مسؤولون ينتظرون مساومات الخارج!

أيا كان ما ينتظره اهل السلطة في لبنان راهنا من اجل الذهاب مبدئيا الى حكومة جديدة تلملم الوضع، فلو نزلوا الى الشارع لأتيح لهم ان يروا ان البلد بات يعيش رياح الانهيار التي تنفث بقوة على وجوه الناس وفي المحال التجارية واخيرا في المصارف، من دون ان يظهر ان المسؤولين واعون للمخاطر المحدقة بالواقع، اللهمّ باستثناء المستوى الكلامي ربما لغسل الايدي من الانهيار الزاحف. هذا الواقع يؤدي الى خلاصة وحيدة مفادها وجوب ان يرحل اهل السلطة جميعهم بسرعة، لأنهم غير أهل لإدارة البلاد، فكيف بإنقاذها، وهم المسؤولون عن وصول الامور الى هذا الحد؟ لقد كان للكباش الذي جرى بين الشارع والرغبة في انعقاد جلسة لمجلس النواب الاثر الفاعل في اظهار ما لم يقتنع به المسؤولون بعد ويستمرون في المراوغة ازاءه، وهو انه لم يعد في الامكان تجاوز رأي اللبنانيين وما يتم التعبير عنه في هذا الاطار، حتى لو كان بذريعة انه تلبية لمطالب المنتفضين، لان لا ثقة لهؤلاء بالمسؤولين ولا بما يقومون به. وانتصار المنتفضين في الشارع شكل صفعة قاسية لا تقل من حيث اهميتها ووقعها عن تلك التي تلت ما ورد في حديث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاسبوع الماضي، والذي لم يكن موفقا في اختيار العبارات اللازمة للتوجه الى اللبنانيين، ولا في المقاربة التي اعتمدها. واللافت انه على رغم استمرار التحركات في الشارع بوتيرة مختلفة، فإن المسؤولين استمروا بالمقاربات نفسها من موضوع...