أيّة حكومة بعد استنكاف الحريري؟

خطران يهدّدان الحراك الشعبي الذي سجّل علامة منيرة في سماء لبنان: التوتّرات المذهبية المصطنعة واستعمال العنف الهمجي ضد الثوّار السلميين الآمنين.هذه "الثورة" المشرّفة التي تألقت وانتشرت في كل مناطق لبنان، حرامٌ إحباطها قبل تحقيق مكاسب للبنان واللبنانيين. فهي، وإنْ كانت غير كافية لتغيير النظام الطائفي الرديء، تستطيع فرض إصلاحات موضعية تحسّن أداء النظام وتخفّف منسوب الفساد الذي يخنق البلاد. قد تكون موجات العنف الليلية انعكاسا للخلافات حول تشكيل الحكومة، وهذا يخالف المنطق والحسّ السليم. فالحكومة الجديدة هي حكومة استثنائية لمرحلة لا سابق لها في تاريخ الدولة اللبنانية، ولا يجوز أن يخضع تشكيلها للمناورات التقليدية التي ترافق عادة تشكيل الحكومات. إنها حكومة المهمّات الصعبة، بل البالغة الصعوبة، التي يقع على عاتقها إعادة تأسيس الاقتصاد اللبناني وانتشاله من المصير البائس الذي وصل إليه. فالكثير من اللبنانيين لم يستوعبوا بعد الدرك الذي انحدرت إليه البلاد، ومعظمهم لا يزال يعيش في زمن أصبح في...