الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لبنان الأول في سرطان البروستات في المنطقة... العلاجات الحديثة بين الشفاء وإطالة مدة الحياة

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
لبنان الأول في سرطان البروستات في المنطقة... العلاجات الحديثة بين الشفاء وإطالة مدة الحياة
لبنان الأول في سرطان البروستات في المنطقة... العلاجات الحديثة بين الشفاء وإطالة مدة الحياة
A+ A-

يعتبر سرطان البروستات الأكثر شيوعاً عند الرجال ويحتل المرتبة الأولى في المنطقة لأسباب عدّة أهمها الكشف المبكر وإجراء الفحوصات واقبال المرضى من الدول العربية الى لبنان للمتابعة والعلاج.

تشارك الجامعة الأميركية في بيروت في دراسة دولية (اميركا- أوستراليا- انكلترا) حول تأثير التحولات الجينية في الإصابة بسرطان البروستات، وهي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، حيث نراقب الرجال بمختلف الأعمار ونجري لهم فحص اللعاب ونرسلها الى مختبر الجينات لمعرفة مدى وجود أسباب جينية مسؤولة عن الإصابة بهذا النوع من السرطان" وفق ما كشفته اختصاصية في علم الأورام الخبيثة في الجامعة الأميركية في بيروت وأستاذة مساعدة الدكتورة ديبورا مخرجي في حديثها لـ"النهار".

وكما أظهرت بعض الدراسات دور الجينات (خلل في الجينات BRCA 2) في الإصابة بسرطان الثدي، كذلك الأمر بالنسبة الى سرطان البروستات ومخاطر ارتفاع الاصابة به نتيجة الخلل في الجينات. وبالرغم من ذلك، تعطي العلاجات الحديثة أملاً جديداً لاسيما بالنسبة للأشخاص الذين لديهم خلل في الجين BRCA2.

برأي ديبورا "أظهرت بعض العلاجات الحديثة في سرطان البروستات نتائج إيجابية ومبشرة، وخاصة عند المرضى بمراحل متقدمة أو يعانون من خلل في الجينات. وأهم هذه العلاجات:

* العلاج المهدف (target therapy) : يكون العلاج عبر التوجه الى الورم مباشرة

* علاج PARP inhibitors الذي يُعتمد أيضاً في علاج سرطان المبيض والذي يعطي نتائج ايجابية وجيدة عند المرضى الذين لديخم خلل في الجينات.

وتجدر الاشارة الى أن فحص الجينات يعتبر اليوم أساسياً وركيزة مهمة للكشف المبكر عن السرطان أو في العلاج.

ويلعب العامل الوراثي، كما في حالات السرطان الأخرى، دوراً مهماً في احتمال الإصابة بسرطان البروستات، وبالتالي وجود تاريخ عائلي في الاصابة يدفعنا الى اجراء فحوصات مبكرة ( بسن الأربعين) مقارنة بالرجال الذين ليس لديهم تاريخ وراثي في السرطان (في سن الخمسين). ويبقى الأهم أن نعرف أن فحص PSA (اختبار للكشف عن مستوى بروتين تُنتجه غدة البروستات) يُجرى بعد مناقشة مع الطبيب الذي يقرر ضرورة إجرائه من عدمه وفق حالة كل مريض وعمره...

لكن ما هي الفحوصات التي يجب اجراؤها للرجل للتأكد من اصابته بسرطان البروستات؟

تشير ديبورا الى أن "أهم الفحوصات التي من شأنها اكتشاف سرطان البروستات قبل ظهور أي من الأعراض:

* فحص مستضد PSA (البروستات النوعي في الدم) : مادة تنتجها البروستات لها علاقة بامراض البروستات، وفي حال كانت المستويات عالية قد يكون ذلك علامة لسرطان البروستات.

* فحص المستقيم: يقوم الطبيب بفحص البروستات عبر جدار المستقيم والتحقق من عدم وجود أي علامات غير اعتيادية في حجمه، بنيته وشكله.

لذلك كلما اكتشفنا السرطان في وقت باكر كلما كانت فرص العلاج والشفاء أفضل.

وحسب ديبورا أن "سرطان البروستات قد لا يُسبب أية عوارض في مراحله الأولى، وقد تزداد العوارض عادة حين يكون السرطان متقدماً وأهمها:

- صعوبة في التبول

- ضعف أو انقطاع في تدفق البول

- عدم استطاعتك إفراغ المثانة تماماً

- حاجة فجائية للتبوّل

- حاجة متكررة للتبول خصوصاً في الليل

- ألم أو شعور بالحرقة لدى التبول

- دم في البول أو في السائل المنوي

- ألم في الظهر أو الوركين أو الحوض

سرطان البروستات بمراحله

تشدد ديبورا على أهمية أن نعرف أن لكل مرحلة علاجها الخاص وتختلف حسب نوع الورم وعمر المريض وحالته، ويمكن تقسيمه وفق الآتي:

- في المرحلة الأولى المراقبة الدقيقة:

هناك عدة انواع من الورم، لذلك في حال كان الورم بطيئاً وغير عنيف، لن يُشكّل الورم خطراً ونكتفي بمراقبته كل 6 أشهر ونجري فحص الخزعة كل سنة. اذا كان الورم على حاله ولم نشهد اي تغيّر او انتشار نكتفي عندها بالمراقبة والمتابعة فقط.

- في المرحلة الثانية او المتوسطة نكون أمام خيارين:

* الجراحة: تُجرى عندما يكون السرطان محصوراً فقط في البروستات ويتمّ الاستئصال الجذري للبروستات، القنوات المنوية وأحياناً بعض الأنسجة المجاورة.

* الاستئصال الجذري للبروستات بمساعدة الروبوت: وتُجرى عبر ثقوب صغيرة وأدوات روبوتية دقيقة يتحكم بها الجراح للحصول على أفضل النتائج.

أما في حال كان مكان الورم دقيقاً وانتشاره محدوداً يكون الحل من خلال:

- العلاج الشعاعي بهدف تدمير خلايا السرطان ووقف نموها.

- العلاج الهرموني بالإضافة الى الجراحة: يعمل على منع عمل الهرمونات الذكرية، التستوستيرون التي من شانها أن تُسبب نمو السرطان.

- العلاج الكيميائي

- العلاج المناعي : 5% من مرضى سرطان البروستات يستفيدون على هذا العلاج خاصة عند الذين يعانون من خلل متعدد في الجينات.

أما بالنسبة الى المرحلة المتقدمة حيث يكون الورم أكثر انتشاراً ، نلجأ عادة الى المزج في العلاجات بين العلاج المناعي والكيميائي او العلاج الشعاعي. وتختلف طريقة العلاج ونوعه حسب كل مرحلة وحدّة الورم وغيرها من العوامل التي تقرر نوع العلاج وفق كل مريض مثل فحص الخزعة وفحص العظام ونتائح Pet Scan.

ومن المهم أن نشير الى أنه بالرغم من انتشار السرطان نجحت العلاجات في تمديد فترة الحياة عند المريض لسنوات حتى في المراحل المتقدمة.

وتضيف ديبورا "أن الضجة التي أحدثها التشخيص والعلاج بالمواد المشعّة كانت عند دخولنا في سرطان البروستات. أن علاج سرطان البروستات يكون عادة بالجراحة ليُستكمل في ما بعد بالعلاج الهرموني او الكيميائي. أما في حال أصبحت الخلية مقاومة لهذه العلاجات، فنلجأ عندها الى العلاج بالمواد الذرية الذي يخفف أوجاع المريض ويحسّن حالته الى درجة كبيرة.

أحياناً لا يتجاوب المريض مع مادة "ليتسيوم" الشعاعية، ليكون الخيار الثاني أمامه مادة الأكتينيوم الشعاعية، وهي مادة أقوى من الليتسيوم. ومن إيجابيات هذا العلاج ان آثاره الجانبية ضئيلة جداً، ويستعيد المريض حياته الطبيعية في شكل سريع ولديه القدرة على تحمل هذا العلاج مقارنة بالعلاجات الأخرى".

تختلف طريقة التعامل مع السرطان عما كان سابقاً، نلجأ اليوم الى التعامل معه على أنه سرطان عنيف من خلال اعطاء بعض العلاجات حتى لو لم يكن كذلك، وهذا ما يجعلنا نسيطر عليه وننقذ حياة المريض.

ولكن ماذا عن الأسباب؟ تؤكد ديبورا أن الأسباب ما زالت مجهولة لكن يلعب العامل الوراثي والخلل الجيني دوراً في زيادة مخاطر الإصابة بسرطان البروستات، بالإضافة الى بعض العوامل التي تزيد من نسبة مخاطر الإصابة ومنها:

* التقدم في السنّ : يعتبر سرطان البروستات أكثر شيوعاً بعد عمر الـ50.

* البدانة: تزيد من خطر الإصابة

* التدخين

* الحمية الغذائية والتركيز على اللحمة الحمراء ومشتقات الحليب العالية الدسم مقابل كميات قليلة من الفواكه والخضار.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم