في هذا الخصوص".

في وقت متأخر من ليل الاربعاء، أحرق متظاهرون اطارات واشياء أخرى، ما تسبب بسحب دخان، حسبما افاد مراسل فرانس برس.

وقبل ذلك، اقتحم المتظاهرون المبنى الذي أخلي من موظفيه الديبلوماسيين مسبقا، وسط هتافات "ايران بره بره، بغداد تبقى حرة".

وتعرضت القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء المقدسة في العراق في وقت سابق من هذا الشهر لهجوم مماثل من قبل المحتجين. لكن قوات الامن المسؤولة عن حمايتها أطلقت النار عليهم، ما أسفر عن مقتل أربعة منهم.

وتربط إيران والعراق علاقات وثيقة لكن معقدة. فقد تواجه البلدان في حرب مدمرة بين عامي 1980 و1988. لكن إيران لديها الآن نفوذ كبير بين القادة السياسيين والعسكريين العراقيين.

وعقد قائد فيلق القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني، المسؤول عن الملف العراقي، اجتماعات عدة في بغداد والنجف لإقناع الفصائل السياسية برص الصفوف ودعم حكومة عبد المهدي.

وقد مهدت تلك الاجتماعات في السابق الطريق لقمع محدود للتظاهرات في بغداد والجنوب.

يبدو أن الرد الأمني الخميس كان منسقًا في جميع المحافظات التي تشهد تظاهرات. فقد أعلنت القيادة العسكرية أنه "تم إنشاء خلية ازمة تحت إشراف المحافظين" من أجل "فرض الأمن واستعادة النظام".

وفي مدينة كربلاء الواقعة على بعد 100 كلم جنوب بغداد، اندلعت اشتباكات بين مجموعة تضم نحو 200 متظاهر مع قوات الشرطة قرب مقر الحكومة المحلية.

الى ذلك، واصل المتظاهرون اعتصاماتهم في الكوت والعمارة والحلة - جنوب العاصمة - وسط اجراءات امنية غير مسبوقة.

وفي مدينة البصرة الغنية بالنفط ، أعيد فتح معظم الدوائر الحكومية لكن ظلت ابواب المدارس مع انتشار قوات الأمن في الشوارع.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم