الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

قصة جسر التماس الذي تحوّل جسراً للأحلام..."كل شيء على طريق التغيير حتى الجدران"

المصدر: "النهار"
ريجينا الأحمدية
قصة جسر التماس الذي تحوّل جسراً للأحلام..."كل شيء على طريق التغيير حتى الجدران"
قصة جسر التماس الذي تحوّل جسراً للأحلام..."كل شيء على طريق التغيير حتى الجدران"
A+ A-

"لبنان الأفضل، لبنان الأجمل، لبنان الحر"، هي من ضمن عبارات عدة التي جاءت على ألسنة طلاب الجامعات والمدارس خلال الأسابيع الأخيرة من ثورة 17 تشرين الأول 2019. وفي 15 نيسان 2015 خطّ طلاب الثانوي من مدرسة الجمهور أحلامهم الوطنية على حائط تحت جسر فؤاد شهاب في بيروت. ذلك الجسر الذي كان خط تماس أيام الحرب الأهلية. وبعد 40 سنة على انتهاء الحرب أصبح جسر عبور إلى لبنان جديد وتاريخ بدأ الطلاب بكتابته بطباشير ملونة.


جاءت الانتخابات النيابية فاختفت عبارات الطلاب وتمنياتهم تحت صور المرشحين والنواب السابقين. وغطت اللافتات الإعلانية إعلان لبنان الحديث.

فكرة الكتابة على الحائط آنذاك كانت لتيريز كيروز التي أصرت على أنّ حلمها بلبنانها الجديد سيتحقق رغم مواجهتها لكثير من جمل "عم تحلمي لبنان ما رح يتغيّر". تقول تيريز إنّ فكرة الكتابة على إحدى حيطان بيروت كانت عبارة عن إصرارها للتغيير ومشاركة من يريدونه مثلها "كنت أوّل من كتب على الحائط كي يقرأ العابرون أنّهم ليسوا وحدهم من يحلمون بلبنان افضل".



أصبحت تيريز اليوم طالبة جامعية (22 سنة)، وأعلنت عبر "النهار" عن أنّها تنظّف الحائط مجدداً مع مجموعة من زملائها "سنجعله مجدداً جسر أحلام جميع اللبنانيين"، مشيرة إلى أنهم تلقوا المساعدة من طالب شهادة متوسطة كان متوجهاً إلى منزله بعد دوام المدرسة فتوقف وساعد بإزالة الصور وسألهم "هل ستتواجدون هنا غداً، أريد مساعدتكم لكن يجب أن اقول لأهلي إنني سأتأخر". إضافة إلى موظفي الشركات الذين شاركوهم هذا العمل أثناء استراحة الغداء. فتصف تيريز المشهد بانفعال منتصرٍ "شي بكبر القلب، الكل ساعدنا لنرجع". وتشدد على أنّ هذا المشروع الصغير والذي بمضمونه كبير، مموّل من مصروفها الخاص.



استرجاع حائط فؤاد شهاب من تحت أنقاض الانتخابات والتجييش الحزبي والطائفي، جاء على زخم الثورة اللبنانية وتكريماً لعيد الاستقلال غداً. فتوضح تيريز أنّ "كل شيء على طريق التغيير في لبنان فلن نترك هذا الحائط هكذا". وكل عباراتها مسبقة بـ "ما بعرف شو بدي قول، كتير مبسوطة".

هذا هو الأمل الذي استمده طلاب لبنان من الثورة. فتيريز واحدة من المواطنين الذين يقررون ويخططون للهجرة لكنها عدلت عن قرارها منذ شهر حتى الآن "أريد البقاء هنا وسأساهم وأشارك في التغيير". وإلى كل الذين عارضوها وقللوا من أملها بالتغيير سابقاً، تقول: "هذا الحائط شاهد على أنّ لبنان سيعود أفضل وأجمل ولو مهما مرت عليه نكبات". وما أثّر فيها شخصياً هو كلام طفل مرّ من امامهم برفقة والدته حيث قال: "ماما ما حبيّت كيف غطوا أحلام الناس". فتعتبر تيريز أنّ طفلاً صغيراً استطاع أن يفهم أنّ لصق الصور والإعلانات هي بمثابة قمع لأحلام الناس فكيف من قام بهذا العمل "التخريبي، ألن يفهم؟".


وترى لبنان "الجايّي" كشعب الثورة "اناس يتكلمون بصوت مرتفع، مسموع". لبنان بمواطنين أذكياء، سلميّين، يرفضون القمع "ولا أحد يستطيع أن يسخر منهم أو يضحك عليهم وأيّاً يكن..."، مضيفة "الشعب القويّ عندما يقع يقوم بثانية أقوى من ما كان".

حائط جسر التماس أصبح جسر الأمنيات التي يوقعها الشعب على حائط الوطن. جدار يحمل أسماء وعبارات لبنانيين يأملون الخير والخيرات. شعب له إرادة قويّة حقيقية وفي ليلة وضحاها قلب الموازين وتحول من شعب يريد إلى شعب يحقق الذي يريده. هي قصة جدار عاش في خمس سنوات ما عاشه اللبناني خلال 30 سنة واليوم تجدد وسيشهد على بناء استقلال لبنان الذي شيّده الشعب في 17 تشرين. 






الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم