المركب اللبناني يغرق والركاب يتقاتلون على "جنس الحكومة". هل تكون حكومة تكنوقراط مكونة من خبراء أو أهل اختصاص، أم تكنوسياسية، أي حكومة سياسية ولو بوجوه مختلفة تمثل الأطراف السياسيين أنفسهم "مطعّمة" بخبراء وهو ما يسميه البعض عملية تجميل لحكومة سياسية تقليدية؟يمر الوقت ونشهد مزيداً من الانهيار الاقتصادي والمالي والتأزّم السياسي الذاهب بنا بسرعة نحو الهاوية. وإذ يدرك الجميع ويردّد ويحذر ان عنصر الوقت أساسي، يبقى هذا العنصر مغيّباً أمام حسابات الصراع السياسي الذي انفجر بشدة عبر كيل الاتهامات المتبادلة بالتسييس: طرف يتهم الآخر بمحاولة ركوب موجة الحراك لتغيير المعادلة السياسية التي تحكم لبنان وذلك لمصلحة "الحليف الغربي" في صراعه مع إيران، والطرف المواجه يتهم جماعة السلطة الفعلية بأنهم يدّعون تأييد الحراك في أهدافه الاقتصادية لكنهم يعطون الأولوية القصوى للحفاظ على المعادلة السياسية القائمة والحاكمة وعدم المساس بها خدمة لمصالح "الحليف الإقليمي".فلبنان يبقى "ورقة" في الصراع المحتدم والممتدّ في المشرق وتحديداً حول سوريا. الخطر الجديد أو العائد من بعيد الذي يهدد بأزمة نظام مفتوحة، من مظاهرها شلل السلطة وعدم تشكيل حكومة "ميثاقية" تحظى بتوافق بين ممثلي المكونات اللبنانية كافة، يتعلق بالاتهامات المتبادلة بالمسّ بقواعد وأسس النظام والدستور والميثاقية التي تعني التشاركية بين المكونات المذهبية الرئيسية. وقد ازداد التراشق حول تطبيق اتفاق...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول