الصوت "اللي بيطلع منّو الحلا" لا يزال بلا بيت!

في يوم عيد فيروز - عيد الفرح والصوت "اللي بيوعى منّو الحلى" - نحن معنيّون أن نسأل ونسأل تكراراً: هل هناك محاولات غير معلنة ومستمرة لتعطيل جهود الحفاظ على بيت طفولة فيروز في زقاق البلاط وتحويله إلى متحف عبر المماطلة او اختلاق الذرائع؟

منذ عقد وأكثر على بدء الحراكات الاهلية والحقوقية والحملات الإعلامية للحفاظ على بيت فيروز، تمر السنون وتنقضي ثلثا المهلة الزمنية المحددة لمباشرة إجراءات استملاك العقارين رقم ٥٦٥ و٥٦٧ اللذين يقع فيهما المنزل بحسب المرسوم رقم ٨١٢ بتاريخ ١٦ تشرين الاول ٢٠١٤.

يتسارع العدّ العكسي الزمني نحو انتهاء مفعول هذا المرسوم في العام ٢٠٢٢- أي بعد ثلاث سنوات من اليوم- من دون أي تقدم ملموس في هذا الملف.

لا بدّ أن نرفع الصوت مجدداً اليوم في زمن الثورة: أين أصبح ملف استملاك بيت طفولة فيروز في زقاق البلاط ورقمه ٢٧٨٣/٢٠١٨؟ وأين تقع الحلقة المفقودة؟

وما هي الإجراءات التقنية والإدارية العاجلة المُتخذة للحدّ من تردي حال البناء وانهياره تمهيدًا لإعادة تأهيله؟ أو لعله من الاجدر أن نسأل هل تم إتخاذ أيّة إجراءات على الاطلاق؟

كذلك الامر بالنسبة إلى الكثير من المواقع في زقاق البلاط وفي مجمل أنحاء بيروت والمناطق كافة في لبنان ذات الطابع الاثري والبيئي المهددة بالزوال والإهمال والنسيان، والتي تشكل احد مكونات ذاكرتنا الثقافية وهويتنا الجماعية، وأحدثها في المواجهة: مرج بسري.

هل نحتفل بعيد فيروز في العام ٢٠٢٢ - أطال الله بعمرها - لنكون شهوداً على اندثار أحد معالم سيرتها الفنية وحي زقاق البلاط؟ أما آن أن تستيقظ الوعود والتصنيفات والمراسيم لحفظ المواقع الاثرية من النوم كما استفاق والي سلالة أشلوح في مسرحية "صح النوم" من سباته الطويل؟

صوت الثورة ضدّ النسيان يحذّر: الصوت اللي بيطلع منّو الحلى لا يزال بلا بيت!