الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

مذكرات شتاء

المصدر: النهار
رشا عادل سمور
مذكرات شتاء
مذكرات شتاء
A+ A-

بدأ الشتاء يطرق أبوابنا ونحن نختبئ منه تحت الأغطية، نوقد شعلة المدفأة ونبدأ نقضي وقتنا على شاشات التلفاز ووراء الأجهزة الإلكترونية، وبجانبنا صحن من المكسرات أو السائل الساخن الذي يمدنا بالدفء ونتسامر مع أهالينا. هذه حال معظم البيوت العربية

لا أعلم ماذا تبادر إلى ذهني وتحول فكري إلى بيوت معدمة قد تكون فقدت معيلها أو بعض الفقراء الذين يفتقدون إلى وسائل التدفئة وأجسادهم نحيلة من قلة الطعام. كثير من الناس ينكر وجود هذه الطبقة. عدم تفكيرك وإبعاد تلك الحالات الإنسانية من تفكيرك وعدم مواجهتها لايعني عدم وجودها.

نحن حين لانحصل على ما نريد نبكي كالأطفال ونحزن ونضع الخطط البديلة ونتمسك بالإرادة العالية ونتحدى ونقاوم. وعندما نصل إلى هدفنا نفتخر بإنجازاتنا وتصبح قصة نرويها على أفواهنا وفي مجالسنا. أنا لا أنكر أن وصولك إلى هدفك إنجاز ولكنك وصلت إليه وجميع الإمكانيات متوفرة لك. هنالك مجموعة من الناس تعيش تحت خط الفقر حتى إنها أحياناً لاتملك وسيلة لتصل إلى من يوفر لها مالاً لتعيش يوماً بقناعة ورضا. هنالك مجموعة تذرف دموعك لرؤيتها وتمشي للحظة وقلبك قد كسر لرؤيتهم، ولكن هؤلاء يعيشون تلك الحياة لحظات وأياماً وشهوراً. هدفهم توفير اللقمة الهنية والدفء والدواء الشافي. حلمهم أن يناموا دون قلق كيف سيعيشون غداً.

نعم حال تبكي الحجر فلا تنكره لأنك بعيد عنه. التفت حولك وسارع بخطاك لتقديم العون لهم والدعاء لهم، فأنت أيضاً بحاجة إليهم كثيراً وأكثر منهم. بحاجة إلى دعائهم الصادق الذي قد يصل إلى الله من أفواه الضعفاء والمستضعفين. بحاجة لكلمة شكر يرق قلبك لسماعها. يلين عقلك من الغضب والقساوة. بحاجة لكي تضعه في خزائنك الثمينة. فقد تكون يوماً ما في مكانهم لفقدك عملك أو لضياع أسرتك بأي كارثة طبيعية كزلزال يحطم بيتك أو صاعقة تحرقه أو سارقون يهاجمونه. لا تقول إنني أملك الصحة والمال والقوة والبيت والأسرة. حادث بسيط يفقدك يديك أو يبتر قدميك. إفلاس شركة قد يضعك تحت خط الفقر وتتراكم الديون عليك. وتقدم عمر يفقدك القوة وغربة تفقدك الأسرة.

حاول مساعدة الضعفاء والمستضعفين. واطلب من الله بقاء نعمه. واحمده واشكره دائماً وأبداً.

الحمدلله يارب العالمين. كلمة خفيفة قد تبقيك على نعمك التي تملكها. فلا تنظر إلى تلك الطبقة بعين الشفقة أو الازدراء أو التفاخر عند مساعدتهم. فالدنيا أحياناً غدارة لا تعلم أنت اليوم هنا وقد تكون يوما هناك.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم