البلد السليم

سليمٌ هو البلد الّذي مُنَّ، بالخِلقة، على عامريه، بعقلٍ عاقلٍ يمقُت تجّارَ الطّوائفِ والمذاهب، ومذاهبِ المذاهب، تجّارًا جازاهم اللّهُ بأن جعل ألسنتَهم كإبَرِ العقارب، وأنيابَهم كأنيابِ الأفاعي. هؤلاءِ تجّارٌ دهاةٌ أشرارٌ كفّارٌ، نخر السّوسُ رؤوسَهم، وأتلف أدمغتَهم. وبلدُنا - واحسرتاه - أرضٌ سائبةٌ لهؤلاءِ المارقينَ الغاوينَ الأرذالِ الأنذالِ الفَجرةِ الّذين يعبثون في مجالسهم بعقول أولادنا: يَطلون مقاعدَهم وكراسيَّهم - شَلّت أيمانُهم - بسُمّ بِدَعِهم، وجهلِ فتاواهُم، ويحقُنون أوردتَهم به على أنّه الشّهد.

هؤلاءِ يروغون من فِلَذِ أكبادِنا، أولادِنا، كما تروغ الثّعالب، وينهشون باسم الدّين أجسادهم كالكلابِ الجائعةِ المسعورة، ثمّ يدفعون بهم – سحقًا لهم - إلى وادٍ سحيق من الضّلالة.

لعنةَ اللّهِ صُبّي ألفَ ألفِ مرّةٍ عليهم، وإلى جهنّم وبئسَ المصير.

سليمٌ هو البلدُ الّذي مُنَّ، بالخِلقة، على عامريه، بدَفقِ حبٍّ دافئٍ، ونفحِ طيبٍ عاطرٍ، حبٍّ وطيبٍ للنّاسِ كلِّهِمُ في أصقاع الدّنيا الأربعة، أيًّا كان عِرقُهم، ولسانُهم، ولونُ بشرتِهم.