الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

طبعت في لبنان

سمير عطاالله
Bookmark
طبعت في لبنان
طبعت في لبنان
A+ A-
رزقنا ابني في لندن، أجمل وأطول محطات الترحل. وعندما صار في الخامسة أو السادسة جاء يسألني، بكل هم واهتمام وجديّة، ما هو رأيي في مسألة "ثقب الاوزون". بماذا أجيب، إذا قلت إنني لا أعرف عن الموضوع سوى ما تردده نشرات الأخبار؟ سوف أبدو أمامه جاهلاً. وإذا ادّعيت المعرفة، سوف أبدو شديد الجهل. وتجنباً للهزيمة حوّلت الموضوع الى دعابة، وقلت له: "عندما كنت في مثل سنك كان عندي بلبل خشبي مخروط الشكل. وكان له خيط يلف به، نضربه في حفرة على الأرض كي يدور مثل مغزل الى ان يقع. وكان الفائز البطل من يحقق أطول مدة من دوران البلبل".عندما عدنا الى بيروت كان نصري قد أصبح في عمر الجامعة الاميركية وبين المتفوقين فيها. وهذه المرة جاءني بسؤال أشدّ صعوبة من الأذى الذي يلحقه الانسان بقشرة الكون: يريد أن يعرف لماذا لا يستطيع ابن الثامنة عشرة ان يقترع في لبنان، بينما قبل في احدى أهم الجامعات، وهو في السابعة عشرة؟راعني مشهد الثورة في تشرين. شباب دون الثامنة عشرة، أو فوقها بقليل، يكشفون تخلفنا الاجتماعي والسياسي. الإبن الشاب يعرف أكثر من أبيه، شجاع أكثر منه، ولا يمكن ان يتساهل، مثله، في مصيره ومصير أولاده وقدسية ترابه. لا أحب استخدام الكلمات المبالغة ولا تكرار الكلمات الفارغة، لكن هل من صفة أخرى للأرض؟كأنما باتفاق مسبق رفعوا قضية أولى: لا نريد أن نهاجر. ومن لم يلحظ هذا الشعور الجامع الجامح في بدايات هذه النهضة الوطنية، اكتشف مدى عمقه عندما دعا الرئيس ميشال عون المعترضين الى الهجرة، وقد أدرك الرئيس فوراً الأثر الذي تركته اللهجة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم