الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

السنيورة: إذا كانت هناك من فرصة لباسيل فقد أضاعها

السنيورة: إذا كانت هناك من فرصة لباسيل فقد أضاعها
السنيورة: إذا كانت هناك من فرصة لباسيل فقد أضاعها
A+ A-

أعلن الرئيس فؤاد السنيورة، أن "الرئيس سعد الحريري عبّر عن موقفه بشكل واضح، وذلك استناداً إلى التجارب المريرة التي مر بها في حكومته، وتجاوباً مع مواقف المحتجين المتظاهرين في لبنان ورغبتهم في أن تكون لهم حكومة جديدة من أعضاء غير سياسيين وغير منحازين للأحزاب الطائفية والمذهبية بهدف الخروج من المآزق التي تسببت بها تلك الأحزاب، على مدى هذه السنوات الطويلة".

وأكد في حديث لقناة "الاخبارية السعودية" أن "أمر تحديد هوية الرئيس المكلف، هو من صلاحية المجلس النيابي وذلك عبر الاستشارات النيابية الملزمة. لذلك، فإن ما يجري الآن يخالف الدستور وبشكل صريح". وقال: "منذ أيام عرض الوزير جبران باسيل على الرئيس الحريري إسم الوزير السابق محمد الصفدي لتسميته كمرشح لتأليف الحكومة. ولقد عبّر الحريري وبإخلاص عن موافقته على تسمية الوزير السابق الصفدي كرئيس مكلّف، لكن الحريري أشار إلى أنه ليس على استعداد للمشاركة فيها، لكنه على استعداد لإعطاء تلك الحكومة ثقته ودعمه".

أضاف: "عندما تكون هناك سوء إدارة من قبل حكومة معينة أو بسبب ظروف اقتصادية سيئة تسببت بها أي حكومة، نجد هناك من يسارع في تلك الحكومة ليقول إن هذه ليست مسؤوليته، وبالتالي يلجأ إلى تحميل المسؤوليات إلى الآخرين وتهمة التدخلات والمؤامرات الخارجية جاهزة".

وأوضح السنيورة أن "الطريقة الصحيحة والدستورية التي ينبغي اعتمادها للتكليف، هي أن يبادر رئيس الجمهورية مباشرة وعند استقالة الحكومة إلى دعوة النواب لاستشارات نيابية التي هي ملزمة لرئيس الجمهورية، وذلك بإجرائها وأيضاً بنتائجها".

وقال: "الحقيقة، أن ما يقوم به رئيس الجمهورية هو مخالفة صريحة للدستور اللبناني وتعد عليه. فالرئيس يقوم الآن بمشاورات لتحديد إسم الشخص المكلف وأيضاً يقوم بمشاورات لكيفية التأليف، وذلك بدلاً من القيام باستشارات نيابية كما ينص عليه الدستور. وهذا تعد على صلاحيات الرئيس المكلف، لأنه هو الذي يقوم بعد تكليفه بهذا الدور لتحديد شكل وطبيعة ومكونات الحكومة العتيدة. وفي ذلك أيضاً تعد على صلاحيات المجلس النيابي الذي ينبغي أن يشارك نوابه في الاستشارات النيابية الملزمة. وبالرغم من كل ما جرى لجهة مخالفة الدستور وتعبيراً من الرئيس الحريري عن التسهيل فإنه وعندما فوتح من قبل باسيل باسم الوزير الصفدي فإنه لم يعترض".

وتعليقاً على البيانات الصادرة عن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري والتيار الوطني الحر، قال: "أعتقد أن هذا الكلام يسري عليه المثل الذي يقول: ضربني وبكى وسبقني واشتكى. هذا الأمر ليس مقبولاً على الإطلاق. ولكن ما أعتقده أن الظرف لا يحتمل الانشغال بإصدار بيانات وبيانات مضادة، فحجم المشكلة أكبر بكثير، من أن يصار إلى التعامل معه بهذه الطريقة غير المسؤولة. لبنان الوطن الآن يمر بمشكلات خطيرة ولا يمكن الاستمرار في هذا الأداء غير المسؤول ومن ذلك هذا التهجم على الرئيس الحريري. أعتقد أن التيار الوطني الحر، وفي هذا المستوى من الأداء، فإنه لا يسهم وعلى الإطلاق بالقيام بدوره كفريق نيابي مسؤول في المجلس النيابي، وبكونه أيضاً محسوباً على رئيس الجمهورية. برأيي أن هذا المستوى من التصرف له انعكاسات سلبية على العهد وعلى فخامة الرئيس".

ورداً على ما يقال بأن باسيل يتصرف وكأنه هو الناطق الرسمي باسم رئيس الجمهورية أو كأنه هو الرئيس، قال السنيورة: "هناك مثل عربي يقول "من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه". أنا أعتقد وفي هذا الشأن بالذات، أنها ليست هذه هي الطريقة التي يمكن أن توصل أي أحد إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية. وعلى أي حال، أعتقد أننا شهدنا خلال الشهر الماضي، ردات فعل شديدة شعبية سلبية ضد جبران باسيل وعلى امتداد لبنان وغير مسبوقة في تاريخ لبنان. المواقف تلك جاءت رداً على هذه التجاوزات التي يقوم بها باسيل، وبالتالي، أرى أنه إذا كانت هناك من فرصة، ونظرياً، لباسيل فقد أضاعها بسبب هذا الأداء الذي لم يرض به الجميع".

وعن اقتراح تشكيل حكومة تكنوقراط، قال السنيورة: "أعتقد أننا نواجه كمية كبيرة من المخاطر. هناك المخاطر المتأتية عن المواقف التي أعلنها المتظاهرون، وهم على حق، بأنهم يريدون حكومة من غير السياسيين بالنسبة لأعضائها. هناك حاجة للكلام مع أولئك الشباب. وعلينا أن نتعلم من التجارب التي مرت في عدة دول عربية إذ يجب ان نتعلم درساً أن الفكرة التي قد لا نقبلها اليوم قد تصبح من المتعذر الحصول عليها غداً. وبالتالي هناك أمر شديد الأهمية يجب أن نؤكد عليه. من الضروري أن يكون هناك رئيس لترؤس الحكومة العتيدة وأن يكون إسماً يحظى بثقة المتظاهرين واللبنانيين. الأمر الثاني، هناك أوضاع اقتصادية شديدة الهول، ونحن بحاجة إلى من يوحي بالثقة عند اللبنانيين وعند المجتمعين العربي والدولي. كما أن هناك أمراً يجب التنبه له وهو أن الوعود التي ستقطعها الحكومة المقبلة لا يجوز أن تكون وعوداً رنانة وطنانة ولكن فارغة من أي محتوى أو مضمون أو أنها غير قابلة للتحقيق كالسابق، بل ينبغي أن تكون وعودا فعلية صادقة وعملية وقابلة للتطبيق".

وعما يحصل في إيران الآن ومدى انعكاسه على الأوضاع في لبنان، قال السنيورة: "هناك تجارب كثيرة حديثة وقديمة، يمكن الحديث عنها، فعندما تكون هناك سوء إدارة من قبل حكومة معينة أو بسبب ظروف اقتصادية سيئة تسببت بها أي حكومة، نجد هناك من يسارع في تلك الحكومة ليقول إن هذه ليست مسؤوليته، وبالتالي يلجأ إلى تحميل المسؤوليات إلى الآخرين وتهمة التدخلات والمؤامرات الخارجية جاهزة. أنا لا أريد أن أدخل في موضوع المؤامرات الكبرى الداخلية أو الخارجية ولا أن أؤكد أو ان أنفي. هناك مسألة واضحة وضوحا تاما، أكان ذلك في لبنان أم في العراق أم في إيران، إذ ينبغي علينا جميعا أن نفهم ما يجري في العالم اليوم من حولنا".











الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم