الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل ستشهد دبي في المستقبل مبانيَ عائمة في الهواء؟

جاد محيدلي
هل ستشهد دبي في المستقبل مبانيَ عائمة في الهواء؟
هل ستشهد دبي في المستقبل مبانيَ عائمة في الهواء؟
A+ A-

لا شك أن مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة تعتبر استثنائية ولا تشبه أي مدينة أخرى حول العالم، فهي لا تجذب السياح والمستثمرين فقط، بل تجذب أيضاً أصحاب العقول والذكاء والأفكار الجنونية. مستقبل دبي يعتبر باهراً وما ينتظرها مهم جداً، فمن المتوقع أن تكون مدينة متطورة ومتقدمة وقد تحتوي على أفكار تعتبر غير منطقية بالنسبة إلينا الآن، ولكن لا مستحيل في مدينة تحولت من صحراء الى جنة. وفي هذا الإطار، تخيلوا أن نسكن السماء في المستقبل، بعيداً عن شوارع المدينة المكتظة بالسكان، والشقق الضيقة، ودعونا لا ننسى الازدحام المروري أيضاً. هذه الفكرة الغريبة وغير المنطقية هي فرضية جذابة لمشروع "Rising Oases" لمدير مركز البحوث والابتكار والتصميم في الجامعة الأميركية في دبي (AUD)، جورج كاشامي.

وتُعتبر عمارة كاشامي العائمة، والتي استغرق أكثر من عقد لتطويرها، من أبرز المعروضات في أسبوع دبي للتصميم، الذي بدأ من 11 تشرين الثاني واستمر حتى الـ16 من الشهر ذاته. وقد تكون رؤية المهندس المعماري للمساحات المعلقة التي تحوم فوق شوارع المدينة بعيدة عن المنال، ولكنه يؤمن بها ويعتبر أنها قد تصبح حقيقة في المستقبل. وقال كاشامي: "عندما تدرك الاحتمالات، فأنت تؤمن حقاً أنها ليست بعيدة جداً"، مضيفاً أن هذا المشروع ليس "خيالاً علمياً كما يعتقد البعض".

واستخدم كاشامي أيضاً مواد بلاستيكية خفيفة للغاية ومطبوعة بالتقنية ثلاثية الأبعاد لنماذجه الأولية، وذلك لزيادة حجم الجسم الذي يمكن للقوة المغناطيسية رفعه. وتصور كاشامي الهندسة المعمارية العائمة لأول مرة كطالب في اليابان قبل 13 عاماً، وعلى مدى الأعوام الخمسة الماضية، كان يزيد من حجم نماذجه. وجرب كاشامي تقنيات مختلفة لأجل نماذجه العائمة، ويستخدم النظام الحالي التعليق المغناطيسي، والذي يعمل عن طريق رفع الجسم خلال قوة مغناطيسين متضادين. وإن الفوائد المحتملة للهندسة العائمة كثيرة ومتنوعة، إذ أن تجاوز القيود المتعلقة بالمساحة قد يفتح الأبواب للتخطيط بكفاءة أكبر، مع الحاجة لأراض أقل للبناء، كما سيكون هناك ضغط أقل على المساحات الخضراء التي قد يتم الحفاظ عليها، أو حتّى توسيعها. ويمكن لهذا النوع من العمارة أن يواجه كوارث طبيعية مثل الزلازل والفيضانات بشكل أسهل. ويُشير كاشامي إلى أن هذا المشروع لا يتعلق بما إذا كانت العمارة العائمة قابلة للتحقيق أم لا، فهو يُقدم فرصة للتفكير في بيئات مستقبلية منطقية.

وأكد كاشامي أن لديه خطة لإنشاء نماذج أكبر وأكثر ارتفاعاً، إضافةً إلى خطة من أجل بناء النماذج بحجمها الكامل، وهو يأمل أن يحقق ذلك الأمر خلال حياته. وحذر خبراء التعليق المغناطيسي من أن هذه التقنية لا تُقدم سوى ارتفاعات محدودة، وتحوم النماذج الأولية لكاشامي على ارتفاع عدة بوصات فوق قاعدتها المغناطيسية، كما أنها لا زالت باهظة الثمن. ورغم ذلك، لا يزال هناك اهتمام ابتكار متزايد في هذا المجال.

يذكر أن المهندسين المعماريين زيو كاي وسيبي لي من الصين فازا على سبيل المثال في مسابقة لابتكار تصميم لإعادة بناء كاتدرائية نوتردام في باريس، وذلك بعد الأضرار الناجمة عن احتراقها. ويتضمن تصميمهما برجاً عائماً. ويُشير كاشامي إلى أن تطوير مصاعد تعمل عن طريق التعليق المغناطيسي، ومدعومة من قبل حقول مغناطيسية، وتتحرك بشكل جانبي، وقطري، وعمودي، هي علامة مشجعة بالنسبة إليه وقد تؤدي في المستقبل إلى الهندسة العائمة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم