الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الارتجاف الأُذيني في القلب سبب رئيسي للجلطات منع حدوثها يكون بالسيطرة على ارتفاع ضغط الدم

رلى معوض
A+ A-

يدور المريض احياناً في حلقة مفرغة من المشكلات الصحية التي يكون حلها في التزام معايير وقائية مع تناول العلاجات المناسبة، فمثلاً قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط الى مشكلة الارتجاف الاذيني في القلب، وقد تؤدي بدورها الى التجلط الذي يترك اثارا سلبية على الصحة واحياناً يكون مميتاً. فكيف نضبط ارتفاع ضغط الدم والارتجاف الاذيني وما هي العلاجات الموصوفة لذلك؟ وكيف في امكاننا من خلال خطوة بسيطة والالتزام بتناول الدواء في حينه، حماية انفسنا من مشكلات صحية نحن بغنى عنها؟


الاختصاصي في امراض القلب الدكتور جورج سعادة تحدث لـ"النهار" عن مشكلة الارتجاف الاذيني في القلب وعلاقتها بارتفاع ضغط الدم، وقال انه يتوفى سنوياً نحو 17 مليون شخص في العالم جراء امراض القلب والشرايين، ويعتبر ارتفاع ضغط الدم مسؤولا عن 45 في المئة من هذه الوفيات. وهو السبب الرئيسي في الارتجاف الاذيني المؤدي الى تسارع في ضربات القلب، لتصبح غير منتظمة وتؤدي الى اخطار عديدة منها الجلطة الدماغية، واذا لم تكن مميتة تكون اثارها كبيرة على الصحة. وارتفاع الضغط يمكن الوقاية منه بالتزام نمط حياة صحي وسليم كممارسة الرياضة بانتظام، والانتباه على نسبة ارتفاع الدهون في الدم والتوقف عن التدخين، وتجنب السمنة، خصوصا الانتباه الى تناول الملح في الطعام. ويشار الى ان خطورة الملح لا تكمن في اضافته فقط الى الطعام، اذ ان هناك نسبة 90 في المئة من الملح موجودة اصلاً في الطعام مثل المعلبات، خصوصا الخبز الذي يحتوي على نسبة كبيرة جداً، والاجبان ومنها البيضاء، وغيرها من الاطعمة، علماً ان السوديوم موجود اصلا في بعض الخضار، لذلك لا داعي لاضافة الملح اليها.
واذا لم تساهم هذه الخطوات الوقائية في خفض ارتفاع ضغط الدم، لا بد من تناول الادوية الخاصة التي يصفها الطبيب المتخصص بعد سلسلة من الفحوص السريرية وفحوص الدم، واعتماد قياس ارتفاع الضغط في شكل دوري. ويعتبر الضغط مرتفعاً عندما يكون فوق 140/90 ملم زئبق، وفي لبنان يعاني نحو 28 في المئة من السكان من عمر الـ24 وما فوق من ارتفاع ضغط الدم.
وعدم ضبط ارتفاع ضغط الدم، يؤدي الى مشكلات عدة ابرزها الانسداد في شرايين القلب التاجية، وتصلب في الشرايين الاخرى من الجسم، والقصور في عضلة القلب، والارتجاف الاذيني. ولا يعتبر ارتفاع الضغط المسؤول الوحيد لهذا الارتجاف الاذيني، انما هناك اسباب اخرى منها حصول مشكلة في الصمام، او تضخم في القلب بسبب التهاب ما، او بسبب الضغط النفسي الكثيف. وفي هذه الحالات اذا تمت معالجة السبب لا يعود المريض يحتاج الى علاج طويل الامد. اما في حال الاسباب الوراثية او غير المعروفة فيجري الطبيب كيّاً موضعيّاً، وهذا يسيطر على نحو 50 في المئة من الحالات، وفي الامكان تكراره بضع مرات.
واحياناً لا يشعر المريض بالارتجاف او قد يشعر قليلا بسرعة في نبضات القلب، ولكن غالباً ما يحضر الى المستشفى بسبب انخفاض شديد في ضغط الدم ودوخة واحياناً الاغماء. هذه الحالة اذا لم تعالج في حينها مع المتابعة الدورية والوقاية من الجلطات بتناول الادوية المسيلة للدم، قد يتعرض المريض الى جلطة تصيب دماغه مع اضرار قد تكون جسيمة وتهدد حياته.
وحالياً مع العلاجات الحديثة لتسييل الدم، اصبح المريض لا يحتاج عند تناولها الى فحوص مخبرية دورية او الامتناع عن تناول الخضار، خصوصا السبانغ، وكل الاطعمة التي تحتوي الفيتامين "ك" التي كانت تتضارب مع العلاجات السابقة، والتي ما زالت معتمدة وفق حاجة المريض اليها. علاجات السيلان التي تسيطر على ارتجاف القلب هي كأدوية ارتفاع ضغط الدم، على المريض ان يتناولها بانتظام غالباً على مدى الحياة وفق الحالة، وهي لا تغنيه عن المتابعة الدورية عند الطبيب لأن من ابرز وظائفها تسييل الدم، ويخشى ان يصاب المريض بالنزف في المعدة اوالنزف جراء التعرض للكسور او اي حادث. وعند اجراء اي عمل جراحي لا بد من ان يتوقف المريض عن تناول هذه الادوية على الاقل لبضعة ايام بعد استشارة طبيبه. وهي مع ادوية ارتفاع الضغط تساهم في حماية المريض شرط ان يعتمد نمط حياة صحي، ومن الضروري تثقيفه مع افراد العائلة على اهمية الوقاية والتزام تناول العلاجات كي يحمي نفسه من جلطة قد تكون قاتلة.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم