الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

صندوق النقد الدولي أو "غودو"... مَن الأفضل لإنقاذ الوضع الاقتصادي في لبنان؟

صائب الزين
Bookmark
صندوق النقد الدولي أو "غودو"... مَن الأفضل لإنقاذ الوضع الاقتصادي في لبنان؟
صندوق النقد الدولي أو "غودو"... مَن الأفضل لإنقاذ الوضع الاقتصادي في لبنان؟
A+ A-
صندوق النقد الدولي هو الحل الأفضل للبنان، لأن انتظار "غودو" سيطول ويطول في حين أن الوقت يداهمنا في مواجهة هذا التوقف الاقتصادي المفاجئ (Sudden Stop) الذي يعاني منه لبنان راهناً. وانطلاقاً من تجربتي، تُعلّل ثلاثة أسباب رئيسية الحاجة إلى صندوق النقد الدولي. أولاً، ليست للبنان، على ما يبدو، خطة مقترَحة للخروج من المأزق الاقتصادي الراهن. ثانياً، تفتقر البلاد إلى الآلية والخبرات الضرورية لتطبيق إجراءات من أجل تحقيق المعافاة الاقتصادية. ثالثاً، سوف يُضفي صندوق النقد الدولي صدقيةً على عملية النهوض الاقتصادي بما يساهم في تعزيز حظوظها بالنجاح.لقد صرّح المسؤولون اللبنانيون أن ودائعنا بأمان، وعملتنا الوطنية تحت السيطرة، وأنه يجري العمل على إيجاد معالجات للعجز المالي. وأشاروا إلى أننا نمرّ بأوقات عصيبة جداً، وأنه سوف تتم تلبية مطالب المتظاهرين. لكنني أيقنتُ، على مدار الأعوام الثلاثين الماضية، أن المسؤولين في لبنان متمرسون في إطلاق الوعود وتبشيرنا بـ"غودو" الذي لن يظهر أبداً.فكيف هي إذاً الأوضاع الاقتصادية في المرحلة الراهنة؟ لقد انخفضت قيمة الليرة اللبنانية بنسبة 20 في المئة في السوق الحرة والمفتوحة، وباتت ودائعنا بالدولار الأميركي مقيّدة وغير متاحة لسحبها بحرية تامة، ويكاد يتعذّر علينا تحويل أموال إلى خارج لبنان، وخُفِّضت التسهيلات الائتمانية أو أُلغَيت، وعمدت المصارف إلى خفض حجم القروض التي تمنحها للقطاع الخاص اعتباراً من مطلع عام 2019، وصولاً إلى التوقف عن إعطاء القروض بمعظم أنواعها قبل أسابيع قليلة. وهذا الوضع ينطوي على مخاطر جمّة ويُسمّى، في اللغة الاقتصادية، التوقف الاقتصادي المفاجئ Sudden Stop. والمقصود بذلك هو توقّف فجائي في النشاط الاقتصادي، فمعظم الشركات والأفراد يقترضون عادةً لتمويل عملياتهم اليومية ونفقاتهم واستثماراتهم، وفجأةً خُفِّضت خطوطهم الائتمانية أو أُلغَيت. ونظراً إلى الأثر النقدي المضاعَف لهذا التوقف المفاجئ في القروض المصرفية، يُتوقَّع أن يُفضي ذلك إلى انكماش كبير في الاقتصاد اللبناني في غضون شهر إلى اثنَي عشر شهراً. وهذا بدوره قد يؤدّي إلى ارتفاع في نسبة البطالة في القطاع الخاص، وتراجع حاد في الإنفاق على الاستثمار...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم