الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الاستقلال يلقي بمعاني الوطنية الجامعة في التحركات الاحتجاجية

المصدر: "النهار"
طرابلس - رولا حميد
الاستقلال يلقي بمعاني الوطنية الجامعة في التحركات الاحتجاجية
الاستقلال يلقي بمعاني الوطنية الجامعة في التحركات الاحتجاجية
A+ A-

ألقت ذكرى عيد الاستقلال بثقلها في ساحة النور. تحولت خلية جامعة من كل المشارب والفئات تحيي الاستقلال، تنشد النشيد الوطني اللبناني، وتردده تكرارا، وأغنية موطني.. موطني، وسواها من أغانٍ، بالإضافة إلى الأناشيد الثورية للفنانتين ماجدة الرومي: قومي من تحت الردم.. ولجوليا بطرس: "يا ثوار الأرض"، ولزكي ناصيف: "راجع راجع يتعمر ".

تزداد الأغاني، فيزداد الجمهور حماسة مؤسسا بذلك ركائز متينة للثورة، يلوح بالأعلام الكثيرة التي غطت الساحة، وازدانت بها منصات العرض، ووجوه المشاركين، خصوصا منهم الأطفال الذي ظهروا بكثرة في أمسية وطنهم، واستقلاله، آملين بنهضته.

ورفعت شعارات جامعة لمختلف فئات ومشارب المجتمع اللبناني، مؤكدة على فرادة التنوع اللبناني مثل مجسم لمبنى ارتفع عليه شكلا الهلال والصليب، تعبيرا عن الوحدة الوطنية.


"ربما تكون المرة الأولى التي نشعر فيها أن استقلالنا حقيقة، وهو قوي بثورة أبنائه”، عبارات رددها الشابان خالد وأحمد وهما متكاتفان بروح محبة وصداقة، وقال خالد: “اليوم يولد لبنان من جديد. عندي شعور لم أحس به قبلا. أشعر بالأمل الكبير أن يذهب بلدنا إلى الأحسن، وبما هو أفضل من كل الأيام السابقة".

أما احمد فوعد بأنه سيلغي فكرة الهجرة من رأسه عندما "ستحقق لنا الثورة مطالبنا، وتبنى دولتنا باسترداد الأموال المنهوبة. أما الاستقلال، فلن يكون منجزا إلا إذا حققت هذه الثورة شعاراتها".

قليلا إلى الأمام، خروجا من الازدحام في الساحة نحو خيمة نسائية، تردد النسوة الأغاني المتصاعدة من المنصة، وهن يرشفن النرجيلة كأنهن في منازلهن، وتنشدنها بسلاسة بعد مرور ٣٥ يوما على اندلاع التحركات، وقد باتت الأغاني موثقة في الأذهان، وشعاراتها ثقافة رائجة على المستوى الشعبي، يرددها الجميع بتلقائية، وعفوية، دون تكلف.

تقول فطام إن "الليلة ليلة الاستقلال، ونحن نجدد الأمل الكبير في هذ المناسبة بعد صعود الثورة، وهذه المرة الأولى التي يتدعم فيها استقلالنا بقوة شعبه، وإرادته في التغيير".


أما جارتها هنادي فترى أن "الاستقلال يؤخذ ولا يعطى، ونحن في ثورتنا نجدد دعمه، ونأخذه بقوة إلى حيث نريد، مزودا بمطالب الشعب، ومعززا بدعمه، ليصبح الاستقلال ليس منة من احد، بل تحقيقا لما أردناه نحن في الثورة".

الأعلام تلوح، والجمهور يتجدد، وافدا من أمكنة بعيدة، وتزدحم الساحة به رويدا رويدا.. وعلى مقربة من الساحة، شهدت منصة أمام "حراس المدينة" مؤتمرا صحفيا فيه دعوة إلى سلسلة تحركات لاستعادة الأموال المنهوبة، وقد شارك بالدعوة للبرنامج عدة هيئات وجمعيات من المجتمع المدني، وشارك في المؤتمر الصحفي رئيس لجنة المتقاعدين العسكريين العميد جورج نادر، وتلا البيان بعد النشيد الوطني أحد مسؤولي "حراس المدينة" الدكتور جمال بدوي، ذكر فيه بأربعة مطالب للثورة: استقالة الحكومة، وتشكيل حكومة انقاذية مستقلة بصلاحيات تشريعية استثنائية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، واستعادة الأموال المنهوبة.

وندد البيان بالمجلس النيابي الذي وصفه بأنه "سقطت شرعيته"، ويحصر دوره باستشارات نيابية لاختيار رئيس لحكومة من المستقلين، تنظم انتخابات نيابية مبكرة، وتباشر فورا بمحاربة الفساد.


وعرض جملة من التحركات، منها توقيع عريضتين للمدعي العام التمييزي، للقيام بمهامه باستعادة الأموال المنهوبة، ولحاكم مصرف لبنان بصفته رئيس هيئة التحقيق الخاصة، بمكافحة الفساد، وتبييض الأموال للقيام بمسؤولياته لاستعادتها.

وأعلن بدوي أنه سيتم توقيع العريضتين على علم لبناني بطول ٣٠ مترا، وسيتم الطوفان بهما في مختلف المناطق اللبنانية للحصول على ملايين التواقيع.

الهيئات المشاركة في الدعوة هي: هيئة الطواريء لإنقاذ طرابلس، حراس المدينة، هيئة تنسيق الثورة، المجلس الثقافي في البقاع الغربي وراشيا، جمعية الحوار من أجل لبنان الواحد، طاولة حوار المجتمع المدني، الشبكة اللبنانية للتنمية، حركة شباب لبنان المستقل، جمعية أمل العطاء، المرصد الشعبي لمحاربة الفساد، لجنة الدفاع عن حقوق المستأجرين في لبنان، لجنة متابعة حقوق طرابلس، المؤسسة الوطنية الاجتماعية، منسقية العفو العام، جمعية الرؤى والعمل، الحراك الشعبي في المنية، ومحامون في الحراك.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم