الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ورشة تشجير في عيد الاستقلال: "تعالوا واستردّوا مساحاتكم العامة"

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
ورشة تشجير في عيد الاستقلال: "تعالوا واستردّوا مساحاتكم العامة"
ورشة تشجير في عيد الاستقلال: "تعالوا واستردّوا مساحاتكم العامة"
A+ A-

لمناسبة عيد الاستقلال، واستكمالاً لمشروع أول غابة حضرية محلية في لبنان الذي أطلقته شركة "The Other Dada" للهندسة والبحوث والاستشارة بالتعاون مع المؤسسة الاجتماعية Afforest قبل نحو 6 أشهر لزراعة 800 شجرة وشجيرة على ضفاف نهر بيروت في منطقة وادي النهر، تنظم الشركة مبادرة بيئية تهدف إلى زراعة الـ1200 شجرة وشجيرة في منطقة سن الفيل قبل بضعة أيام، وتستكمل الحملة اليوم، بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة بعد الظهر، تحت شعار "إزرع لبناني"، لتصبح الغابة موئلاً لـ2000 شجرة وشجيرة لبنانية المنشأ.


هذه المبادرة هي جزء من مشروع متكامل يقضي بزراعة 500 متر مربع بـ2000 شجرة وشجيرة من 17 نوعاً محلياً مختلفاً، موجودة أصلاً في وادي نهر بيروت، منها السنديان، القيقب السوري، البطم، القطلب، القصعين، الصنوبر البروتي، الزعرور الأحادي، الوزال، الشبرق، الغار، الريحان، وغيرها، وتتبع، ككل مشاريع "TheOtherDada" البيئية الأخرى، تقنية غابات مياواكي اليابانية.


تعتبر تقنية "غابات مياواكي" (Miyawaki Forests)، نسبةً إلى مبتكرها الياباني أكيرا مياواكي، واحدة من أفضل الوسائل الطبيعية للحد من التغيّر المناخي. يمكن استخلاص مفهومها على أنها مداواة الطبيعة بالطبيعة. وأثبتت علمياً، منذ حوالي 8 سنوات، فاعليتها. تقوم هذه التقنية على إعادة تشجير منطقة معينة من البذور الأصلية التي كانت موجودة فيها، في الأرض ذات الخصوبة الضعيفة والتربة المتدهورة التي تفتقر للجبال أي تلك المادة العضوية التي تنتجها الكائنات الحية الصغيرة والمجهرية عبر تحلل الغطاء الحرجي ومعظم مكوناته، ويتكون غالباً من بقايا حيوانية ونباتية متحللة.

"لغابات مياواكي فوائد عدة نحتاجها في بيروت المكتظة سكانياً وعمراناً"، يشدد المهندس المعماري والبيئي أديب دادا، "إذ تنقي الهواء وتزيد عزل ثاني أكسيد الكربون بنسبة 30 مرة أكثر من سائر الغابات"، بالإضافة إلى أنها "لا تحتاج إلى مواد كيميائية وعضوية لدى غرسها، كما لا تتطلّب ريّ أو صيانة بعد انقضاء 3 سنوات على زراعتها". بواسطة هذه التقنية، تكون الغابات 100% أكثر تنوعاً، وإحدى أهم فوائدها أنها "تخفف من آثار التغير المناخي، تساهم في تقليل الفياضانات في الشوارع، كما يحصل كل عام في برج حمود وفي منطقة كورنيش النهر، تساهم في تلطيف الجو وخفض درجات الحرارة التي تزداد في بيروت بفعل التغير المناخي ودخان المصانع والسيارات والإسفلت واكتظاظ الأبنية، وغيرها، وتؤمن الموائل للطيور الأصيلة والحشرات الملقّحة". كما أثبتت غابات مياواكي أن لديها تأثيرات إيجابية على الصحة العقلية وتؤدي دوراً مهماً في تعزيز الاقتصاد المحلي. وتعتبر أكثر كثافة بثلاثين مرة من الغابات العادية، مع قابلية لتخفيف نسبة الضوضاء والغبار ثلاثين مرة أفضل من الغابات التقليدية.


يركز دادا على الأثر البيئي الخطير للأشجار التي تقوم معظم البلديات بزراعتها، بالأخص "شجرة الكينا (Eucalyptus) أوسترالية الأصل، التي تعتبر الأوسع انتشاراً والأكثر ضرراً، إذ تنتشر بسرعة هائلة وتفرز موادَّ كيميائية لا تسمح للأشجار اللبنانية الأصلية بالتكاثر، ولا لأي نوع من الأشجار من النمو بشكل طبيعي والتكاثر في محيطها". يتابع دادا "بما أن شجرة الكينا غير محلية، تجذب حشرات وطيوراً غير محلية، مساهمةً بذلك في التغير في المنظومة البيئية". ويشير كذلك إلى "خطورة شجرة الإيلنطس، أو شجرة السماء، (Ailanthus Altissima) التي بدأت تتكاثر بشكلٍ هائل في بيروت وفي لبنان، ويصعب التخلص منها، إذ تعاود التكاثر تلقائياً بعد رشها بالمبيدات وبعد اقتلاعها، وتفرز بدورها مواد كيميائية تضر بالأشجار المحيطة بها".


تعمل شركة "TheOtherDada" وفقاً لخطة كاملة وشاملة وضعتها منذ 6 سنوات تحت إسم "Beirut RiverLESS"، تعمل على دراسة وضع نهر بيروت وضفافة، وتقدم اقتراحات متعلقة به، من ممرات للمشاة لعبور النهر، وإعادة هندستها وتصميمها، إلى جانب الحلول لمشاكل فيضانات الطرقات شتاءً. وتقوم ورش العمل التي تقدمها على مبدأ المجانية والتطوع (Pro bono)، لتصب في إطار عمل "TheOtherDada" في مجال الهندسة والبحوث والاستشارة، "لتوفير نهج جديد للاستدامة من خلال خلق علاقة بين المناخ والطبيعة والسكان".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم