عيد استقلال الشعب في صيدا كان مميّزاً وله طعم خاص

لم تشهد مدينة صيدا منذ استقلال لبنان احتفالاً بعيد الاستقلال كالذي شهدته اليوم، فقد درجت العادة أن تقتصر فاعليات إحياء العيد على حفل استقبال رسمي يقام في سرايا صيدا الحكومي وتشارك فيه الهيئات الرسمية من وزراء ونواب وفعاليات حزبية ودينية. غير أن انتفاضة الشعب في صيدا ومنطقتها التي اندلعت منذ بدء الاحتجاجات الغاضبة على السلطة ورموز الفساد والتي اجتاحت صيدا منذ 17 تشرين الأول الفائت ولا تزال تتواصل بنفس العزم والإصرار حتى تحقيق مطالب المنتضفين على امتداد الساحة اللبنانية، أفسحت المجال لأن يحتفل الشعب بكل فئاته بعيد الاستقلال الذي كان مميزاً وله طعم خاص.

وتحت عنوان استقلال الشعب، انطلقت بعد ظهر اليوم من حديقة ساحة الشهداء مسيرة حاشدة شاركت فيها كل الفئات الشعبية في صيدا وأصحاب المهن الحرة من أطباء ومهندسين ومحامين وصيادلة وهيئات تربوية ونقابية وجمعيات بيئية وكشفية وجمع من حراك الانتفاضة والثورة.

[[embed source=vod id=9721 url=https://www.annahar.com/]]

وجالت المسيرة التي تقدمتها الفرق الموسيقية عدداً من شوارع المدينة الرئيسية والفرعية تواكبها عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي، وتوقفت في ساحة الانتفاضة عند تقاطع إيليا حيث وضعت على أحد أرصفتها منصة خلفها ثلاثة مقاعد للرؤساء الثلاثة كتب على الأول حكومة انتقالية، وعلى المقعد الثاني، استشارات ملزمة وتكليف، وعلى المقعد الثالث قانون انتخابات: لبنان دائرة واحدة خارج القيد الطائفي.

ووسط هتافات الثورة والنشيد الوطني، شكل المنتفضون علماً لبنانياً بالكرتون، وكانت لافتة مشاركة أنصار تيار المستقبل إلى جانب أنصار التنظيم الشعبي الناصري وأحزاب وتنظيمات يسارية وجمعيات أهلية. وخلال تشكيل العلم دخل شخص يحمل صورة الرؤساء الثلاثة وجرى إخراجه من الساحة وعمل الجيش على توقيفه.

وصباحاً أقيم وسط الساحة فطور جماعي على الحصيرة تألف من منتوجات محلية لبنة وفول مدمّس ومناقيش زعتر وجبنة وكشك بعلبكي.

ثم قدم طلاب مدارس الورود إلى عناصر الجيش اللبناني المتواجدين في محيط الساحة.

ومساء أقيمت أمسية شعرية وحفل غنائي للمنشد ابراهيم عمار.