الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

المشهد بعد انتهاء "معركة" الرينغ والأضرار في الممتلكات (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
المشهد بعد انتهاء "معركة" الرينغ والأضرار في الممتلكات (صور وفيديو)
المشهد بعد انتهاء "معركة" الرينغ والأضرار في الممتلكات (صور وفيديو)
A+ A-

جولة جديدة من المعارك بين المحتجين على إغلاق جسر الرينغ والمتظاهرين انتهت عند ساعات الفجر، بعد اشتباكات وتضارب بالحجارة والعصي، أسفرت عن عدد من الجرحى وخسائر مادية في الممتلكات الخاصة والعامة، قبل أن تعمل القوى الأمنية على تفريق الطرفين بإطلاق القنابل المسيلة للدموع... ضُبط الشارع ليتكشّف عند الصباح المشهد المروّع لا سيما في شوارع الصيفي التي دفعت الثمن الأكبر من أعمال التخريب، في حين تم تكسير بعض الخيم في ساحة رياض الصلح ومقابل مبنى اللعازرية.

الشرارة الأولى

الإشكال بدأ على جسر الرينغ، كما قال أحد المتوجودين حينها، رائد زيادة، والذي كان جالساً في الصباح داخل خيمة مقابل مبنى اللعازرية يحتسي القهوة مع زملائه: "بعد وقت قصير من إغلاق الطريق، حضر عدد من الشبان على دراجات نارية هتفوا للأمين العام لـ"حزب الله"، طلبتُ ممن معي من الثوار عدم إطلاق الشتائم، وإذ فجأة يقوم أحد المتظاهرين معنا بشتم السيد نصر الله، عندها حضر الدعم لأصحاب الدراجات الذين هاجمونا، لم يكن عددنا كبيراً، الأمر الذي اضطر بعضنا الى الفرار قبل وصول عناصر مكافحة الشغب"، لافتاً: "أنا من الشمال، أقصد بيروت كل نهار جمعة لتمضية نهاية الاسبوع مع الثوار الحقيقيين وليس المندسين"، وعما إن كان يخشى على نفسه من أن يصيبه مكروه، أجاب: "من وضع الروح وحده من ينتزعها".

ويقول أحد المتظاهرين أيضاً، إنّ "الشتم لم يكن مخططاً له ولا هو من شيم المنتفضين الذين تعرضوا لوابل من الحجارة والشتائم"، معتبراً أن ما جرى "مدبرٌ من قيادتي حركة أمل وحزب الله بهدف توجيه رسالة الى الداخل والخارج، فلم يكن قد مضى وقت طويل على وجودنا على جسر الرينغ حتى هاجمونا بطريقة منظمة".

لملمة آثار المعركة

على وقع هتافات الثورة والهتافات الحزبية والطائفية حصلت حالات الكرّ والفرّ والاعتداءات، ومع وصول الدعم للطرفين سواء على دراجات نارية أو سيراً على الأقدام تأججت المعركة قبل أن تنتهي ليبقى احتمال تكرار المشهد حاضراً بقوة. وإذا كانت الحركة عادت الى طبيعتها عند جسر الرينغ الذي فُتح من الجهتين بعد تنظيفه من الحجارة، "سلاح المعركة" الأساسي، فإن شوارع الصيفي التي شكلت نقطة للمحتجين للالتفاف على المتظاهرين في محاولة لاختراق الحاجز البشري للقوى الأمنية، لا تزال تلملم آثار المعركة التي كلفتها خسائر مادية باهظة. زجاج واجهات المحلات والسيارات كانت لا تزال عند ساعات الصباح الأولى متناثرة على الطريق، أصحاب الأرزاق نزلوا لمعاينة الأضرار، وأبناء المنطقة في حالة من الغضب على الهجوم العنيف الذي فاجأهم من قبل المحتجين الذين لم يغادروا المكان قبل طبع بصمتهم على الجدران بعبارات مؤدية لأمين عام "حزب الله" ورئيس مجلس النواب.



مشهد مروّع

المشهد في شارع الصيفي يتحدّث عن نفسه؛ أمام أحد المطاعم وقف مالكه نبيل أبو نصر الذي قال: "المطعم يستأجره شاب إيطالي، تم كسر زجاجه وسرقة صندوقه المالي ودفتر الشيكات، لا بل أراد المحتجون إفراغه من المشروبات الروحية تحت حجة أنها محرمة"، وأضاف: "حاولت الاتصال بشباب من حركة أمل من دون أن يجيب أحد، ولم ينتهِ الامر إلا بدفعي مئتي دولار لشابين من المهاجمين كي يطلبا ممن معهما التوقف عن اعتدائهم"، لافتاً الى أنه "لم يسلم زجاج سيارة في الشارع من حجارتهم، حتى تلك المركونة في مداخل الأبنية".

صور مشابهة

أمام حضانه للأطفال، وقف مالكها هاني مراد الذي لم يكن على علم بالمعركة التي دارت الى أن استيقظ صباحاً، وقال: "اطلعت على الكارثة، لأقصد المكان وأجد زجاج الحضانه قد كسر"، مؤكداً "من قام بهذا العمل لا يمكن أن يكون لبنانياً". كما وقفت بولا أمام محل للأخشاب والديكور كُسر زجاجه هو الآخر، مشيرة الى أن " الانفلات الأمني حصل من قبل الطرفين، نحمد الله أن القوى الأمنية كانت موجودة، كي لا نصل الى الفوضى الدموية"، وتساءلت "ما الذنب الذي ارتكبه أصحاب الأملاك كي يدفعوا الثمن؟ أرزاق المواطنين ليست مستباحة، وكان من المفترض على الزعماء المطالبة بإيقاف المهزلة".


خشية تتجاوز الممتلكات

الى جانب شركة شحن في احد شوارع الصيفي وقف بعض الموظفين حيث عبروا عن صدمتهم من الاضرار التي طالت المكان، احدهم (رفض الافصاح عن اسمه) قال: "انا من الطائفة الشيعية، لا ارضى بما حصل، وقد تفاجأت بالوضع، اشعر وكأن حرباً عالمية طالت المكان" واضاف: "ليست هكذا تكون الحضارة، اذ يمكن المحتجين التعبير عن رفضهم بقطع الطرق من خلال مظاهرة سلمية، وما حصل من قبلهم يشير الى حقد كبير، على الرغم من اننا نطالب بحقوق جميع اللبنانيين، وبعد الذي حصل لم نعد نخشى على الممتلكات بل على انفسنا".



توقع تكرار المشهد

من الصيفي الى رياض الصلح حيث وصل المحتجون بعد منتصف الليل وقاموا بتكسير خيميتين، الهدوء يسيطر على المكان وكأنه هدوء ما قبل العاصفة، وعلى بعد امتار امام مبنى اللعازرية جلس وسام الخضري مع زملائه من المتظاهرين يحتسون القهوة بعد ليل عصيب حيث شرح: "تمكن المحتجون من الوصول الى هنا، رشقونا بالحجارة، كسروا بعض الخيم كما احرقوا سيارة وكسروا زجاج اخرى، مع العلم ان عددنا عند وصولهم لم يكن كبيراً، وعندما حاولوا التوجه الى ساحة الشهداء اصطدموا بالحاجز البشري للجيش اللبناني"، واضاف: "الرد على قطع طريق الرينغ بهذه الطريقة وبهتافات طائفية ومناطقية وتهديدات بالقتل امر غير مقبول، وهذه ليست المرة الاولى التي يتم الاعتداء علينا من قبلهم، لكن هذه المرة كان تحركهم منظماً وباعداد كبيرة، وأتوقع الا يكون الاعتداء الاخير، فنحن لن نخرج من الشارع حتى تحقيق كل المطالب".





عتب كبير

وفي ساحة الشهداء وبالتحديد في خيمة العسكريين المتقاعدين تحدث العميد المتقاعد جوزف اسمر، حيث اعتبر أنّ "التحرك بهذه الكثافة والتنظيم دليل انه صادر عن قرار مركزي وذلك استعدادا ليوم الاربعاء موعد جلسة التشريع في المجلس النيابي" واضاف" لدينا عتب على القوى الامنية التي تتعامل بالشدة مع المتظاهرين كما راينا في الزوق وجل الديب وهنا، في حين تتعامل باللين مع المعتدين" مؤكدا" الاربعاء القادم سنتواجد في الساحة وباعداد كبيرة".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم